لعل المتابع لظروف وتوقيت إقامة هذه البطولة وما حققته التغطية الاعلامية العربية والغربية ، وانطباعات ممثلو الدول الغربية عن الوطن ، سيدرك بأن البطولة استطاعة تحقيق مكاسب سياسية واعلامية كبيرة للوطن ككل وليس لوزارة الشباب والرياضة أو وزيرها ، ومن وجهة نظر محايد سيتمتم في نفسه بأن اليمن كانت وما زالت بحاجة الى تنظيم مثل هذه التظاهرات الرياضية العالمية ولو حتى في لعبة الكيرم أو الزراقيف ( الفتاتير ) . يا سادة يا كرام الوطن بحاجة الى تغيير الصورة المرعبه والمعيبه في حقنا التي رسمت في إذهان الغرب عننا ، نحن مصنفون من البلدان المتخلفة من البلدان التي لا تملك شعباً حضارياً حضارته وثقافته وتاريخه وجذوره مؤصله لتاريخ جزيرة العرب . العام الماضي رافقت أحد الضيوف الأشقاء من فلسطين الجريحه احد المشاركين في بطولة الفئات العمرية للشطرنج ، ولن انسى انطباعه بعد أول جوله له في صنعاء وبالتحديد في شارع حده وجامع الصالح حين قال بالفم المليان ( انا شايف ان بلدكم جميل ولديكم مطاعم واماكن حلوه ومحلات تجاريه فخمه وووو الخ ) هذه الكلمات أذهلتني بل اصابتني بالجنون وتمتمت في نفسي واحسرتاه على وطننا العزيز هل اصبحت الصورة مشوهه عن الوطن الى درجة الى ان اليمن السعيد بلد الحكمة والايمان والتاريخ والحضارة لا يمتلك شوارع ولا مطاعم ولا محلات فاخرة وكأن اليمن في أذهانهم أقرب الى قندهار حيث الاطفال يذهبون الى المدارس بلوح خشبي والكتابه عليه بالفحم . أن يحضر البطولة عضو من البرلمان البلجيكي ونائب محافظ فرنسي وغيرهم من دول أوروبية تصر على تحذير رعاياها من السفر الي اليمن بحجة الارهاب بالتأكيد سيؤثرون ايجاباً على من حولهم لتحسين الصورة المشوهه عن اليمن ، وهذا أفضل من مؤتمراتهم السياسية والاقتصادية ومجاملاتهم عبر برقيات اعياد الميلاد والاعياد الوطنية وأعياد المسيح ، وتبادل الزيارات التي تكلف خزينة الدوله الملايين بدل سفر وهدايا . السطور اعلاه لا تعني بأنني اشهد وأقر بأن البطولة كانت ناجحة بكل المقاييس ، على العكس البطولة شابها الكثير من اللغط حول نوعية اللعبة ومدتها ونزالاتها، ومسمى البطولة الذي كان كالبيت الشعري ( صدر وعجز ) وسوء التنظيم وتدخل جهات اخرى في التنظيم وكثييييير من الجوانب الفنية التي يفهمها الفنيون أكثر مني على سبيل المثال أن يلعب بطل مباراة واحدة للدفاع عن لقب في وزنه فهذا أثار علامات استفهام كبيرة ، فالبطل في أي لعبه لن يحصل على لقب عالمي الا بعد أن يخوض أكثر من مباراة مع ابطال عالميين في نفس الوزن ومن مختلف الدول و هفوات كبيرة في جوانب أخرى . إنما تمهلوا وقارنوا بعقلانيه وبحياديه وبضمير وطني خالص ، بالتحديد بين المكاسب السياسية والإعلامية التي حققتها وزارة الشباب والرياضة للوطن من استضافة هذه البطولة وبين ما انجزته وزارات حكومة الوفاق كالسياحة ، والثقافة والاعلام والخارجية ، تلك الوزارات المعنيه بالدرجة الأولى بتعزيز وتحسين صورة وسمعة الوطن ورفع شأنه أمام العالم . الانطباعات الايجابية لدى الوفود الأوروبية التي رافقتها اثناء البطولة هي التي استدعتني لكتابة هذه السطور بكل أمانة وبمسؤولية اخلاقية ووطنية ، لحظتها أدركت مدى حاجة الوطن الى استضافة مثل هذه التظاهرات والفعاليات العالمية حتى ولو بطولة في الدمنه أو لعبة الوقل سواء نظمتها وزارة الشباب والرياضة أو وزارة الاشغال العامة والطرق أو وزارة حقوق الانسان ، المهم باسم وطننا الغالي . . مدير عام النظم والمعلومات وزارة الشباب والرياضة