" أشعر أننا لم عد أنتمي لهذا البلد"، بهذه العبارة تلخص " مروة" في الثلاثينات من عمرها، ما يدور في خاطرها بسبب ما تقوم به مليشيات الحوثي من إحياء لمسميات عنصرية كانت على وشك الاندثار والتلاشي قبيل مجيئهم "المشئوم" الى صنعاء، تقول مروة " الحوثي يتعامل معنا كالدواب دون مرتبة البشر، يغمزون ويلمزون عن الأصل الذي تنتمي له عائلتي. تقول بحزن" لا أدرى إن كنت أستطيع العيش في اليمن طويلاً، كلما ما اتمناه حالياً، أن اتمكن من الخروج والهجرة إلى بلد يحفظ لي كرامتي، ويُعاملونني فيه كبشر، بغض النطر عن ألقابي ومسمياتي" طبقات عنصرية بحسب العقائد الحوثية الامامية، تقسم العائلات في اليمن إلى طبقات وفئات مختلفة وهي التي تكون منها فيما بعد نسيج المجتمع اليمني الطبقي، "فئة المهمشين، بسبب انتهاكات المليشيات يطالها الكثير من الإهانة والعنصرية يقول " عمر" يعمل في صالون للحلاقة للصحوة نت: " كانت هذه التسميات العنصرية في طريقها للزوال وخصوصا بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة، لكن مجئ الحوثيين اعاد احيائها بصورة اكثر بشاعة وصار الحوثيين يمتهنون حتى فئة " القبائل" لا استطيع ان اصف لك كيف تفيض نظرات الحوثيين لنا بالكراهية والحقد لاسيما من يسمون انفسهم "سادة" وكأننا نحن المسؤولين عن شقائهم لا العكس" في الآونة الأخيرة زادت حوادث إلغاء الزواج، حتى في ليلة الزفاف نفسها، والسبب في الغالب أن أهالي أحد الزوجين أكتشف فجأة أن أُسرة العريس أو العروسة ليس لهم أصل وأنهم من المهمشين ، كما حدث في حي " مسيك" قبل أسبوع عندما قامت عائلة "رزق" برفض زواج ابنتهم من ابن "السيد" بدعوى انهم من طبقة المزاينة ومن غير الممكن ان تتزوج ابنتهم بابن هاشمي !! ويقول جارهم " سلطان" " كانا زملاء في الجامعة وكلاهما يرغب في الزواج من الاخر لكن العادات وغمز ولمز الحوثيين تسببا في منع هذا الزواج وكان الشاب مصدوما جدا حين عرف ان الفتاة التي أحبها من اسرة تنتمي للمهمشين، فالغي الزواج وتحطم امل الشابين تجنيد إجباري يتابع بقوله " ولم ينتهي الامر عند هذا , بل وصل الامر الي اخذهم الي المحارق عنوة " حتى التسمية احفاد بلال " كانت فقط لاستغلالهم اما المقابر والصور " لقناديلهم " وبعض فئات المجتمع اما المهمشين فهم بالنسبة لهم " هامش على الحياة". وعلى الرغم من مأساتهم الصعبة، لم يسلم المهمشون من التجنيد القسري الذي فرضه الحوثيون عليهم ليتخذوا منهم دروعاً بشرية في جبهات القتال، ويغطون من خلالهم النقص في أعداد مقاتلي الميليشيات، خاصة في جبهات القتال بالساحل الغربي ومحافظات الضالع وتعز والجوف ومأرب وجبهة نهم وبحسب إحصائيات حقوقية، فإن ميليشيات الحوثي الانقلابية تستخدم أبناء هذه الفئة وقوداً للحرب ودروعاً بشرية، ما أدى إلى مقتل 3 آلاف شخص منهم على الأقل، وبينهم كثير من الأطفال.