تبقى مأرب دوما مهبط الاستثناء الدائم، لها في كل ميدان بصمة نصر وميزة تتفوق بها عن غيرها، ففي حضرتها مملكة سبأ، وسد مأرب المعجزة المعمارية في السدود، وفي جوفها حباها الله من الخيرات النفط والغاز، ومنها إضاءة اليمن. أرادت المليشيات الحوثية الإرهابية أن تطفئ نورها فأبى الله إلا أن يزداد بريقها ومعدنها الأصيل لمعانا وعزا لملوكها الذين اتخذوا موقفا دون كل اليمنيين سلطة باجهزتها الأمنية والعسكرية، وقبائلها، ومكوناتها السياسية، استندوا في موقفهم الموحد، على إرث عظيم من المواقف العظيمة، و تاريخي مليئ بالانتصارات. انتصرت مأرب عسكريا على الغزاة الرومان والائمة ثم الفرس وانتصر لكرامة اليمنيين، وبالأمس سجلت انتصارا جديدا للحريات. بالأمس صدر حكم من محكمة مأرب الإبتدائية بقضية الصحفيين، التي مضى عليها نحو عام من التداول في المحكمة، الحكم قضى ببطلان الدعوى ضد عدد من الصحفيين اليمنيين ووسائل إعلامية.
أثبت حكم محكمة مأرب الابتدائية أن مأرب ليست فقط جبهة عسكرية في مواجهة المليشيات الحوثية ومعركة استعادة الدولة، بل أيضًا سند للحريات والصحافة، والمؤسسات الإعلامية والصحفية التي وجدت ملاذا أمنا فيها حينما ضاقت بهم البلاد.
تمضي مأرب في المعركة بشقيها فهي تحمي الميدان بالسلاح، وتصون الكلمة بالقانون، وذلك نصرا سبئي يكتب في سجل الخالدين بأحرف من نور.