الجريمة التي قامت بها إسرائيل ضد أسطول الحرية تضع العرب أمام "ساعة الحقيقة" هذا تعبير أمير قطر أهميته أنه صدر من رجل عالم ببواطن الأمور وبحقيقة الموقف العربي الرسمي؟! نحن أمام ساعة الحقيقة إذاً وغدا سنكون في قلب الحقيقة الكاشفة والتي قد يجد فيها الحكام العرب أنفسهم في عراء الحقيقة المخزية؟ تقف الشعوب العربية بل وشعوب العالم اليوم مذهولة ومتسائلة: ما الذي يدفع بالدول العربية أن تقف هكذا "مقعية" أمام الذباب والبعوض والسموم القاتلة مستسلمة كالمخبول للجزار، متواطئة كالمسحور ضد مصالح شعوبها وقضايا البلاد العربية وأمنها القومي؟!! الأتراك وحدهم يبدو أنهم قادرون على تقديم إجابات واثقة عن الأسئلة العربية المحيرة والمفتوحة حول "الموخرات العربية" وأنظمتها السياسية الحاكمة؟! فتركيا ومنذ زمن ليس بالطويل تتصرف كمن شفي من داء عضال أو من كسر قيده بيده وانطلق خاليا من الأثقال والأحمال المعلنة وغير المعلنة التي ترزح تحتها الأنظمة العربية؟! "وادي الذئاب" المسلسل التركي الذي أغضب إسرائيل وأثار أزمة سياسية بين البلدين؟! يحمل إجابات مذهلة عن عقدة "الانبطاح" العربي الرسمي وظهور الأنظمة محملة بكل الأثقال الإسرائيلية، "وادي الذئاب" المسلسل يوضح كيف سيطرت المافيا "العصابات" المرتبطة بالصهيونية على الدولة التركية واختطفتها تماما لصالح المشروع الصهيوني منذ بداية القرن الماضي وإخضاع الحكام لسيطرة هذه "المافيا" عن طريق التحكم بالسياسة والمال والإعلام وإخضاعهم لتوريطات وفضائح سياسية واقتصادية وجنسية هم وأسرهم؟! وهو أسلوب صهيوني معروف يجعل من الحكام الكبار عبارة عن "دمية" تتحدث لغة الطاعة؟! ويبدو أن الاستبداد وحكم العسكر أرضية مناسبة لمخططات الذئاب. لا أدري ما الذي دفع محمود عباس الرئيس الفلسطيني إلى أن يعتذر لرئيس وزراء قطر عن حضور قمة "الدوحة" أثناء الحرب على "غزة" بقوله لو حضرت سأذبح من الوريد إلى الوريد بحسب تصريح رئيس وزراء قطر؟! وأنا أعتقد أن الذبح هنا غير الذبح وأن هناك أوردة أكثر إيلاما؟! ولنا تساؤل عن هدف إسرائيل من عرض فضحية جنسية لمدير مكتب صديقها "عباس" قبل أشهر في التلفزيون الإسرائيلي؟! ولماذا تهيء الفرص الاستثمارية للأبناء دون غيرهم وربما دفعهم لكي يكون "وريثا" في الحكم، إنها عمليات إغراق سياسية واقتصادية وأخلاقية شاملة تجيد صناعتها الذئاب والعصابات المنتشرة في الوطن العربي؟! "وادي الذئاب" ينتهي بقيام مجموعة من القادة الأتراك بالأخذ على عاتقهم بوضع وتنفيذ خطة لإنقاذ البلاد وتصفية "الذئاب" وطردهم من مواقع القرار استنادا على الشعب؟! ولعل ما جرى في تركيا مؤخرا في الواقع وليس في الفيلم يدعم هذه الرواية العجيبة؟! فما هو موجود في تركيا لم يأت صدفة وليس ابن اليوم لقد بدأت منذ مدة بجهود مفكرين وساسة وعلماء حيث بدأ المنحنى في الجانب السياسي من أيام الزعيم "تركت أوزال" رئيس الوزراء في الثمانينيات وعلى المستوى الإيماني والفكري مع بديع الزمان النورسي متزامنا مع سيطرة "الذئاب" والعصابات الصهيونية على الدولة التركية؟! اليوم يقف رجب أردوغان ينشر الأمل وينثر في خطابه التاريخي جواهر العزة والكرامة؟! ولا ينسى أن يحذر إسرائيل من مغبة اعتبار تركيا شبيهة بدول أخرى؟! تلميح لا يحتاج إلى تصريح؟! ويختتم بقوله.. لو تخلى الناس عن فلسطينوغزة.. فإن تركيا لن تدير ظهرها لغزة ولن نغمض عيننا وعلى إسرائيل أن تفك الحصار فورا؟! يكفي أننا اليوم كسبنا تركيا، يقول عبدالباري عطوان على قناة الجزيرة وهو محق فتركيا مكسب إستراتيجي وجوهري كبير، لكننا لم نكسب تركيا إلا بعد أن كسب الأتراك أنفسهم واستعادوا دولتهم بقرارهم وتخلصوا من "وادي الذئاب" والذئاب المنتشرين اليوم في مفاصل القرار العربي الرسمي ومراكز القوى الناضحه بالفساد والدعارة وتجارة المخدرات؟! مكسب تركيا كبير لا يساويه إلا خسارة إسرائيل لتركيا الحليفة بعد أن ظنت أنها في "الجيب" الصهيوني منذ بداية مشروعهم البغيض، تتحدث بعض وسائل الإعلام الإسرائيلي اليوم عن الجيش التركي وتصفه ولأول مرة بالجيش الإسلامي، وهذا انقلاب في النفسية اليهودية واعتراف بخسارة فادحة وإعلان فشل ذريع؟! فما كان للصهاينة أن يدخلوا فلسطين إلا بعد أن أسقطوا الرجل المريض حينها في "اسطنبول" وها هي الأيام تدور ويقدم أكثر من عشرة من خيرة أبناء تركيا أرواحهم شهداء على بوابة فلسطين وبدعم رسمي وشعبي مذهل وتحت ذهول إسرائيل آخذين معهم الإنسانية لكشف حقيقة الجرم الصهيوني ولعل النواب اليمنيين بن شيهون والحزمي والمسوري قد سجلوا مساهمة اليمن في هذه الملحمة التي سيبدأ معها بإذن الله العد التنازلي لإسرائيل التي دخلت فلسطين من بوابة تركيا "اسطنبول" فهل تخرج منها من بوابة "اسطنبول" وتحت صهيل خيول أحفاد محمد الفاتح.