توفى اليوم الثلاثاء، العلامة محمد صالح رجب إمام وخطيب مسجد النور بمنطقة الشيخ عثمان في العاصمة المؤقتة عدن. وكان الشيخ رجب من رموز الدعوة والعلم في مدينة عدن، وتلقى تعليمه منذ صغره حيث حفظ القرآن مبكرًا، وتتلمذ على يد عدد من العلماء الكبار أبرزهم العلامة محمد بن سالم البيحاني رحمه الله. كما يعد الفقيد أحد مؤسسي التجمع اليمني للإصلاح في عدن، و الرئيس السابق للدائرة القضائية فيه، وأحد رموز مدينة عدن منذ الستينات. الشيخ رجب ظل إمام وخطيب مسجد النور بمديرية الشيخ عثمان لما يقارب 40 سنة ويعد احد ابرز علماء عدن بل والعالم الاول في علم المواريث . قرأ الشيخ رجب القرآن في سنوات طفولته الأولى على يد والدته رحمها الله وهي ابنة السيد علي أبوبكر محسن العفيفي، قاضي القرية في ذلك الوقت، ثم التحق بالكتّاب (أو المعلامة) وانتظم فيه حتى بلوغه الثامنة من العمر، عام حزنه الكبير بوفاة والدته. وواصل الشيح رجب دروسه الدينية في عدن علي يد محمد محسن، أحد أبناء الضالع وكان يعمل جندياً في جيش محمية عدن (الليوي) وواصل تلقي دروسه الدينية على يدي السيد إسماعيل بن إسماعيل النعمي الزبيدي بمدينة البريقة بعدن وقرأ على يديه التجويد والفقه والخط والحساب. وفي العام 1953م غادر الشيخ رجب مدينة عدن إلى الضالع وكان في السابعة عشرة من عمره ومنها إلى مدينة قعطبة لتلقي الدراسة فيها وانتقل بعد ذلك إلى مدينة جبلة ودرس هناك على يد علمائها الأجلاء ومنهم الشيخ عبدالرحمن العنسي والشيخ عبدالوهاب الرجي والشيخ حميد عقيل وترسخت خلفيته العلمية هناك على المذهب الشافعي وسبر أغوار الفقه وألم بالحديث والفرائض والنحو وفروع أخرى . وقبيل حصول الجنوب على استقلاله في 30 نوفمبر 1967م كان الشيخ صالح صايل العلوي شيخ قبيلة العلوي من ضمن الذين غادروا مناطقهم وآثر الشيخ محمد صالح رجب مغادرة مشيخة العلوي إلى عدن ليستقر به المقام في مسجد النور بمدينة الشيخ عثمان الذي افتتح في العام 1959م وهو من الجوامع الكبيرة في عدن . وساهم الشيخ صالح رجب في تكاليف بناء المسجد كواحد من المحسنين أمثال هائل سعيد أنعم و بازرعة ومحمد سالم باشنفر ومحمد علي مقطري وعبدالرحمن عبدالرب وعبدالملك أسعد ومحمد عبدالحليم وتجار آخرين . ويعد رجب أحد أبرز المراجع في الفقه والفتوى والمواريث وقد وافاه الأجل فجر يوم الثلاثاء بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال الدعوة والإرشاد والاصلاح الاجتماعي.