تسابق مليشيات الحوثي الزمن وتسعى جاهدة لتغيير مناهج التعليم التي رسّخت على مدى عقود قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وأذابت الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد. لم تكتفي المليشيا الحوثية بتدمير وتفجير مئات المدارس وإلغاء الجامعات والزج بألاف الأطفال في حروبها ضد الشعب اليمني وحرمانهم من التعليم بل تسعى لتسميم عقول أبنائنا الطلاب والطالبات وتفخيخ المناهج الدراسية بخرافاتهم الطائفية المقيتة وفكرهم السلالي البغيض. قال القيادي التربوي الدكتور أحمد مرشد إن سعي مليشيا الحوثي لتغيير المناهج الدراسية خطوة في غاية الخطورة تهدد النسيج الإجتماعي للشعب اليمني ومسخه من هويته الوطنية والعربية . وأشار مرشد في تعليق ل " الصحوة نت " إلى أن المليشيا الحوثية تسعى إلى تلويث عقول الطلاب بفيروسات الطائفية والكراهية والأفكار المستوردة من " قم " وكربلاء . وتقوم مليشيا الحوثي منذ سنوات بنشر أفكارها المسمومة من خلال "ملازم " لمؤسسها المدعو حسين بدر الدين الحوثي و تدريسها لأتباعهم ومحاولة فرضها على طلاب المدارس في صعدة معقلهم الرئيسي وفي 2011م طبعت المليشيا آلاف الكتب في مطابع الثورة للصحافة والنشر وغيرها لطلاب المرحلة الأساسية تحوي كثيرا من معتقداتهم ومصطلحاتهم الطائفية. وأضاف مرشد إن تغيير المناهج الدراسية من قبل مليشيا الحوثي سيحلق على المدى البعيد جيل مشوه وعدائي يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي وسيفتعل الكثير من المشاكل مع مجتمعه اليمني ومحيطه الإقليمي. تحذيرات ومخاوف دانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" إقدام وزير التربية والتعليم في ما يسمى بحكومة الإنقاذ التي أعلنها الانقلابيون الحوثيون وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح، على إتلاف كتب الدراسات الإسلامية في مطابع الكتاب المدرسي وسحب النسخ الموجودة منها في المدارس بدعوى أنها مخالفة لمذهب جماعة الحوثيين. وقالت الإيسيسكو - في بيان لها - إن هذا الإجراء تخريبي صادر عن حكومة انقلابية غير معترف بها دوليا تسعى للسطو على اختصاصات الحكومة الشرعية. وحذرت الإيسيسكو من مخاطر تغيير المناهج التعليمية والكتب الدراسية الرسمية في اليمن واستبدال مناهج أخرى بها تكرس التوجهات الطائفية لجماعة الحوثيين والجهة التي تدعمها وتفرض فكرا خرافيا مخالفا لصحيح الدين الإسلامي على الطلاب الذين يتبعون مذاهب مخالفة للمذهب الذي يراد فرضه بالقوة. ودعت الإيسيسكو، منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) إلى التنديد بما أقدمت عليه جماعة الحوثيين لكونه يمثل خرقا سافرا لميثاقهما. من جهته أشار الدكتور أحمد هشال تربوي إلى أن الحوثيين يسعون لتغيير الهوية اليمنية باستهداف مناهج التربية والتعليم، وتغيير كتب "الدراسات الإسلامية"، ومناهج التاريخ المدرسي بشكل خاص. وحذر هشال من استمرار المليشيات الحوثية العبث بالمناهج الدراسية والعملية التعليمية ، مؤكدا أن تلك التصرفات غير المسئولة ستكون لها أثارا سلبية وخيمة على الأجيال الصاعدة وبنية المجتمع اليمني وستحول اليمن إلى بؤرة صراع طائفي لانهاية له. ووجه شقيق زعيم مليشيا الحوثي يحيى بدر الدين الحوثي المعين من قبل الانقلابين وزيرا للتربية بإتلاف كتاب التربية الإسلامية داخل مطابع الكتاب المدرسي. وحسب المصادر فإن هذا التوجيه جاء بعد أن راجع يحيى الحوثي الكتاب ووجد فيه صورة توضيحية لطفلة تصلي وهي ضامة يديها وليست مسربلة، واعتبر هذه الرسمة تخدم ما أسماه «التوجه الوهابي». وكان يحيى الحوثي وجه في الأسبوع الأول من تعيينه وزيرًا للتربية في حكومة الانقلابيين بتشكيل لجنة لإعادة صياغة المناهج التربوية وخصوصًا مواد التربية الإسلامية والتاريخ. ونقلت وسائل إعلام أن عناصر حوثية تدير مكتب التربية في مدينة ذمار بدأت بحملة لسحب الكتب السنية من مكتبات مدارس مدينة ذمار. ومنذ سيطر الحوثيون على محافظة صعدة والعاصمة صنعاء فرضوا هيمنتهم على المدارس الحكومية، وأجبروا مديري المدارس والمدرسين والطلاب على تغيير النشيد الوطني في طابور الصباح وترديد شعار «الصرخة»، وهو الشعار الرسمي للمليشيا المسلحة، والذي يتوعد أمريكا وإسرائيل بالموت. ودعا هشال كافة أبناء الشعب اليمني إلى الوقوف صفا واحدة في وجه هذه الإجراءات التي تمارسها مليشيا الحوثي التي تستهدف مستقبل أبنائنا الطلاب وتعبث بالهوية الوطنية. المصدر | الصحوة نت