في عادة غريبة وطارئة طفحت إلى العلن، وظهرت كغيرها من رواسب التخلف في زمن مليشيا الحوثي، تحتفل مليشيات الحوثي الإرهابية ب"عاشورا"، بهدف نقل التجربة الإيرانية، واستهداف الهوية اليمنية وضرب الثوابت الوطنية. وتحتفل مليشيا الحوثي في العاشر من محرم من كل عام بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه، فتنصب الرايات الحمراء في شوارع صنعاء والمناطق المحيطة ويصرخون بالثأر لدم "الحسين". عنف وتحريض وتحضر خلال الاحتفال عبارات العنف والتحريض الطائفي وتكتب الدعوات للقتل على تلك الرايات، وكغيرها من مليشيا ايران الطائفية في المنطقة، تروج أن الثأر لمزاعمهم لقضية الحسين هو المفتاح الاول لحل جميع قضايا العالم الإسلامي. وتستغل المليشيات مثل هذه المناسبة لتقديس زعيم الجماعة كقائد ينتمي لسلالة "الحسين"، كما تستغل المناسبة أيضا لفرض مزيد من الاتاوات والجبايات على اليمنيين في تلك المناطق. يمضي اليمني البسيط حائرا في فهم العلاقة بين تلك الحروب والمشاكل الغابرة، وبين مشاكله اليومية التي تسببت بها المليشيات في نهب راتبه وتدمير الاقتصاد وانهيار العملة وقتال اليمنيين ومحاصرتهم وزع الألغام، ليجد نفسه ايضا ملزما بدفع" اتاوة" لنصرة الحسين بينما هو من يتعرض للظلم ويستحق النصر والمؤازرة لنيل حقوقه من كهنة كهوف صعدة. نهب وجبايات تتخذ المليشيات الحوثية من المناسبات وسيلة لتحقيق عدة اهداف منها نهب اموال طائلة بالقوة من التجار وأصحاب المحلات التجارية بدون استثناء كما يؤكد أصحاب محلات تجارية في العاصمة صنعاء. يضيف أصحاب محلات أن مثل تلك الجبايات أصبحت واقعا معاشا وحقا مفروضا تجبر المليشيات بقوة السلاح أصحاب المحلات على دفعها. تقدر مصادر من تجار الأمانة أن الجبايات التي فرضتها مليشيا الحوثي بملايين الريالات نهبتها بدون أدنى حق، اضافة الى نهب موارد الدولة من خلال طبع وتصميم اللافتات والشعارات واقامة الفعاليات في الوقت الذي تتهرب فيه الميليشيا من دفع رواتب موظفي الدولة بحجة الحصار والعدوان الذي لم يعد مقبولا لدى الناس. طقوس خمينية ومجالس عزاء على نهج الدولة الايرانية الصفوية وميليشياتها في العراق ولبنان، تعمل مليشيا الحوثي على استنساخ طقوس عاشوراء وما يعرف بمجالس العزاء واللطم في مناطق سيطرتها لإثبات ولائها وتبعيتها المطلق لملالي طهران على حساب الهوية الإسلامية والعربية والدينية والثقافة الوطنية اليمنية. ونظم ما يسمى "مكتب الإرشاد" بأمانة العاصمة في مديريات بني الحارث، والثورة، وشعوب، ندوات طائفية حضرتها قيادات من المليشيات " أسباب انحراف الأمة عن التوجيهات المحمدية" بقصد التعريض والطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين. وعلى ذات المنوال اقيمت في مديرية "همدان" مجالس عزاء حسينية شهدت اقامة الطقوس الايرانية كاللطم والبكاء وارتداء الملابس السوداء. أحد الحاضرين في ذلك المجلس تحدث ل "الصحوة نت" بأن جلسة العزاء شهدت أمورا لم يكن يراها من قبل الا من خلال التلفزيون كالإجهاش في البكاء ولطم الخدود وجلد الظهور بالسلاسل، مضيفا بانه شعر بالخوف الشديد وغادر المجلس على الفور. قداسة مزعومة تهدف ميليشيا الحوثي الإرهابية من خلال احياء فعالية عاشوراء للتحريض والكراهية والعنف وتدمير النسيج الاجتماعي، وترسيخ أهدافها بأحقيتها في حكم اليمنيين باعتبارها وصية للأخذ بالثأر من قتلة الحسين بمزيد من تدمير اليمن ونهب ثروات اليمنيين. وبدأت مثل هذه الدعوات تظهر علانية من قبل قيادات في المليشيات مثل، المدعو يوسف الفيشي، بتصريحه أن زعيم الجماعة هو الأصلح لحكم اليمنيين حتى ولو حدث انتخابات فسيكون فوق الجميع كونه كما يزعم "اصطفاه الله غير خاضع لأي حسابات". نشر الكراهية ومن خلال المناسبات الدينية "عاشوراء" واخواتها يسعى الحوثيون الى نشر الكراهية والحقد واثارة النعرات الطائفية التي اختفت من مئات السنين، عبر تصوير صراع اليوم على انه امتداد لصراع الحسين ويزيد بن معاوية، ورمي تهمة " معاداة "آل البيت" لكل من يعارض او ينتقد الحركة الحوثية، كما تفعل الصهيونية اتهام كل من يعارضها ب "معاداة السامية". بحسب مراقبين، يسعى الحوثي لإيجاد صراع بين أبناء الشعب اليمني بهدف اشغال الرأي العام عن القضايا المصيرية التي تهم اليمنيين والمتمثلة في استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وتوفير حياة كريمة في كل جوانب الحياة. الغاء المساواة واستهداف أهداف الثورة
تسعى المليشيات الحوثية لضرب الهوية الوطنية، من خلال أمور عدة، أخرها تحريف المناهج الدراسية، وحذف أول هدف من أهداف ثورة ال 26 من سبتمبر التي تنص على "إلغاء الفوارق والامتيازات بين الطبقات"، في كتاب الوطنية للصف الخامس الابتدائي. يرى متابعون ومحللون أن ما تقوم به المليشيات من استهداف لثوابت اليمنيين يعد تكريسا للرسالة التي تسعى إليها المليشيات بأن الثورات اليمنية التي قامت ضد الظلم والاستبداد مجرد احداث واضطرابات مذهبية ومناطقية لا تستحق لقب ثورات. رد علماء اليمن يبذل العلماء والدعاة والناشطين وكل المهتمين دورا إيجابيا في تفنيد مزاعم المليشيات في قضايا تاريخية لم يعد لها شأن في الوقت الحاضر. وتمثلت تلك الردود عبر إقامة ندوات وفعاليات وكتابات تتناقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولها أثرها في تعريف الناس بالحقيقة وتوضيح ضلال الفكر الحوثي الذي يستغل تلك الأحداث لخدمة المشروع الطائفي الإيراني. بحسب متابعين فإن تلك الردود تمثل مصدر ازعاج للمليشيات الحوثية وكهنتهم بدليل ما يكتبون على صفحاتهم من ردود متشنج وانزعاجهم من توضيحات العلماء وكتابة الناشطين والإعلاميين، الأمر الذي يدعو إلى بذل مزيد من الجهود في مثل تلك الفعاليات بهدف تحصين المجتمع اليمني في مناطق سيطرة المليشيات من خرافات وضلالاتهم وأفكارهم المنحرفة الهدامة التي أهلكت الحرث والنسل ودمرت البلاد والعباد.