واصل الدولار الأميركي تراجعه, أمس الأربعاء, خصوصاً ازاء الجنيه الاسترليني, الذي سجّل 1.9312 دولار في تداولات بعد الظهر في لندن. وفي الوقت الذي تجمع توقعات المحلّلين على ان الجنيه قد يلامس مستوى دولارين في الأسابيع القليلة المقبلة, أو في مطلع سنة 2005, فإن مصدراً اقتصادياً في لندن قال ل"الحياة" ان "سعر الدولار بات مسعّراً بأقل من قيمته الحقيقية", وانه ربما قد حان الوقت "للتفكير" ببدء شراء العملة الأميركية الضعيفة. وتراجع الدولار أمس على رغم إحصاءات جيدة عن الانتاج الصناعي في الولاياتالمتحدة. وسجّل أدنى مستوى له ازاء الجنيه منذ 12 عاماً, فيما راوح قرب المستويات المتدنية الجديدة التي كان سجّلها ازاء اليورو, مساء أول من أمس. وكان اليورو يراوح عند 1.3316/1.3319 دولار في الرابعة والدقيقة 15 بتوقيت غرينتش, فيما كان سعر الجنيه عند 1.9257/1.9261 دولار. ومن العوامل التي تساهم في إضعاف الدولار وانخفاضه إلى مستويات قياسية جديدة, عدم اكتراث الادارة الأميركية في الوقت الحاضر, على ما يبدو, بضعف العملة الأميركية, بالإضافة إلى تزايد المخاوف في الأسواق ولدى المستثمرين من عدم تمكن الولاياتالمتحدة من الاستمرار في جذب التدفقات الرأسمالية اللازمة لتمويل العجز في ميزان معاملاتها الجارية. وعلى رغم إجماع المحلّلين والمتداولين على احتمال بلوغ الجنيه الاسترليني مستوى دولارين في الأسابيع القليلة المقبلة, إلا ان الرئيسة التنفيذية لشركة "لونغلي أسيت ماناجمنت" (لام), ميليسا لونغلي, أعربت في اتصال أجرته معها ل"الحياة" عن رأي مختلف, حيث شكّكت في استمرار ضعف الدولار طويلاً, معتبرةً ان العملة الأميركية باتت "مقدّرة بأقل من قيمتها الحقيقية". وقالت لونغلي ان الدولار قد يواصل التراجع في الأمد القصير "لأسباب تقنية", وانها لا تستبعد وصوله إلى مستوى دولارين في الأسابيع القليلة المقبلة. لكنها أضافت: "تكون مفاجأة لي إن استمر تدهور الدولار لفترة أطول من ذلك... حيث انه ليست هناك عملة أو سلعة تبقى في اتجاه واحد من دون أن تشهد تصحيحاً بشكل أو بآخر". واعتبرت ان الوقت حان للمستثمرين "للتفكير" في شراء الدولار. "لكنها نصحت بأن وقت الشراء ربما لم يحن بعد وانما التفكير بذلك".