يأتي «عيد الأم» هذا العام وأمهات الشهداء بين رحلة الفقد وانتظار العدالة التي تقتص لأرواح أبنائهن، مع استرسال في الذكريات الحزينة التي تنبعث في قلب كل أم شهيد وذاكرتها قبل العيد وأثنائه. يأتي عيد الأمهات اليمنيات مجللا بالحزن ومتوشحا بالسواد، فما زال الحوثي قاتل فرحة الأمهات يواصل القتل والخراب، ومع كل يوم يغتال فرحة أم ويثقب قلب والدة، فتسيل دموع الثكالى كرذاذ المطر بلا توقف على فقدان الأبناء، ويتوق الناس للحظة الخلاص من مسلسل الموت الحوثي. أم الشهيد أنور الماعطي في كل عام منذ استشهاد ابنها الفاتح كما أطلق عليه شباب الثورة ,تزور قبره وتسلم عليه وتتذكره بعيد الأم عندما كان يأتي لها بهدية يخفيها خلف ظهره ويفأجئها بأجمل هدية مكتوب عليها " كل عام وانتي بخير أمي الغالية". تقول وهي تبكي بحرقة "سبع سنوات افتقده وكلما مرت هذه المناسبة أتخيل أنور يطرق علي الباب ويهديني هديته". أما والدة الشهيد محمد العزب فتقول "للصحوة نت» أن عيد الأم يعيد عليها ذكرياتها مع ابنها، ، داعية له بالرحمة والمغفرة، واسترجعت والدة الشهيدذكريات عيد الأم مع محمد مؤكدة أن عيدها ستقضيه بجانب قبره تدعو له وتقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة. ويطل عيد الأم لهذا العام هذا على الأمهات باليمن حزينا يعتصرن في نفوسهن من الألم، بعد أن فقدن أبناءهن في حرب اشعلتها مليشيا الحوثي. "عمر" سقط شهيدا وهو يدافع مع رفاقه عن العاصمة صنعاء أمام عصابات مليشيا الحوثي وقوات صالح اخترقت الرصاصات صدره وزملاءه في شارع مذبح.. تقول "أم عمر " كان ولدها حياة لمنزلها وقلبها النابض, وعندما تعلوها سحابة حزن يعمل كل جهده لإضحاكها وإزالة كل أحزانها , وأنه لم يترك مناسبة إلا وأفرح قلبها. تنسكب دموعها وهي تقول "في كل عيد للأم يأتي عمر ويقبل رجلاي ويداي ويعطيني هديتي وهو يقول أن كل أيامه عيد لي". تسيل دموعها على خديها وتتابع " استشهد عمر وهو يدافع عن الوطن وعن الحرية والكرامة ,وتأتي كل الأعياد وعمر فأشعر بروحه حولي تضمني لتعوضني عن غيابه واشتياق له" وتختنق بدموعها وهي تقول "عمر هو عيدي". أما أم الحارث فيأتي هذا العام وابنها الشهيد الذي قتله الحوثي وما زالت ذكريات ابنها حية في قلبها كما لو أنه مات للتو، وليس لها سوى مرارة الذكريات الطافحة بالألم، ففي كل عام كان ابنها الشهيد أول من يهديها أجمل التهاني بعيد الأم ويبعث لها رسالة "كل عام وانتي بخير يا أعطف أم".