باسم الله خير الأسماء .. باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء .. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين : سيدنا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وأصحابه وأزواجه أجمعين. معشر الحضور جميعاً : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، في البدء أطلب منكم قراءة الفاتحة على روح فقيد الوطن المناضل فيصل بن عثمان بن شملان .. رائد التغيير ، الذي تقرر إطلاق اسمه على هذه الدورة التي تعقدها (( اللجنة التحضيرية للحوار الوطني الشامل )) وعلى أروح شهداء أسطول الحرية لكسر الحصار على غزة الذين اغتالتهم قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية مع سبق الإصرار والترصد.. أيتها الأخوات ... أيها الأخوة. أود أن استهل كلمتي بالترحيب ، نيابة عن زملائي أعضاء اللجنة ، بكافة الأخوة الذين يحضرون معنا، اليوم ، هذه الجلسة الافتتاحية ، وفي مقدمتهم أصحاب السعادة سفراء الدول الشقيقة والصديقة أو من يمثلونهم ، شاكرين للجميع تلبيتهم دعوتنا لهم،، يأتي انعقاد دورتنا الحالية التي تستمر ليومين متوافقاً مع مرور عام على بدء ( اللجنة التحضيرية ) القيام بالمهام التي أنيطت بها من قبل ( اللقاء التشاوري الموسع ) الذي عقد في صنعاء يومي 20-21/5 عام 2009م بناءاً على دعوة من ( أحزاب اللقاء المشترك) والذي تولت الإعداد له وتنظيمه لجنة منها برئاسة الشيخ / حميد بن عبد الله الأحمر. وعلى مدى السنة الأولى من عمرها تمكنت اللجنة من أداء معظم مهامها على أكمل وجه ، وتحقيق نجاح كبير وملموس قاطعة بذلك شوطاً كبيراً على طريق الأعداد لمؤتمر حوار وطني شامل.. إذ كرست أول ثلاثة شهور أعقبت قيامها لصياغة مشروع رؤية الإنقاذ الوطني .. وبعد سلسلة من الجلسات المتوالية التي عقدتها بكامل قوامها ، وتخللتها مناقشات مستفيضة في أجواء ديمقراطية ، توصلت اللجنة إلى توافق على مسودة للمشروع ،، وإثر ذلك تولت لجنة مصغرة من ممثلين عن مكوناتها المختلفة مراجعة تلك المسودة وتطويرها ، وعرضها على اللجنة التحضيرية حتى تم إقرارها بالإجماع ،، وجرى على الفور طبع المشروع في كتيب من 93 صفحة .. وفي مؤتمر حاشد تم الإعلان عن مشروع رؤية الإنقاذ الوطني بحضور ممثلين عن العديد من وسائل الإعلام .. ومنذئذ جرى توزيع سبعين ألف نسخة على امتداد الساحة الوطنية فيما شاركت العديد من اللجان الفرعية في إجراء مناقشات حوله مع قطاعات واسعة من المواطنين فيما تولى عديد من الأعضاء شرحه من خلال ندوات مفتوحة نظمت لهذا الغرض .. ولقد حظي المشروع بتأييد واستحسان الكثيرين فيما نال من مختلف النخب المثقفة و السياسية والاقتصادية ، ومعظم المنظمات الاجتماعية قدراً كبيراً من الاهتمام بحكم ما يتسم به من عمق في تشخيص أسباب ومسببات شتى مظاهر الأزمة المركبة والمشكلات المعقدة التي يعيشها وطننا ، ويعاني منها شعبنا، ومن دقة في تحديد الحلول الجذرية، والمعالجات الناجعة لها .. وبالرغم من كل ذلك ، فإن ( اللجنة التحضيرية ) اعتبرت المشروع قابلاً للتعديل ، والتطوير ، والإثراء انطلاقا من حرصها على تحقيق أقصى قدر من التوافق الوطني العام، وعلى الأخذ بما قاله الأمام الشافعي – رضي الله عنه- : ( رأينا صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب ، ولكنا نأخذ بالأفضل ). ويكفي لجنتنا اعتزازا أنها كانت السباقة إلى تقديم هذا المشروع الضافي والمتكامل بهدف إنقاذ الوطن. أيتها الأخوات أيها الإخوة: ليس أدل على نجاح لجنتنا في شق طريقها ، وإثبات حضورها على أرض الواقع ، وعلى حرصها على جمع الصف ، ولم الشمل ، من اتفاقها مع كل من ( مجلس التضامن الوطني ) ، ( جماعة الحوثيين ) ، و( الحركة الجماهيرية للعدالة والتغيير) على مشاركة هذه القوى فيها ومعها لتشكل مكونات إضافية إلى جانب بقية مكوناتها فيما تعمل اللجنة جاهدة على تعزيز تواصلها، ومواصلة لقاءاتها مع الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وبقية الأطراف الوطنية الفاعلة في الداخل والخارج آملين منها جميعاً اللحاق بركب الحوار. ويتوجب عليَ هنا أن أشيد بدور ( المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك) في تمكين اللجنة من اكتساب حضور شعبي واسع وذلك من خلال المشاركة معها في مختلف الاعتصامات والمهرجانات الجماهيرية التي شهدتها العديد من المحافظات مؤخراً. وبالمثل فإن الأمانة العامة للجنتنا بقيادة الأمين العام الشيخ / حميد بن عبد الله بن حسين الأحمر الذي يتحمل العبء الأكبر ونائبيه الأخوين صخر الوجيه ، والدكتور عيدروس النقيب وأعضاء الأمانة العامة تستحق الشكر منا على ما تبذله من جهود مضنية ، ومن دور كبير في متابعة نشاطات وأعمال مختلف اللجان الفرعية ، وفي إعداد وتقديم تقارير منتظمة عن ذلك إلى اللجنة المصغرة المكلفة بالقيام بأعمال( اللجنة التحضيرية ) خلال فترات عدم انعقاد الأخيرة .. وبهذا الصدد أود أن أؤكد لكم بأن ( اللجنة المصغرة) لم تتوان مطلقاً ، عن الاضطلاع بمهامها وواجباتها دون كلل أو ملل. ولا شك أنكم ستطلعون على المزيد من التفاصيل حول كل ما سبق لدى استماعكم إلى تقرير الأخ الأمين العام. أخواتي .. إخواني.. إذا كانت لجنتنا قد نجحت في تحقيق إجماع وطني حول فكرة الحوار الوطني الشامل الذي لا يستثني منه أحد ، فإن ترجمة هذه الفكرة أو الدعوة إلى واقع باتت اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى .. إذ أن استمرار الأزمة المركبة في التصاعد والاحتدام ، والعديد من المشكلات الاقتصادية ، والمعيشية ، والاجتماعية في التفاقم ، وتغول الفساد الذي يلتهم نسبة كبيرة من موارد وثروات البلاد ، وارتفاع نسبة المواطنين الواقعين تحت خط الفقر المدقع ، ومعدلات البطالة ، وشح المياه ، وتكرر انقطاع التيار الكهربائي في مختلف المدن والمناطق ، وانهيار قيمة عملتنا الوطنية أمام الدولار وغيره من العملات الأخرى تزيد من الحاجة الماسة للحوار الوطني الشامل الذي يعتبر دون ادني شك الوسيلة المثلى والوحيدة في ظل هذه الظروف العصيبة الراهنة لدرء المخاطر الجسام التي تتهدد وحدة نسيجنا الوطني والقومي الواحد , والسلم الأهلي والاجتماعي في وطننا , وتهدد حاضر شعبنا ومستقبله , إنقاذه منها , فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك , سيما وان الفرصة ما تزال متاحة إلا أنها تتضاءل باستمرار، لذلك يتعين على الجميع أن لا يدعوها تفلت من أيديهم . أخيرا لا آخرا أقول بأننا إذ نرحب بقرار الأخ الرئيس علي عبدا لله صالح – رئيس الجمهورية – إطلاق سراح كافة المعتقلين والسجناء من قادة و نشطاء الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية , وجماعة الحوثي , والصحفيين الوطنيين دون استثناء ، وأيضا بدعوته إلى حوار وطني شامل غير مشروط , فإننا نتمنى عليه مواصلة هذا النهج بصدق وجدية باستكمال الإفراج عن من بقي من المعتقلين والسجناء حتى يزيل كل العوائق والصعوبات التي تعترض الطريق المفضي إلى الخروج من براثن الأزمة المركبة و المشكلات الكبيرة التي تلقي بأثقالها على كاهل شعبنا , و تهيئة الأجواء المناسبة للتوافق على الحلول الجذرية , والمعالجات الناجعة لمختلف الملفات والقضايا الهامة , وفي مقدمتها القضية الجنوبية , وطالما كانت تجمعنا بالفعل نفس الغاية فإني لا أرى ما يمنع من مشاركة غيرنا لنا في كل جهد مخلص يبذل لعقد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بأسرع ما يمكن من اجل الحفاظ على امن واستقرار اليمن , وبقائه كيانا واحد بالصيغة التي يتم التوافق عليها , كما نؤكد التزامنا بالعمل على تحقيق كل ما فيه مصلحة وخير شعبنا ويحذوني الأمل في أن تسفر دورتنا هذه عن نتائج إيجابية بما يجعل منها انطلاقة أخرى نحو مهمتنا ، وبلوغ غايتنا الوطنية.. وفقنا الله جميعا , وسدد على طريق الحق كل مقاصدنا وخطانا . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أ/ محمد سالم باسندوة ......................................... * نص كلمة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني في دورة بن شملان بصنعاء