يَمْثل أمام اليمنيين هدف كبير، و واجب عظيم هما أَوْلى أولويات الجميع، أو هكذا ينبغي أن يكون ، و هذا الهدف و الواجب هو إسقاط المشروع الظلامي للكهنوت الحوثي الذي يسعى لاستعباد اليمنيين بتحويلهم إلى مواطنين من دون الدرجة الثانية ! مرجعية الوهم الثقافية للسلالة الحوثية ؛ ترى لنفسها حق استعباد البشر، و استباحة أموالهم و كل مقدراتهم، و هي اليوم تجاهر بأن لها كل الحق في ذلك. إزاء هذه المزاعم السلالية يفترض أن يحشد اليمنيون كل الطاقات و الجهود لمقاومة هذا المشروع الظلامي و إسقاطه ؛ لأنه مشروع لا يرى لليمنيين أي حق في وطنهم، و أنهم- أرضا و إنسانا - ليسو أكثر من أشياء تعود ملكيتها الكاملة للسلالة الحوثية. هذا الزعم بالاصطفاء السلالي أوهام ما أنزل الله بها من سلطان، و هي مزاعم و ممارسات توجب على الصف الوطني أن يكون جهده الأكبر، و هدفه الأول إسقاط هذا المشروع، و تحرير اليمن و اليمنيين من هذه الموبقات. تقف إيران بكل ما أوتيت من قوة لدعم هذا المشروع الكهنوتي ، و بمجاهرة و وضوح، و هناك أجندات مشبوهة تعين مشروع التمدد الإيراني بسبب حسابات مغلوطة، و قراءة سطحية للأحداث، و رؤية قاصرة، و غير مستشرفة - قطعا – للمستقبل. الأنكى من ذلك أن من يفترض فيهم حشد قواهم و طاقاتهم نحو إسقاط المشروع السلالي و يجعلون ذلك هدفهم الأول، و واجبهم الرئيس، إذا بالبعض تستهويه الحسابات المغلوطة، و تستجذبه الأجندة المشبوهة، فيتحول في كثير من مواقفه من موقع الأداء للهدف الأكبر، إلى موقع الفعل في المكان الخطأ، حتى لا تكاد تسمع له - أحيانا - كلمة تجاه المشروع السلالي، و لا ترى له موقفا تجاه الأجندة المشبوهة أو المشاريع الصغيرة البلهاء . و تجد من هذا البعض، أنه يسخر طاقاته الإعلامية لتتبع هفوة هنا أو عثرة هناك، و لا عتاب في هذا، و لكن العتاب كل العتاب أن تغيب هذه الطاقات عن ساحة الهدف الأكبر، بالصمت أحيانا، و بمجاملة مواقف مشبوهة و أجندات خاطئة أحيانا أخرى. تتحرك مليشيات و قوى مسلحة خارج نطاق الشرعية لفوضى مقصودة، و أفعال مرفوضة فتتقزم مواقف أو تغيب، فإذا ما ذهبت الشرعية للتصدي لهذه الفوضى أو تلك تباكى هؤلاء أو أولئك. أمس القريب عاد المدعو عبد الملك الأبيض قائد عمليات الساحل الغربي ليعلن انضمامه لمليشيا الحوثي، و بالرغم من أن عمله يوجب عليه أن يكون بمدينة المخاء لكنه كان في مدينة التربة بمديرية الشمايتين ؛ لتكشف الأيام أنه جاء بمهمة حوثية إلى التربة حجرية . و حينما طلب أحدهم بضرورة التحري من هذه النوعية، ظهرت ألسنة تتباكى على النسيج الاجتماعي و الوحدة الوطنية. و اليوم ما رأي هذه الألسنة؟ و هل أدركت أن الرجل كان مكلفا بمهمة حوثية، و لا شك أنه قد جند و رتب لخلايا في المنطقة ! إن الصف الجمهوري ، و الاصطفاف الوطني لا ينبغي أن يقدّم أي موقف على الهدف الأول، و الواجب الأكبر، و هو إسقاط المشروع السلالي، و هزيمة المشروع الإيراني. و إن الانشغال عن المواقع الأمامية بالذهاب إلى مواقع جانبية، هو عمل يصب لصالح الحوثي، و يخدم المشروع الإيراني، و هذا ما يجب أن يحذر منه الجهد الوطني و الصف الجمهوري، و أن يمضي الجميع نحو تحقيق الهدف الأكبر، و الواجب الأول إلى المواقع الأمامية بمختلف ميادينها مقاومة و سياسة و إعلاما.