دعت وزير حقوق الإنسان الدكتورة هدى البان المجتمع الدولي الى تحمل مسئولياته إزاء الأسرى الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني ، مستنكرة ما يتعرضون له من تعذيب و انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان و بغطاء قضائي من أعلى مرجعية قضائية إسرائيلية ممثلة في المحكمة العليا الإسرائيلية. و نوهت في حفل إحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي نظمته جمعية كنعان لفلسطين اليوم بالأهمية التي يكتسبها إحياء هذه المناسبة في اليمن بحضور عميد الأسرى العرب المحرر من سجون الاحتلال سمير القنطار . كما أكدت على أهمية احياء هذه المناسبة في الوجدان العربي من المحيط الى الخليج لتعزيز مكانة القضية من خلال استحضار المعاناة الناجمة عن قساوة الظروف التي يكابدها آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال و استخلاص الدروس التاريخية من صمود و كفاح هذا الشعب الباسل الذي يحمل أبناؤه ارواحهم على أكفهم في سبيل نيل الحرية و الكرامة . و اشارت إلى ان منطقة الشرق الأوسط لن تعرف الأمن والاستقرار قبل تسوية عادلة و شاملة لهذه القضية المركزية تنفذ فيها قرارات الشرعية الدولية و وجهت تحية إكبار و تقدير للأسرى الفلسطينيين بهذه المناسبة وقالت " ان معاناتهم وقسوة الظروف التي يعيشونها بقدر ماهي خزي وعار في وجه كل اسرائيل هي وسام شرف على صدر كل فلسطيني". من جانبه أكد يحيى محمد عبدالله صالح – رئيس جمعية كنعان لفلسطين أن عملية الأسر والسجن لم تعد تقتصر على إحدى عشر ألف أسير فلسطيني فقط، قائلاً ان كل الشعب الفلسطيني قد أصبح في الأسر والحصار الصهيوني ، مستدلا على ذلك بما يجري في قطاع غزة واصفاً ذلك بانه الأسر بعينه. وقال يحيى صالح: ولربما الأسرى في السجون تصلهم ثلاث وجبات يومياً، بينما شعبنا في قطاع غزة لا يضمن ذلك علاوة على الغارات واستهداف شعبا بأسره بالقتل الذي لا يستثني طفلا ولا إمرأة أو شيخاً واصفاً ذلك القتل بانه جريمة حرب كاملة التوصيف. وقال رئيس جمعية كنعان: إن معاناة أسرانا العرب في سجون الاحتلال وقضية تحررهم وعدالة قضيتهم أبطال ملحمة القيد والحرية لا بد أن تصبح قضيتنا جميعاً، أحزاباً وحكومات،ومنظمات مجتمع مدني، فهؤلاء الأسرى الأبطال مقاتلون ومقاومون من أجل حرية أوطانهم، ففعلهم مشروع ومقاومتهم مشروعة، وفق الشرائع السماوية والشرائع الوضعية والمواثيق الدولية، مضيفاً : ونقول للعالم الغربي للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كفاكم زيفاً ونفاقاً، كفاكم قلباً للحقائق، متساءلاً كيف تمتلكون الجرأة لتجعلوا من مطلب الإفراج عن الجندي الأسير الصهيوني "شاليط" هاجسكم؟ كيف تسعون إلى تحرير المحتل والمعتدي وتتغافلوا عن تحرير المعتدى عليه والمقاوم للاحتلال؟!.. وأكد يحيى صالح أن يوم الحرية قادم، ويوم الاستقلال آت، بفضل مقاومة الشعب كله، مقاومة متعددة الأشكال والأساليب، مستندة إلى وحدة وطنية حقيقية طال غيابها ولا بد أن تتحقق وبدعم عربي فعال شعبي بالأساس، ورسمي إن أمكن، ورأي عام دولي لا بد من تعبئته بعدالة قضيتنا.. من جهتا قالت فاطمة الخطري - رئيسة دائرة المرأة عضو اللجنة العامة بالمؤتمر الشعبي العام أنه لا شك أن احتفالنا اليوم بيوم الأسير الفلسطيني له دلالته الوطنية القومية والنضالية على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية، باعتبار أن من وصلوا من الرجال والنساء الفلسطينيين إلى سجون الاحتلال الإسرائيلي هو نتاج طبيعي لنضالهم وصمودهم أمام العدو الغاشم.. واعتبرت في كلمتها عن الأحزاب والتنظيمات السياسية قضية الأسرى الفلسطينيين من القضايا المزمنة التي عجز عنها المجتمع الدولي عن إيجاد حلول عادلة لها أمام التعنت الإسرائيلي وانتهاكاته اليومية الصارخة لحقوق الأسرى والأسيرات الفلسطينيين، فلا زالت إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تضع تشريعات تنتهك فيها الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الأسرى والسجناء والسياسيين. وأكدت الخطري أن المرأة الفلسطينية الأسيرة ليست أفضل حالاً من أخيها الأسير، فمنذ الاحتلال الصهيوني للشعب الفلسطيني وصل عدد المعتقلين (800) ألف مواطن، أي ربع الشعب الفلسطيني، وهي أكبر نسبة اعتقال في العالم، فيما بلغ عدد الأسيرات الفلسطينيات (95) أسيرة، من أصل (750) أسيرة تم اعتقالهن خلال انتفاضة الأقصى عام 2000م، بينهن أربع أسيرات وضعن مواليدهم داخل الأسر آخرهم في 17/1/2008م، . وذكرت الخطري أن من بين 95 أسيرة لم يتجاوزن أعمارهن 18 عاماً، وواحد وعشرون أسيرة متزوجة، منهن 18 أسيرة أم. مؤكدة أن الإحصائيات الصادرة عن الدائرة الإعلامية بوزارة الأسر الفلسطينية أن 99% من الأسرى تعرضوا لأساليب التعذيب المختلفة المخالفة لكل الأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية. معتبرة إن ما نشاهده على شاشات التلفاز شيء مرعب جداً، فمن واجبنا جميعاً ألا نكتفي بإيحاء يوم الأسير، بل نجعلهم قضيتنا الدائمة التي نناضل من أجلها في خط متواز من أجل تحرير فلسطين، وقيام الدولة الفلسطينية على أرض فلسطين وعاصمتها القدس. وطالبت الخطري المجتمع الدولي بتوفير الحماية القانونية لكل الأسرى الفلسطينيين وكفالة أسرهم ورعاية أطفالهم، وسجلت في ختام كلمتها تحية منها ومن كل قيادات الأحزاب والتنظيمات السياسية ونساء اليمن لكل الأسرى والأسيرات قائلة لهم : لستم وحدكم قلوبنا معكم وأرواحنا فداء لفلسطينوالقدس الشريف.