إنعكست منافسات كأس العالم التي أختتمت مؤخراً في البرازيل بشكل إيجابي على الاندية الأوروبية صاحبة النفوذ المالي والإنفاق الضخم في سوق الإنتقالات، ولم يكد الستار يُسدل على مباريات المونديال، حتى عكفت تلك الاندية على إخراج "شيكاتها" من أجل التعاقد مع نجوم البطولة. ولعل اللافت في سوق الإنتقالات هذا الموسم سعي الكثير من الأندية لإحداث ثورة في صفوفها عن طريق التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين على الرغم من أن موسم الدوري في أوروبا لم يبدأ بعد، إلا أنه من الواضح سعي تلك الأندية للإستعداد في وقت مبكر وهو ما أشعل "الميركاتو" بشكل ملحوظ، وبدا أن اندية برشلونة، ريال مدريد وتشلسي هي الأكثر نشاطاً حتى الآن. وإذا كان الموسم الماضي لم يشهد إنتقال الكثير من الأسماء الكبيرة خارج أنديتها، فإن الأمور إنقلبت هذا العام بما يُنذر بمنافسة حامية الوطيس في المسابقات المحلية ودوري أبطال أوروبا. قطبا الكرة الإسبانية برشلونة وريال مدريد في سباق مع الزمن من أجل تعزيز صفوفهما قبل إنطلاق الليغا، فالفريق الكاتالوني أحدث "ورشة" في صفوفه منذ إنتهاء الموسم الماضي، بدأها بالتعاقد مع المدرب لويس انريكي خلفاً لتاتا مارتينو، ثم تابعها باستقطاب اللاعب تلو الآخر في خطة واضحة لبناء فريق جديد يستعيد سطوته على المنافسات المحلية والاوروبية. وبعد التعاقد مع الكرواتي إيفان راكيتيتش والحارسين دير شتيغن وبرافو، ضم برشلونة مهاجم ليفربول لويس سواريز في صفقة لن يستفيد منها قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بسبب الحظر المفروض على اللاعب الأوروغوياني من قبل الإتحاد الدولي لكرة القدم لقيامه بعض الإيطالي جورجيو كيلليني خلال نهائيات كاس العالم. ويسعى النادي لعقد أولى صفقاته على مستوى قلب الدفاع من خلال ضم مدافع نادي فالنسيا جيريمي ماثيو، وهو مؤشر إلى أن برشلونة عازم على تغيير "جلده بالكامل" حيث من المتوقع رحيل بين ثمانية او تسعة لاعبين من الفريقين الأساسي والبديل، وقصّ سيسك فابريغاس شريط المغادرين برحيله الى تشلسي ثم اليكسيس سانشيز الذي انضم الى الارسنال، لكن النادي ربما يواجه معضلة على مستوى الهجوم بانتظار عودة نيمار الذي أصيب خلال مباراة البرازيل وكولومبيا في كأس العالم، وإنتهاء إيقاف سواريز. في المقلب الآخر لا يألو ريال مدريد بطل دوري أبطال أوروبا جهداً من أجل تعزيز صفوفه، وهو ظفر بصفقة ستثبت جدواها في الموسم الجديد وتمثلت بضم نجم بايرن ميونيخ والمنتخب الالماني توني كروس والذي تألق بشكل لافت في المونديال. لكن قدوم كروس يعني أن لاعبا أو اثنين من خط الوسط سيحزمان حقائبهما، وجرى الحديث عن أن مواطنه سامي خضيرة سيكون الضحية الأولى لا سيما وأن النادي لم يطبع اسمه على الرقم ستة للقميص الجديد الذي سيرتديه الفريق. ومن المرجح أن يتوجه خضيرة الى الارسنال على الرغم من المنافسة الشرسة مع تشلسي. كما عزز الريال صفوفه بضم الحارس الكوستاريكي نافاس الذي لعب دوراً بارزاً في ايصال كوستاريكا للدور ربع النهائي في كأس العالم، مما يعني أنه سيتخلى عن الحارس دييغو لوبيز في المدى المنظور. العين المدريدية مصّوبة الآن على هداف المونديال الكولومبي جيمس رودريغيز، لكن الصفقة بين مد وجزر بعد مغالاة ناديه موناكو بالسعر مقابل التنازل عنه، فيما تقول التقارير ان فريق المدرب كارلو انشيلوتي بصدد التعاقد مع مهاجم بديل للفرنسي كريم بنزيمةا ربما يكون مواطنه بول بوغبا من يوفنتوس مما يعني رحيل الاول أيضاً عن الفريق الملكي وقد يرافقه الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بعدما اعرب الأخير مراراً عن رغبته في التغيير. في انكلترا يبدو تشلسي بقيادة جوزيه مورينيو عازماً على تلافي أخطاء الموسم الماضي وهو استهل سوق الإنتقالات بالتعاقد مع ثلاثة نجوم هم سيسك فابريغاس من برشلونة، دييغو كوستا وفيليبي لويس من أتلتيكو مدريد، والاخير سيحل مكان اشلي كول المنتقل الى روما الإيطالي، كما سيستعيد البلوز حارسه البلجيكي كورتوا المعار الى اتلتيكو وهذا سيفسح المجال أمام رحيل بيتر تشيك. كل ذلك ولا زالت فترة الإنتقالات في بدايتها، وتبقى الانظار شاخصة لمعرفة توجهات لويس فان غال في مانشستر يونايتد، ماسيمليانو أليغري في يوفنتوس، بيب غوارديولا في بايرن ميونيخ، أرسين فينغر في الارسنال، بريندان رودجرز في ليفربول وغيرهم.