جددت جمعية كنعان لفلسطين اليوم الأربعاء عهدها لسرى الحرية والوفاء، وللشهداء الفلسطينيين على استمرار التضامن ، والدعم لنضال فلسطينن وبأن تكون وفية لشعب فلسطين ونضاله، وبذل كل ما في الاستطاعة من اجل دعم شعب فلسطين والتضامن معه تحت شعار "كل ما نقدمه لا يساوي قطرة دم تسال من طفل فلسطيني"! جاء ذلك في كلمة ألقاها الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس جمعية كنعان لفلسطين- على هامش مهرجانها السنوي الخاص بيوم الأسير الفلسطيني، والذي أقامته الجمعية اليوم الأربعاء على قاعة الشهيد أبو عمار في جامعة صنعاء، وبمشاركة حشد هائل من الشخصيات السياسية والدبلوماسية العربية، والثقافية والاجتماعية ، وحضور كثيف من الشباب والنساء ممن وفدوا للتضامن مع فلسطين. وأوضح الاستاذ يحيى صالح في كلمته الافتتاحية للمهرجان: لقد عمدت دولة الاحتلال الاسرائيلية ومنذ الايام الاولى للاحتلال ان تجعل من السجون اداة لقمع شعبنا واسكات صوته المنادي بالحرية وتكبيل حركته في سبيل الاستقلال وجعلت من السجون عقابا جماعيا لشعبنا الفلسطيني، حيث ناهز عدد المناضلين الفلسطينيين الذين زجوا في السجون الاسرائيلية على 600 الف مواطن فلسطيني على مدار 41عاماً، هي عمر الاحتلال ومارست ادارة المخابرات والامن في هذه السجون اقسى وابشع اشكال التعذيب والتنكيل بهدف احداث هزيمة نفسية لهؤلاء المناضلين وكسر ارادتهم وطموحهم نحو الحرية والاستقلال. وتابع: اليوم يقبع في سجون الاحتلال الصهيوني اكثر من 12,000 اسير واسيرة محكومين بشتى الاحكام التعسفية والتي قد تصل الى مئات السنين بينهم العشرات من الاطفال الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة عشر. وبيّن: ان دولة الاحتلال الاسرائيلية لا تسجن هذا العدد فقط بل انها في حقيقة الامر تسجن الشعب الفلسطيني، وإلاّ فكيف نفسر ما يجري في قطاع غزة الحبيب!!؟ ألم تحوله الدولة الصهيونية النازية الى سجن كبير؟ ألم تحول مليون ونصف مليون من شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الى مساجين محرومين من ابسط حقوق المسجون في الغذاء والدواء؟ اليس ما يحدث في غزة وصمةعار في جبيننا جميعا- في جبين العرب وجبين الانسانية- أليس ما يحدث في الضفة الغربية من تقطيع اوصال وطرق بواسطة ما يزيد عن خمسمائة حاجز عسكري يعني تحويلها الى عشرات السجون، عدا عن اختطاف وأسر العشرات من المواطنين وبشكل يومي، مؤكداً: ان الاحتلال الاسرائيلي حول قطاع غزة الى سجن كبير، وحول شعبنا هناك الى مساجين محاصرين، وحول الضفة الغربية الى عدة سجون اضافة لاولئك الابطال الاسرى الذين يقبعون في السجون الاسرائيلية. وقال: ورغم كل ذلك فان جلاوزة اسرائيل لم ولن يستوعبوا الدرس الفلسطيني .. هذا الدرس الذي يؤكد كل يوم بان شعبنا الفلسطيني عصي على الترويض وعصي على الهزيمة والانكسار، بل أكثر من ذلك فان المناضلين الفلسطينيين اسرى الحرية والاستقلال حولوا سجون الاحتلال- وبالرغم من كل قساوة ظروفها- الى مدارس وجامعات خرجت الالاف الثوريين.. وهذا ليس محض كلام بل واقع فعلي باعترف كبار الضباط الصهاينة حيث اعترف احدهم بان الفلسطينيين يخرجون من السجون وكانهم تخرجوا من ارقى المعاهد الثورية، وما ادل على ذلك هو تفاعله اليومي مع قضايا شعبهم كافة . وتابع قائلاً: لقد كان لضيفنا الاخ عبد الرحيم ملوح ومعه عدد من قادة الحركة الاسيرة شرف صياغة وثيقة الوفاق الوطني وهم في المعتقلات الصهيونية، هذه الوثيقة التي تعتبر أساسا صالحا ومتيناً لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وفق مبادرة فخامة اللاخ الرئيس علي عبد الله صالح (حفظه الله ) والتي حظيت بموافقة الاطراف الفلسطينية كافة.. هذه المبادرة التي لن نمل من التاكيد عليها حتى استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي بدونها لن نتمكن من الصمود ولن نحرز الانتصار. ووقف يحيى صالح مستذكراً بالقول: في مثل هذا اليوم وقبل عشرين عاما امتدت يد الغدر الصهيونية لتغتال القائد الوطني الفلسطيني الشهيد / خليل الوزير (ابو جهاد ) اول الرصاص، واول الحجارة في محاولة يائسة منها لتسكت المقاومة الفلسطينية وتخمد الانتفاظة البطلة، الا ان شعبنا الفلسطيني اثبت على الدوام بان دماء قادته واستشهادهم لا يزيده الا تمسكا بقضيته واصرارا اكبر على المقاومة والانتصار. وحيّا الشهيد ابو جهاد في الذكرى العشرين لاستشهاده ومعه ايضا كل شهداء الشعب الفلسطيني، وللشهيد الرمز ابو عمار وابو علي مصطفى والشيخ احمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والشهيد ابراهيم ابو علبة القائد العسكري للجبهة الديمقراطية الذي اغتالته الالة العسكرية الصهيونية امس، وكما عاهدنا اسرانا اسرى الحرية على الوفاء نعاهد كل شهداءنا على استمرار التضامن والدعم لنضال شعبنا الفلسطيني حتى النصر باذن الله. ولفت الأستاذ يحيى صالح إلى أنه: اذا كنا اليوم نجتمع من اجل تكريم اسرى الحرية وننادي بحريتهم وحريتنا، فان هذا اليوم يصادف الذكرى السادسة لتاسيس جمعيتنا (جمعية كنعان لفلسطين ) هذه الجمعية التي تاسست ايام الحصار الهمجي والنازي على جنين البطولة والكرامة، والتي عاهدنا شعبنا منذ لحظة التاسيس ان نكون اوفياء لشعبنا الفلسطيني ولنضاله نقدم ونبذل كل ما في استطاعتنا من اجل دعمه والتضامن معه تحت شعار "كل ما نقدمه لا يساوي قطرة دم تسال من طفل فلسطيني". واختتم بالقول: "تحية لشعبنا الفلسطيني المقاوم.. والحرية لاسرى الحرية.. ومعا وسويا من أجل العودة واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف باذن الله..". وفي كلمة ألقاها المناضل عبد الرحيم ملوح-نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية-حيا في مطلعها اسرى النضال الفلسطيني، وأشار الى أن الاحتفال يتوافق مع ثلاث مناسبات الاولى التضامن مع أسرى الحرية، والثانية ذكرى استشهاد خليل الوزير، والثالثة تاسيس جمعية كنعان لفلسطين. وقال أن الشعب الفلسطيني في الداخل يعيش أيضاً ظلم الاسر، وأن أسرى الحرية لا زالت اسرائيبل لا تتعامل معهم إستناداً إلى هذا المفهوم ولكن باعتبارهم سجناء أمنيون، داعياً جمعية كنعان لفلسطين إلى تحمل جزء من مسئولية نقل هذا الى العالمن باعتبار أن من المهم جداً أن يتم معاملتهم كسجناء حرية. وبين الأخ ملوح بأنه لا يزال في فلسطين يعيش (11.500) أسير في سجون الاحتلال، بينهم من يعتبرون من أقدم أسرى الحرية في العالم وأمضى بعضهم (31) عاماً في السجون، في الوقت الذي لا توجد في تاريخ البشرية من يقضي هذه المدة، مشيراً إلى أنه لدى فلسطين سجناء يزيدون عن أصابع اليدين تزيد مدة حبسهم عن (27) عاماً. وأكد أن عدد الذين دخلوا السجون الاسرائيليةخلال ال(41) عاماً الماضية بلغوا (750) ألف فلسطيني، وهو عدد كبير جداً قياساً للسكان في فلسطين. وأشار إلى أن المسئولية لا تقتصر على إعلان التضامن المناسباتي مع القضية الفلسطينية، بل ينبغي أن يكون ذلك مستمراً على مدار اليوم والساعة لأن هناك كل يوم وساعة ظلم على الشعب الفلسطيني. كما نوه إلى ما تعانيه السجينات، مستشهداً بمسجونة فلسطينية قيدت من قدميها بالسرير أثناء ولادتها، وأنها بعد الولادة أعيدت الى الزنزانة، مؤكداً أن ذلك لا يحدث إلاّ في اسرائيل، وهو الامر الذي يستدعي إعلاء الاصوات التضامنية مع الشعب الفلسطيني. كما تطرق الى حالة الانقسام التي تعيشها الساحة الفلسطينية، وغلى الاستراتيجية الامريكية في المنطقة ونهجها في التفتيت على اساس عرقي ومذهبي لتبرير سياسة الاحتلال ونهب الثروات وتبرير سياسة اسرائيل ، وأن اسرائيل لاول مرة تريد الاعتراف بها بأنها الدولة اليهودية، معتبرا ذلك في اطار سياسة التفتيت وتمزيق الكيانات، داعياً الفصائل الفلسطينية الى توحيد جهودها ونضالها ومقاومتها للاحتلال، في تفس الوقت الذي دعا اليمن الى المضي في تنفيذ مبادرتها لتعزيز وحدة الشعب الفلسطيني. من جهتها، استهجنت الدكتورة هدى ألبان – وزيرة حقوق الانسان- السياسات المقززة التي يتبعها الكيان الصهيوني من خلال زج الشباب والنساء والاطفال في الزنازين المختلفة، والاعتقاد بأنه يستطيع أن يخدع العالم باساليبه الاجرامية، ومحاولاته لافراغ ارض كنعان من الفعاليات الناشطة. واعتبرت إيمان الشعب الفلسطيني وصموده رمزاً للتمسك بالارض، داعية المجتمع الدولي الى تطبيق اتفاقية جنيف في ردع القتل اليومي والارهاب الذي تمارسه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، واصفة المشكلة مع اسرائيل بأنها مشكلة أخلاق ومباديء انسانية الى جانب كونها مشكلة إحتلال ومصادرة حقوق وممارسة إرهاب، داعية الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة الى التدخل لحماية الشعب الفلسطيني. وجددت وزيرة حقوق الانسان تأكيد موقف الجمهورية اليمنية مع شعب فلسطين وقضيته العادلة، وتقديرها للظروف الصعبة التي يواجهها الشعب الفلسطيني، قائلة أن الفلسطينيين في قلوبنا وعقولنا. هذا وتم خلال مهرجان يوم الاسير الفلسطيني قراءة قصيدة شعرية للشاعرة سارة البعداني، وقراءة كلمة باسم طلاب منحة رئيس الجمهورية للطلبة الفلسطينيين باشراف جمعية كنعان لفلسطين القاها الطالب وديع كمال، فيما تم تقديم عرض سينمائي بعنوان "أريد أبي" يصور مشهداً من صور المعاناة التي يتكابدها أطفال فلسطين، وأبناء الشعب الفلسطيني عموماً بسبب الإرهاب الصهيوني الذي يمارس ضدهم من قبل إسرائيل.