يعيد الحوثيين تذكير اليمنيين ببشاعة جرائمهم المستمرة واستعارة أفكارها من إسرائيل، في استهداف المنازل والأسر بكاملها دون احترام أي قيم، وتذكر جريمة تصفية الشيخ صالح حنتوس باغتيال القيادي في حماس نزار ريان من قبل الاحتلال. وبرز الحوثيين في الاعلام العربي بمساندتهم لغزة ضد الاحتلال الصهيوني، لكن لا يعرف الكثير حجم البشاعة والجريمة التي تمارس ضد اليمنيين منذ 11 عاماً بعد سيطرتهم على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، لكن الجرائم الحوثية تبرز حالة التطابق مع الاحتلال الصهيوني.
ويتشابه الحوثيين مع الاحتلال الإسرائيلي في جرائم التصفيات الجسدية البشعة لخصومهم، وعدم احترام حرمة المنازل ومن يسكن فيها من النساء والأطفال والأهم ينفذون جريمتهم، كما يتشابهون في جريمة تفجير المنازل ومراكز تحفيظ القران والتي كانت ممارسة أصيلة لدى الحوثيين.
بين ريمة وجباليا.. اغتيال حنتوس ونزار ريان وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء 1 يوليو 2025 أرسلت ميلشيات الحوثي حملة مسلحة إلى مديرية السلفية بمحافظة ريمة وطوقوا المنزل الذي يقطنه الشيخ السبعيني حنتوس وأطلقوا الاعيرة النارية وأثاروا هلع سكان القرية الصغيرة.
طالب الحوثيين الشيخ صالح حنتوس بالخروج من منزله وهددوا بتفجيره، رفض أوامر الميلشيات بإخلاء المنزل. وقال في وصيته بتسجيل صوتي أثناء محاصرة الحوثيين منزله "هذا اعتداء صارخ ضربوا على (النار) إلى داخل المسجد وحاولوا اغتيالي وأنا مظلوم سرقوا رواتبي".
وتابع -في الوصية الأخيرة- "الآن يقصفوا بيتي إن شاء الله أنها شهادة في سبيل الله، من مات دون عرضه أو قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله"، وبعد ساعات من الحصار والقصف بالقذائف وإطلاق النار على المنزل، تم اغتيال الشيخ حنتوس في المنزل بجوار زوجته ووالدته المسنة.
وكرس الشيخ السبعيني صالح حنتوس حياته في تعليم القرآن الكريم وتربية الأجيال وهو من أبرز الشخصيات التعليمية والدعوية في محافظة ريمة، وكان مصلحاً اجتماعيا مؤثرا في منطقته، لكنه عاش رافضا للذل وانتهاك الكرامة.
وهذه الجريمة الحوثية أبرزت التشابه مع جريمة اغتيال إسرائيل لعالم الحديث الشريف الشيخ نزار ريان في 21 يناير 2009 بمخيم جباليا في قطاع غزة، حيث أنذر الاحتلال الإسرائيلي بقصف منزلة لكنه رفض فقصفته طائرات الاحتلال ليستشهد مع أحد عشر من أبنائه.
كما اشتهر الشيخ نزار ريان بمبادرته بتشكيل دروع بشرية لحماية منازل المواطنين من قصف طائرات الاحتلال، إذ كان ومعه مئات المواطنين يخرجون لاعتلاء أسطح تلك البيوت للحيلولة دون تدميرها.
الحوثيون والتطابق مع الصهاينة في الوقت الذي كانت القذائف تصوب نحو منزل الشيخ صالح حنتوس، كانت وسائل الاعلام تتحدث عن ان الحوثيين يطلقون صواريخ نحو إسرائيل والتي لم تترك أي أثر، لكن قذائفهم وحملتهم العسكرية قتلت معلم القرآن الشيخ حنتوس وسط عائلته ودمرت ونهبت منزله.
يؤكد الحوثيين أنهم عصابة طائفية منفلته لا تشبه اليمنيين ولا قيمهم في الحروب والخصومة، حيث يعد انتهاك المنازل وحرمتها والنساء والأطفال جريمة بشعة لدى اليمنيين قبل ان يوجد القانون الدولي وحقوق الانسان، حيث تصفه القبيلة "عيب أسود".
وتشابه اغتيال إسرائيل للشيخ نزار ريان والحوثيين للشيخ صالح حنتوس، يؤكد المنهجية الواحدة في الجريمة الوحشية والقتل البشع في المنزل وتصفية الأسر بشكل منهجي وهدم المنازل، حيث تتطابق المنهجية الطائفية مع العقيدة الصهيونية في التوحش وممارسة العربدة.
في الحروب والخصومة كان لدى اليمنيين قيم أصيلة مازلت تمارس في الحروب القبلية، هذا القيم ترسخ حرمة المنازل والنساء والأطفال والاستغاثة والنجدة أثناء الحروب، لكن ممارسات عصابة الحوثيين تكشف انهم لا يشبهون اليمنيين بهذه القيم، بل طارئون على المجتمع ببشاعة الجرائم واعتبار كل الناس أعدائهم.
هل إسرائيل في ريمة؟ يعتقد الحوثيين ان كل من لا يثبت انه معهم هو عدوهم بالضرورة، وخلال سنوات سيطرتهم يذوق اليمنيين ويلات العذاب وتضعهم أجهزة الحوثيين في دائرة الرقابة الصارمة، فمن يتحدث أنه جائع يلصقون به تهمة "العمالة لأمريكا وإسرائيل" ويزعمون انه استهداف لهم لا نهم يناصرون غزه كما يدعون.
قبل ساعات من جريمة اغتيال الحوثيين للشيخ صالح حنتوس، أطلقت "سترة قائد" نداءات استغاثة حيث كانت تحت القصف الحوثي، وهي امرأة مسنة تسكن في منزل ابنتها زوجة الشيخ حنتوس، كان صوتها المبحوح يملأ المكان ولا أحد استمع لها.
ذكرت المرأة المُسنة في مناشداتها الإنسانية ميلشيات الحوثي بمزاعم وصفات تعلن عنها في وسائل الإعلام. وقالت: "الحوثي يقولوا انهم مسيرة قرآنية أصابوا بنتي برجلها ويقصفوا البيت"، وتابعت "اللي يقولوا الموت لأمريكا وإسرائيل يقتلونا في بيوتنا".
وواصلت -في تسجيل صوتي- بصوتها المبحوح "هل نحن أمريكيين أو إسرائيليين، اللي يقولوا لكم انهم مع غزة هم مع اليهود، واللي يقولوا انهم مسيرة قرآنية هم مسيرة يهودية".
لا يترك الحوثيين أي مناسبة إلا ويذكرون اليمنيين ببشاعة جريمتهم في انتهاك كل القيم والأخلاق منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء وتلك مسيرة إجرامية، تؤكد حق اليمنيين في المقاومة والدفاع عن أنفسهم وإنهاء هذا الكابوس.