أحدثت الجريمة البشعة التي استهدفت الأستاذ القائد ضياء الحق الأهدل ، القيادي في حزب الإصلاح والمقاومة الشعبية، صدمة كبيرة هزت اليمن، وخيم الحزن على جميع ارجاء الوطن، وتوجعت تعز على وجه الخصوص واليمن عموما على رحيله. رجل بأمة
لم يكن الشهيد القائد ضياء الحق الاهدل رحمه الله شخصاً عادياً ، وإنما كان رجلاً بأمه، سخر جهده وإمكانياته لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه ، كان قريباً من كافة شرائح المجتمع يفرح لفرحهم ، ويحزن لحزنهم، وكان رحمه الله أبا وأخا للجميع. عضو مجلس النواب ومحافظ تعز الأسبق علي المعمري، عبر عن استنكاره للجريمة التي استهدف حياة الاستاذ ضياء الأهدل. وأكد المعمري أن ضياء لم يرتكب أي جناية تستحق هذه الاغتيال الآثم، عدا أنه انحاز لتعزواليمن، وحجز لنفسه مكانا في صدارة الساعين لتحقيق مطالب الناس ، وأحلامهم في دولة ديمقراطية وعادلة تتسع للجميع. وقال المعمري "عرفت ضياء منذ سنوات، وتوثقت علاقتنا أكثر عندما عملت محافظا لتعز، كان مثالا في التعاون والتفاني لخدمة المحافظة، وحاضرا دائما للمساعدة وتنفيذ أي مهام، لاسيما في المجالين الاجتماعي والإنساني. وطالب المعمري السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بتعز إلى سرعة القبض على القتلة، وكشف ملابسات هذه الجريمة البشعة، والجهات التي تقف ورائها، ومصارحة الرأي العام بنتائج التحقيقات. وأضاف المعمري : نرجو أن تكون هذه الحادثة الأليمة فرصة لوقف المشاحنات وخطاب التحريض والكراهية، وتوحيد جهود الجميع في تعز، نحو الخلاص من أعداء المدينة، والمتربصين بها، وما أكثرهم. نذر حياته لمحافظته ووطنه محمد مقبل الحميري عضو مجلس النواب أكد بان هذه الجريمة يجب ان يكون ما بعدها مختلفا عما كان قبلها مشيراً إلى أن ايادي الغدر التي طالت الشهيد المناضل الاستاذ ضياء الحق الاهدل أصابت تعز كلها ممثلة بهذا الرجل الذي نذر حياته كلها لمحافظته ولوطنه مثله مثل الشهداء الذين سبقوه من قبل امثال الاستاذ صادق منصور والعميد عدنان الحمادي والكثير الكثير الذين ازهقت ارواحهم غيلة. وقال الحميري : انا هنا لا اتحدث عن الذين استشهدوا في المواجهات مع العدو ولكني اتحدث عن احداث الاغتيالات القذرة والتي يقف خلفها اناس احقر من الحقارة نفسها وارخص من الرخص. مؤكدا أن هذه الجرائم يجب الا تمر مروراً عابراً نبكي ونندب ضحاياها اياماً وقد تمتد لأسابيع ثم ننسى خاصة انها تمت في قلب المدينة ، مشيراً إلى أن اغتيال رجل بحجم الاستاذ ضياء الحق الوفاء له ولتعز ولكل احرار الوطن ان تكون الاجراءات الامنية والعسكرية بعد اغتياله غير الاجراءات التي كانت قبل. وطالب الحميري الاجهزة الأمنية لاستنفار كل طاقاتها يصاحبها قرارات صارمة لأمن تعز وكل ساكنيها ، كتعقب المجرمين وكل المشبوهين مهما كانت التضحيات مع منع المظاهر المسلحة بكل اشكالها لمن ليس لهم صفة امنية تستدعي حيازتهم السلاح. مقترحا تقسيم احياء تعز الى مربعات امنية بدقة واتقان وتغطيتها بعناصر مؤهله من مختلف الاجهزة الامنية المختصة مع غرفة عمليات امنية مشتركة لكل الجهات المعنية بالأمن وتنسيق دقيق مع الجهات العسكرية لتكون عونا لهم بضبط الافراد المنتسبين اليها بالتقيد بهذه الاجراءات ومساعدة الاجهزة الامنية بما يتطلب منها. وشدد الحميري على ضرورة تأهيل رجال الامن والاستخبارات وكل الاجهزة المعنية ودعمهم بالإمكانيات وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب لافتا إلى ان ذلك اصبح ضرورة وجودية مع تفعيل دور القضاء وحماية افراده وتهيئة الظروف ليقوموا بواجبهم وهم في امن وحماية اصبح ايضا ضرورة واولوية قصوى. دفع ثمن مواقفه الوطنية وقال الحميري : ما لم تستفز هذه الجريمة الجميع وتستنهض كافة الطاقات فإن مشوار التصفيات سيستمر وبصور اشد وسيكون الجميع تحت رحمة هذه الايادي العابثة مهما ظن البعض ان لديه احتياطات خاصة به ، فأمن تعز مسئولية الجميع ، واذا لم توقظنا هذه الجريمة التي اهتزت لها تعز خاصة واليمن عامة فلن يوقظنا بعدها شيء وسيكون حالنا كما قال الشاعر ( ما لجرح بميتٍ ايلامُ) خالد الرويشان وزير الثقافة الأسبق كتب على صفحته في شبكة التواصل مستنكراً جريمة اغتيال الأستاذ ضياء الحق الأهدل مشيراً إلى أن الشهيد دفع ثمن مواقفه الوطنية ومحاولته توحيد الصف الوطني في تعز ونجاحه في ملف الأسرى المعتقلين. رشاد الشرعبي كتب مقالا مطولاً عن الشهيد معدداً مناقبه حيث قال : كان اغتياله فاجعة بالنسبة لي كغيري من أبناء تعز، لأنهم استهدفوا القيم التي ناضل لأجلها والصفات التي تميز بها والأحلام التي حملها، كان كتلة من النشاط والفاعلية والتسامح والحب، كان عنوانا للإصلاحي المتجرد لقضيته ولوطنه المتسامح مع من يختلف معهم وصاحب مشروع وطني واضح المعالم ليس للنفس فيه شيء. قريب من الناس صديق للجميع سفير اليمن في اليونسكو، محمد جميح أستنكر جريمة الاغتيال مؤكدا بأن من قام بهذه العملة الجبانة هم من أردوا قطع الطريق على جهوده في توحيد مكونات المقاومة وتنسيق المواقف المشتركة . الكاتب نبيل البكيري أشار إلى أنه عرف الشهيد الأهدل منذ 15 عاما أو يزيد، وقال : عرفته من خلاله معنى الإنسان الحقيقي المسكون بكل قيم السمو الإنساني والمثابر لتحويل تلك القيم إلى سلوك وواقع على الأرض. وأكد البكيري على أن ضياء الحق الأهدل رجل مدني فكراً وسلوكا ، لا يحمل السلاح ولا يحبذه مسكون بالتربية والتعليم وتشجيع النشء على التعلم والتفوق ، فتجده صديق للجميع شبابا وشيوخا وصغارا وكبارا، أينما يممت وجهك في تعز الريف والمدينة واسمه حاضر أمامك، الاستاذ ضياء هذا الاسم الوقف عليه دون سواه في تعز الأستاذ كمعلم وقفا على ضياء. مشيراً إلى أنه رحمه الله كان قريباً من الناس والبسطاء في أفراحهم وأتراحهم وأحزانهم لا يغيب عنهم في كل مناسبتهم ربما لم يترك قرية في تعز إلا وزارها معزيا أو مواسياً أو مهنيا ومباركا. وأضاف البكيري بأن الشهيد الأهدل رحمه الله تجاوز كل الحلقات الصغيرة والضيقة في نسج علاقاته وجعلها حلقة كبيرة وواسعة بحجم اليمن كله ، اليمن التي تحضر معه وفيه في كل حديث أو لفتة منه أو عبارة .