للصمت إبداع فهناك من يعمل بصمت بعيدا عن الضوضاء والبحث عن الفرقعة الإعلامية وتكون النتيجة تأدية العمل على أكمل وجه دون الحاجة أن يمجدوا أنفسهم أو أعمالهم لإن عبارات الثناء ستأتي من الغير طواعية وبكل عفوية دون أن تحمل أي عبارات تزلف أو نفاق مجاملة لهذا أو ذاك لأن العمل الناجح هو من يتحدث عن نفسه ويجبر الآخرين على إحترام صاحب هذا العمل . وفي المجال الإعلامي المتعددة فروعه ومجالاته بين صحافة وإذاعة وتلفزيون والتصوير بحرفنة يبرز لنا على الساحة الإعلامية الحضرمية نموذجان للشباب الحضرمي المخلص والمتفاني في عمله وما هما إلا نماذج من عينات كبيرة وكثيرة تشتغل في الوسط الصحفي والإعلامي لكن مايقدمانه من جهود تجبرك على الوقوف ورفع عبارات الثناء ..... أولهما المخرج الإذاعي في إذاعة المكلا الصامت عبدالله السيود الذي يجعل أنامله الذهبية تتحرك لتنثر لنا إبداعا نستشفه صباحا في برنامج البث المباشر مع توأمه غسان عبدون فيختار لنا إبن السيود مايتناسب مع الحلقة على الهواء بأسلوب يجعلك تتساءل عن هذه الموهبة المدفونة بين جبال حضرموت وحتما ستعانق النجاح أينما حلت وإرتحلت لإن السيود يفهم مايجب أن يؤديه ويقرأ مابين شفائف غسان عبدون فيتلاعب بالأزرار مختارا المقطع المناسب والمعزوفة المناسبة للحدث وبشهادة زملاء إذاعيين بأن السيود أبدع في حلقة رثاء الفنان الأستاذ سعيد فرحان أبوعمر وأعاد الماضي لدقائق مؤثرة أثرت في نفوس الجميع فأعطى الحلقة جزء ً من إهتمامه وهكذا يواصل الصامت عبدالله السيود إبداعه في برامج إذاعية أخرى ننتظرها منه في الشهر الفضيل . مبدع المكلاوحضرموت الصامت الآخرهو المصور الفوتوغرافي رشيد بن شبراق الحامل لكاميرته على الدوام محاولة منه لإلتقاط صورة تغني عن ألف كلمة كا يقولون لأي فعالية أو مناسبة يحضرها سوى وجهت له الدعوة أو لا لأن المادة لاوجود لها في قاموس رشيد الفوتوغرافي ولايعرف المساومات لأن هدفه الأول والأخير أن تظهر الصورة الملتقطة بضغطة زر منه جميلة ومعبرة لأنه أشرك فيها كل حواسه ..... رشيد مبدع صامت عشق الكاميرا فجعلها صديقته التي لايفارقها وكم أدخلته هذه الكاميرا في متاهات وعرضته للخطر لأنه يأتي هناك من لايفهم أو لايقدر مجهود رشيد المبذول ويعتبره أي مصور ونسي أو تناسى أن رشيد إبن للمكلا وأن عشقه لها إظهارها جميلة عند الآخرين . رشيد بن شبراق لم يتأثر بعصر الماديات وظل محافظا على هويته الأصيلة ليكون مبدعا صامتا كما هو الحال في زميله الآخر الإذاعي الصامت عبدالله السيود وما رشيد والسيود إلا نماذج من عشرات الإعلاميين الحضارم ممن يلفهم الصمت والإبداع شعارهم فتحي لهم جميعا على ما يقدمونه من جهود تستحق عبارات الثناء ورفع قبعات الإحترام لأمثال هؤلا .