ممدوح الحميري.. ابن المدينة، يا صوت مآذنها، يا قلب تعز. تناديك المدينة بصوت كل مئذنة ومسجد وكل حارة وكل ركن من أحيائها. نسير بين أزقة حوارينا القديمة، من جامع العيسائي إلى المظفر، ومن ساحة الحرية إلى قلعة القاهرة، كل شيء يعرف خطواتك.
الضباب يلف جبل صبر الآن، والرياح تحمل صوتك فيه. تتوسد المدينة جبلها كما كانت تتوسد صوتك في مآذنها.
يا ابن مدينتنا وخطيبها. صوت المعنى ولسان الكرامة في أحياءنا الشعبية أنت يا ممدوح.
نحن هنا الآن، نودعك، روحك معنا في كل زاوية، في كل حارة، في كل صوت غاضب ومقاوم.
معنا في كل أذان نسمعه وعند كل صلاة. سنراك الليلة تفتح مساجد الحارات قبل صلاة الفجر. كنت قبل ساعة في كل هتافات التشجيع في ملاعب حارتنا. مع كل مغترب غادر المدينة وقد سمعك تتلو فأمشوا في مناكبها.
في قلب كل أم احتضنت أولادها حين سمعت نبأ وفاتك يا ممدوح، وأنت من تحدث كثيرا عن بر الوالدين في منابر المدينة.
كل طفل ركض خلفك بعد صلاة الجمعة يشعر بغيابك الآن.
جبال المدينة كانت تسمعك. كانت أصواتك تعانق كل بيت، وكل معلم وطالب وعامل، وكل محارب.
أيها البطل الهادئ.. تودعك المدينة بصمت محاربيها الشجعان.
نتذكر الآن رمضان معك، وصلاة التراويح وسمرات الليل الرمضانية.
أحببت تعز.. بقيت فيها ومعها. لم تخن المدينة، ولم تخف حين اجتاحها الخطر.
نتذكرك مع شهدائنا ومحاربينا. مع عمر دوكم وحمزة شداد وأسامة القميري ورفاقهم. نتذكرك مع المحاربين وأبطال المدينة ولواء الصعاليك وشجعانه الشعبيين.