كالعادة لا يظهر من يسمون أنفسهم كبارا إلا عند تحقيق الإنجازات وفجأة يصبحون خيال مآته عندما يتعلق الأمر بمشكلة ما وتذهب ابتساماتهم الزائفة أدراج الرياح لمجرد أنهم لا يظهرون (أضراسهم) إلا في أوقات الفرح.. قد نتفق أن الأخ عبد القادر هلال أمين العاصمة رجل محنك ومحل إجماع وفقا لرؤية سياسية ووطنية لكن ما يؤسف أن هلال عندما يريد أن يرتدي ثوب (البطل) تماما كسوبر مان يحلق حيثما يشاء وعندما يتحول إلى شخصية عادية بلا أداء نجده يلعب دور كومبارس مهمته إراحة البطل من المشاهد الخطيرة ليس إلا.. قبل أشهر من الآن كان الأخ عبد القادر هلال يكرم لاعبات الأمانة في الكرة الطائرة وغيرها على الإنجازات التي تحققت باسم أمانة العاصمة من باب مسؤوليته التي حرص من خلالها على تكريمهن والإلتقاء بهن والشد على أيدي (نون النسوة) لتقديم الأفضل خلال المراحل القادمة مؤكدا أن المرأة يجب أن تمارس الرياضة في حدود العادات والتقاليد واعدا بما لذ وطاب من الوعود التي أفرحت اللاعبات وحفزتهن على الاستمرار وتطوير الإمكانيات.. واليوم نفسه عبد القادر هلال يتغاضى عن الوقوف مع نفس اللاعبات اللاتي كرمهن وهو يبتسم الموسم الماضي واقصد طبعا لاعبات منتخب الأمانة للكرة الطائرة اللاتي قدمن استقالة جماعية احتجاجا على ما أسمينه بالظلم أو المؤامرة التي تعرض لها الفريق من قبل شخصيات نسوية قيادية في اتحاد رياضة المرأة إرضاء ل(س) من الناس حيث أكدت لاعبات الأمانة أن الظلم طالهن من أجل ذهاب لقب الدوري العام للكرة الطائرة لفريق معين.. ورغم تفاعل وسائل إعلامية كثيرة مع خبر الاستقالة إلا أننا وجدنا أمين عام العاصمة غير متفاعل مع اللاعبات وقضيتهن ولم يقم بدوره تجاههن وهو الأمر الذي أدى إلى استنكار واسع من قبل الجميع خاصة وأن فريق الأمانة بطل الكرة الطائرة لثلاثة مواسم.. وفيما يبدو أن مسؤولينا في شتى المجالات يبدون اهتماما مصطنعا عندما يجدون أن التكريم هو أسهل وسيلة للضحك على الذقون مع أن الضحك هذه المرة جرى على حماس وحب لاعبات للعبة الكرة الطائرة، وكان الأحرى بهلال أن ينظر لساعات الفرحة بعين متساوية مع ساعات الظلم وسنينه بل أن الصواب كان النظر لمكامن الظلم باهتمام أكثر طالما وهو يبسط يده للتكريم بكل فخر.. هلال مثله مثل أي مسؤول رياضي يتفاعل مع تحقيق إنجاز ويختفي عندما يتعلق الأمر بمستقبل لاعبة أو غيرها، وهلال هذا أصيب بالكسوف الكلي تماما بتغاضيه عن معاناة لاعبات الأمانة وعدم سؤاله عنهن في وقت سبق له تكريمهن هو دليلا قاطعا على أن مثل هؤلاء لا يهتمون لأوجاعنا ومعاناتنا فقط متى وجدوا (فرحة) جاهزة رقصوا على أطرافها وإن وجدوا (ألما) حملوا أنفسهم بعيدا عن الأنين وتشخيص الداء وإيجاد الدواء.. هدى غياب التفاعل ومثلما أن هناك من يحبون الظهور على أكتاف الآخرين من الذكور فإن في النساء من تتولى مسؤولية كاملة لكنها تثبت أنها لا تستحق المكان الذي وضعت فيه إطلاقا وهذه الشخصية تجسدها الأخت هدى الحيدري رئيس فرع اتحاد رياضة المرأة بالأمانة والتي لم تحرك ساكنا أمام ما تعرضت له لاعبات الأمانة من ظلم جرى على مسمع ومرآى الجميع في ذهاب دوري الطائرة.. هدى الحيدري لا تملك الجرأة على الانتصار لقضية اللاعبات لأنها عضو في الاتحاد العام للمرأة بل أنها غير فاعلة إطلاقا تجاه متطلبات اللاعبات ولم تقم بدورها بعد انسحاب لاعبات الأمانة من دوري الذهاب.. فقط كل ما يهم هو الحصول على مستحقات الفرع المالية ومكآفئة ما بعد البطولات وهي المكآفات التي يسيل لها لعاب المستهترين مع أنها مكآفات زهيدة أصلا وغير مستحقة.. بصريح العبارة إن سكوت الأخت هدى الحيدري على الظلم الذي تعرضت له اللاعبات هو تشجيع على استمرار العبث ورضا بالوضع بما يجسد الاهمال في الأداء وهو ما يدعو لأن تعلن بنت الحيدري بشجاعة استقالتها بدلا من البقاء ككمالة عدد يهز رأسه موافقا على كل شيء ودون أن تنتصر لقضية لاعباتها.. وإذا كان عبد القادر هلال وهدى الحيدري قد ابديا حالة مزرية لعدم التفاعل مع القضايا الرياضية فإن قطاع الرياضة بوزارة الشباب والرياضة ممثلا بالأستاذ عبد الحميد السعيدي لم يقم بدوره كما يجب حيث كان من المفترض أن يلعب القطاع دورا مهما وهو دوره الرسمي في معرفة أسباب استقالة منتخب الأمانة النسوي من البطولة والنظر في الموضوع إنصافا للحق على الأقل وإذا كانت وزارة الشباب ترزح تحت مسميات كثيرة مثل قطاع الرياضة وإدارة الاتحادات والأندية وإدارة النشاط الرياضي فإننا سنلحظ أن خبر الاستقالة مر بعيدا عن تلك المسميات والكراسي الفارغة التي تجمعها المصلحة الذاتية فقطاع الرياضة ينام في سبات عميق ولم يقم بدوره وإدارة الاتحادات والأندية لم تبحث الأمر ولم تسال اتحاد رياضة المرأة عن أسباب الاستقالة وكيف أن ورقة الاحتجاج التي تقدم بها منتخب الأمانة تم تمزيقها بسرعة البرق دون قراءتها ولو لثواني معدودة.. بالنظر إلى قطاع الرياضة فقد تعودنا منهم السكوت على قضايا شائكة وتفاعلهم غير قائم أصلا لكني اتساءل عن دور الخلوق الاخ نبيل المهدي مدير عام الاتحادات والأندية فقد عرفت الرجل لا يهادن في قول كلمة حق فماذا حصل..؟ وبالنظر إلى إدارة النشاط الرياضي سنجد المصيبة الكبرى هنا كون هذه الإدارة هي المسئولة عن رفع التقارير عن كل البطولات وبحسب علمي فقد تم رفع تقرير عن بطولة ذهاب الطائرة وذكر في التقرير أن منتخب الأمانة انسحب من البطولة لكن هل تم التطرق إلى قضية تمزيق الاحتجاج ورفضه وهل تم التعرف على اصل حكاية إيقاف لاعبتان واحدة من منتخب الأمانة والثانية من صنعاء.. إدارة النشاط الرياضي بوزارة الشباب لماذا التزمت الصمت تجاه انسحاب فريق متكامل، وما هو دور وزارة الشباب في مثل هذه القضايا بمعنى من سينتصر للمظلومين إذا كانت الجهات المسؤولة تغض الطرف عن ما حصل..؟ مهزلة اللوائح وصلني أن منتخب الحديدة الذي اعتذر في الذهاب عن عدم المشاركة في الدوري سيلعب الإياب وأن هناك منتخب أخر سيشارك باسم منتخب الأمانة وهو الفريق الغير رسمي والذي يعني تواجده إن حصل فعلا في البطولة القضاء على لاعبات المنتخب الوطني وهو ما يعني أيضا أن مشاركة أربع فرق في مسمى دوري هو أمر غريب وهو ما يوجب على اتحاد رياضة المرأة إلغاء الدوري واللعبة من الأساس تماما كما حدث مع لعبة السلة لعدم وجود فرق من مختلف المحافظات بالمقابل على الاتحاد الاهتمام بألعاب أخرى مثل الشطرنج وتنس الطاولة والقوى، فجميعنا شاهدنا مشاركة الكرة الطائرة في مهرجان الكرة الطائرة وبأي اخفاق عاد..! نشر في صحيفة الرياضة