أحيا الجنوبيون في العاصمة الجنوبية عدن طوال ساعات اليوم الأحد مهرجاناً جماهيرياً حاشداً جاء وفق دعوات أطلقها شباب الجنوب للتعبير عن مطلب شعب الجنوب في الحرية والاستقلال، وفي المهرجان الذي حضره أكثر من مليون جنوبي والذي جاء بالتزامن مع زيارة لأعضاء مجلس الأمن الدولي للعاصمة اليمنية صنعاء ردد المشاركون الهتافات المطالبة باستقلال الجنوب عن الجمهورية العربية اليمنية، ورفض المشاركة في الحوار اليمني الذي تحاول صنعاء بدعم رعاة المبادرة الخليجية تدشينه في ظل رفض الجنوبيين المشاركة فيه، التظاهرة الكبرى التي تعد المليونية الثانية في اقل من أسبوعين أقيمت الأولى في منتصف الشهر الجاري في ذكرى ما يسمى بالتسامح والتصالح، في حين تظاهرة اليوم التي جاءت بصورة عفوية وغير منسقة أذهلت في حشودها المليونية كافة المتابعين الذين ارجعوا ذلك الحضور القوي إلى الحماس الشديد لشعب الجنوب وإيمانه القوي بضرورة استقلال الجنوب بعد إن اثبت الواقع فشل الوحدة اليمنية، هذا وقد حاول الجنوبيون من خلال فعالية اليوم التي ستستمر على مدار يومين (اليوم وغد الاثنين) بعث رسالة قوية إلى مجلس الأمن والمجتمع الدولي مفادها بأنهم لن يقبلون بأقل من استقلال الجنوب، وبحسب رأي بعض المتابعين تميزت الفعالية المليونية التي أقيمت اليوم الأحد بالعفوية وغياب أي صور للقيادات الجنوبية السابقة المتواجدة في الخارج ليثبت الجنوبيين الذين هبوا للزحف نحو العاصمة عدن بأنه لا وصاية عليهم من قبل أي شخص أو جهة كانت. هذا وكان رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي قد وصلوا إلى صنعاء في زيارة قصيرة التقوا خلالها بالرئيس اليمني وعدد من المسئولين اليمنيين للاطلاع على آخر المستجدات، وقد نفت مصادر مؤكدة التصريحات التي أطلقتها بعض الشخصيات في السلطة اليمنية التي ادعت إن أعضاء وفد المجلس يؤكدون على وحدة اليمن، وأشارت ذات المصادر إلى إن حديث الزوار دار حول أسباب فشل المبادرة الخليجية وما إذا كان لها علاقة بالمشكلة الاقتصادية الذي يمكن مساعدة اليمن في تخطيها، ولم يتطرق الزوار إلى مسالة الوحدة اليمنية، هذا فيما اعتبر مراقبون إن زيارة مجلس الأمن كانت قد فشلت واضطر رئيسه وأعضائه إلى مغادرة صنعاء مع امتناعهم عن الإدلاء بأي تصريحات، في حين الغي مؤتمر صحفي كان قد اعد له لكل من رئيس المجلس والرئيس اليمني ووزير خارجيته لأسباب غير واضحة. ويرى بعض المراقبون إن المجتمع الدولي لا يهتم سوى بقضايا الإرهاب وكيفية استئصالها من المنطقة لتأمين واستقرار طرق الملاحة الدولية وحماية المصالح الأجنبية بالدرجة الأولى، وتوقعوا بان زيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن ربما قد تكون لأمر آخر لا تعلم به جميع الأطراف وان موقف سيظهر في اجتماع المجلس بخصوص الشأن اليمني