يواصل الريال اليمني رحلة التدهور المستمرة وسط مؤشر عن حالة اقتصادية متردية منذ مطلع العام أمام العملة الصعبة في سوق الصرافة المحلية حيث وصل إلى أدنى مستوى له اليوم أمام الدولار الأمريكى مسجلا رقم قياسي ، حيث وصل سعره في تداولات اليوم إلى 242 ريالاً للدولار الواحد م بفارق 17ريال عن مستوى الصرف الأسبوع الماضي في الوقت الذي طالب البنك المركزي فروعه في محافظات الجمهورية بتصفية مالديها من العملة الصعبة وتوريدها إلى إلى البنك الرئيس في أمانة العاصمة محاولة منه في السيطرة على سعر الصرف وإيقاف التدهور المريع الذي يشهده الريال اليمني . وعلى نفس الصعد ضخ البنك المركزي 57مليون دولار اليوم إلى سوق الصرافة لتغطية احتياجات البنوك ومحلات الصرافة من العملة الصعبة في ثاني عملية تدخل خلال الأسابيع الماضية وكان قد طالب أكاديميون اقتصاديون محافظ البنك المركزي اليمني "محمد عوض بن همام" بكشف الأسرار الحقيقية التي تقف وراء التدهور المستمر للعملة الوطنية، أو الاعتراف بالفشل وتقديم الاستقالة من منصبه. وقال الدكتور "سعيد عبد المؤمن - الباحث الاقتصادي اليمني -إن التفسير الذي أورده بن همام لوكالة سبأ حول تدهور العملة غير مقنع فالاستيراد في رمضان يرتفع إلى 100% وليس ذلك الارتفاع مبررا لارتفاع الدولار أمام العملة الوطنية. وأضاف عبد المؤمن في تصريح ل"الصحوة نت" مشكلة بن همام كرئيس للبنك أنه لا يدير البنك ولا يضع السياسة النقدية باعتبار أن هذه الأمور تدار في الخفاء من قوى الفساد. وتوقع الباحث الإقتصادي أن يتجاوز سعر الدولار 250 ريال وقد يصل إلى 300 ريال خلال هذا العام سبب عدم وجود سياسة اقتصادية واضحة تستخدم الموارد المتاحة بشكل جيد، وانتشار الفساد.
واتهم عبد المؤمن الفاسدين في هذا الوطن بتحويل العملة وتهريبها إلى الخارج والاستثمار في أنشطة تجارية تؤمن مستقبلهم وأولادهم بغض النظر عما يلحق البلد من أضرار، يشعرون أن البلاد غير آمنه فيلجئون لتهريب العملة – حد تعبيره. فيما أكد أستاذ الاقتصاد في جامعة صنعاء الدكتور على سيف حسن إن الاجراءات التي اتخذها البنك لن يوقف عجلة التدهور المريع للعملة الوطنية ، ولن تعمل على الإستقرار النقدي لأن المبالغ المالية التي تضخها للسوق قليلة ويستفيد منها كبار الصيارفة، مطالبا البنك القيام برقابة على شركات الصرافة المحلية ، واغلاق الشركات التي تقوم بالمضاربة بالعملة الصعبة ، واتخاذ سياسات مالية ونقدية تكملان البعض في تحقيق الاستقرار .