لا شك أن كل فرد غيّور على وطنه يتألم حينما يسمع الأخبار والتقارير التي تتناقلها وسائل الإعلام الخارجية، وفيها الكثير من التشويه والغموض والاستهتار، وكأن اليمن مباح لكل مَنْ يريد أن يقول فيها عن الإرهاب دون تمعن أو تدقيق للمعلومات، كما حدث في قضية الطرود المشبوهة التي ضبطت في دبي ولندن. زُجّ باسم اليمن بأسرع وقت، وذكر بعد ذلك أن هناك محطات أخرى مر بها الطرد قبل أن يصل دبي، المهم أننا لم نفهم شيئاً حتى الآن، وتضاربت الأخبار منذ اللحظة الأولى، هناك مَنْ قال إنه طرد به طابعة حبر كمبيوتر، فيه آثار متفجرات، لكنها لا تسبب الانفجار، وأرادت بها الجماعات التي أرسلت ذلك الطرد لاختبار مدى السيطرة الأمنية في المطارات الأمريكية، وقيل في التحليلات إن هذه العملية تعتبر نصراً للجمهوريين في الولاياتالمتحدة قبل الانتخابات التشريعية النصفية بيومين، ليظهروا أن الإدارة الأمريكية الحالية غير موفّقة في حماية الأمن القومي الأمريكي، يعني أن هناك عراكاً شديداً بين الحزبين المتنافسين التقليديين في هذه الانتخابات، وكل طرف يستغل بعض الأحداث لتعزيز قناعة الناخب الأمريكي به. في اليوم الثاني قالوا إن الطرد المشتبه احتوى على متفجرات كانت في طريقها إلى إحدى الكنائس اليهودية في شيكاغو. في كل الأحوال، الطردان اللذان تم ضبطهما في دبي ولندن لم تنقلهما شركة الخطوط الجوية اليمنية، وذكر اسم شركة شحن أمريكية «يو بي إس»، ناقلةً ذلك بطائرتها، وتبين في ما بعد - حسب تصريح المصدر المسؤول - أنه لا يوجد لشركة «يو بي إس» أي طائرات شحن أو غيرها أقلعت أو تقلع من اليمن، كما أنه لا يوجد أي طيران مباشر أو غير مباشر، سواءً للركَّاب أو الشحن من أيٍّ من المطارات اليمنية إلى مطارات المملكة المتحدة أو الولاياتالمتحدة. لماذا لا يؤخذ هذا التصريح بعين الاعتبار من وسائل الإعلام الخارجية؟ ولماذا تم التركيز - فقط - على ما تتناقله المصادر الغربية والأمريكية؟ يقول ضاحي خلفان، قائد شرطة دبي، إن المعلومات حول الطرد المشبوه وصلت من أجهزة غربية ومن السعودية، في هذا كله أين هو الطرف اليمني؟ أليس لليمن الحق في أن تشارك في التحقيقات في أكثر من محطة، بحيث لا تقتصر التحقيقات - فقط - على اليمن؟ أسئلة كثيرة حول هذه القضية وحول طبيعة ودوافع المبالغة في موضوع القاعدة باليمن، وأنا هنا أطرح تساؤلات أمام الجهات المعنية في بلادنا : لماذا لا تضعوا الحقائق أمام وسائل الإعلام بوضوح وشفافية؟ ولماذا تتركون بلادنا تتعرض لهذا النهش والتهويل ولا يجد الصحفي اليمني معلومات حقيقية ليخاطب بها الرأي العام الداخلي الذي يتابع ما يدور وهو كالأطرش؟ ومتى تصبح وسائل الإعلام اليمنية مصدر معلومات وأخبار لوسائل الإعلام الخارجية؟ هناك تعالٍ من بعض المصادر القريبة التي تحصر تواصلها - فقط - مع اثنين أو ثلاثة من الصحفيين، والباقي شأنهم شأن بقية الناس الذين لا يعرفون ما يدور. لماذا تتجاهلون دور وسائل الإعلام المحلية، وهناك الكثير من الفتن التي تحاك باليمن؟ أليس المطلوب من الجميع حماية وصيانة هذا الوطن والرفع من شأنه، كُلٌّ في مجاله وبسلاحه؟ والصحفي ساحته الكلمة المبنية على المعلومة الصحيحة والصادقة، وسلاحه القلم * عن صحيفة الثورة