شكل انطلاق "عاصفة الحزم" قبل خمس سنوات لدحر الانقلاب واستعادة الشرعية، علامة فارقة في تاريخ الأمة العربية، وأعاد للشعب اليمني الأمل من جديد في استعادة وطنه وهويته المختطفتين، بعد أن فقد الأمل أو كاد يفعل. ويحيي اليمنيون هذه المناسبة بمزيج من التفاؤل والترقب الحذر، لاسيما وقد وصلت المعركة ضد الانقلاب المدعوم من إيران، الى مستوى مصيري وفاصل. المواطن"ياسين" وهو من محافظة صنعاء، يرى بأن توقيت عاصفة الحزم كان "دقيقا" لأنه أربك حسابات إيران في الوقت الذي كانت فيه "مخمورة بنشوة النصر" على حد وصفه. وأضاف: "كان التوقيت رائعاً بكل المقاييس لأنه سبب لإيران صدمة قوية بعد أن كان الملالي هناك مخمورون بنشوة النصر الزائف، وتفاخر المسؤولون الايرانيون بأن العاصمة الرابعة قد سقطت في أيديهم، وأن هدفهم القادم سيكون الرياض، ونسوا أن اليمن كان ولايزال جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي، بل أنه أصل العرب".
توقيت مناسب ويقول "همدان"، من ابناء محافظة "المحويت" للصحوة نت: "إن خمس سنوات من الحرب لا تساوي شيئاً في مقياس الشعوب، وإن على اليمنيين، حد تعبيره، الاستعداد للنضال التربوي والثقافي "طويل الأمد" وذلك بعد انتهاء النضال العسكري"، ويضيف: "الكفاح العسكري في رأيي هو النضال الأصغر، وقد ساعدنا عليه اخوتنا وأشقاؤنا العرب انطلاقاً من شعورهم بوحدة المستقبل والمصير، أما النضال الأكبر فهو النضال الحقيقي والأصعب وهو النضال الثقافي والتربوي". ويتابع: "لقد تسبب الحوثي بضرر بالغ في النسيج الاجتماعي اليمني وشوه المجتمع وادخل الثقافة الطائفية الى عقول الأطفال، وبالتالي فإن المهمة القادمة هي إعادة تأهيل اولئك الاطفال الأبرياء وترميم النسيج الاجتماعي، وهي بالتأكيد مهمة شاقة وصعبة، وسيكون علينا القيام بها نحن اليمنيون بأنفسنا، ودون مساعدة أحد".
يوم الإنقاذ ويؤكد "خالد" من محافظة صنعاء، بأن اليمنيين يعتبرون هذا اليوم "يوم الإنقاذ الوطني"، ويقول أن الجميع شاهد بفرحة عامرة منظر الذل في وجوه الانقلابيين وهم يتخبطون على الأرض وفي وسائل الإعلام، بعد أن كانوا يشحذون سكاكينهم للانقضاض على الشعب وتحويل اليمن الى كربلاء أخرى. وقال: "كنا قاب قوسين أو أدنى من التحول الى كربلاء أخرى، وكان لدي معارف ينتمون للحوثي أكدوا لي مراراً بأن اليوم الذي سيدخلون فيه صنعاء سيكون يوم هلاكنا وخراب بيوتنا، حتى انني يوم احتلال صنعاء منعت اطفالي من الخروج واغلقت باب منزلي وجلست في الداخل انتظر الأسوأ، وبفضل الله تعالى لم يتأخر التحالف العربي والمملكة العربية السعودية ، وداسوا على أحلام الحوثيين ولا زلنا بحاجة إلى مزيد من الجهد لحسم المعركة".
هدية من السماء ويشاطره في الرأي "شهاب" من ابناء محافظة إب قائلاً: "لا أبالغ حين أقول بأن اليمنيين لن ينسوا هذا الجميل للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي حتى تقوم الساعة، وان عجز اليمنيون عن رد هذا الجميل، فالتاريخ سوف يخلد ما قامت به الجارة الكبرى بأحرف من نور عندما اعلنت عاصفة الحزم في الوقت الذي كنا نبكي فيه على وطننا وجمهوريتنا ونحن نشاهد إيران تبتلعهما أمام أعيننا". ويتابع: "هل لك أن تتخيل هذا الشعور؟ وهل لك أن تتصور منظر المشرف الحوثي وهو يستعطفك ويترجاك أن تقف معه ولا تخذله؟، وهو الذي كان في اليوم السابق يهددك بوقاحة ويعلن بأنه سوف ينتقم منك انت على "حروب صعدة الست" التي لا شأن لك بها؟ لهذا جاءت عاصفة الحزم وكأنها هدية سماوية في الوقت المناسب والطاف الله على هذا الشعب الصابر لا تنتهي".