يترأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في الرياض، اليوم، اجتماعات الدورة ال39 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ظل حرص المملكة منذ البداية على انبثاق الكيان الخليجي كإطار إقليمي يعزز تلاحم شعوب المنطقة والروابط الاقتصادية والثقافية والسياسية سعياً إلى تحقيق الوحدة الخليجية والتعاون الشامل في المجالات كافة. واستكملت السعودية جميع الترتيبات والتحضيرات المتعلقة بالقمة، تأهباً لاستقبال الزعماء والقادة اليوم. ورفرفت أعلام الدول الست ترحيباً بالقادة الضيوف في العاصمة الرياض على أهم المعالم وفي الشوارع الرئيسية. ويجسّد تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية الواقع التاريخي والاجتماعي والثقافي الواحد، حيث تتميز دول مجلس التعاون بعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيها. وينتظر أن تناقش القمة سبل تعزيز الترابط والتكامل الخليجي والقضايا المتعلقة بالحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، إضافة إلى ترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الدول والتكتلات الدولية، وتعزيز مكانة مجلس التعاون في الساحتين الإقليمية والدولية. وسيبحث زعماء وقادة دول الخليج العربي خلال القمة ملفات عدة من أبرزها التعاون العسكري الاستراتيجي بين دول المجلس، إلى جانب بحث الملفات المتعلقة بتطورات الأوضاع في الدول العربية، بما في ذلك الملف اليمني والسوري والفلسطيني والعراقي، إضافة إلى الملف الإيراني ومناقشة العديد من القضايا التي قد لا تكون على جدول أعمال القمة وموضوعات الساعة إذا كانت هناك حاجة لبحثها. ورأى مراقبون أن القمة الخليجية، ستناقش الملف الإيراني والعقوبات التي فُرضت عليها مؤخراً، خصوصاً أن طهران دخلت في حرب باردة عبر الحوثيين في اليمن، و«حزب الله» في لبنان وسوريا. كما يُنتظر أن تشهد القمة اهتماماً كبيراً بقضايا الشباب والمستقبل، للعمل على تذليل كل المعوقات ووضع البرامج والمشروعات المفيدة لاستقطاب الشباب وإشراكهم في مختلف الفعاليات المحلية والدولية. ووسط ظروف بالغة التعقيد تشهدها المنطقة العربية تُعقد الآمال على القمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المنطقة، والمضيّ قدماً بتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك في شتى جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية.