لم يحدث أنّ ثورة قامت، وثوارها في السجون، بينما القتلة واللصوص يسرحون ويمرحون ويجتمعون في مؤسسات الدولة، لكي يتآمروا على أمن البلد واستقراره، ويخضعون البلاد إلى ظلام دامس؟ ماذا نسمي بقاء الثوار في السجن إلى اليوم؟ تذهب المفارقة بعيداً وبشكل مضحك ومؤسف بأن يعلن رموز بقايا النظام وقفات احتجاجية ضد إطلاق الثوار، بدلاً من أن يكونوا هم في السجون والمعتقلات.. قضية معتقلي الثورة في السجون هي الحقيقة المرة والأبرز التي تشبه الفضيحة وأكثر، وتثبت أن الثورة لم تكتمل وأن السجون مازالت بيد السجان.. الثوار معتقلون لا يعني سوى أن الثورة معتقلة وتحتاج إلى تحرير بمعنى ثورة تحرير الثورة والوطن.. إن العمل الصائب هو أن يثور الشعب من أجل إلغاء الحصانة واسترداد الأموال ومحاكمة القتلة كطريق وحيد لانهاء هذا الدمار المنظم وهذه المهزلة العجيبة، سواء فيما يتعلق بمهزلة المعتقلين الأغرب في تاريخ الثورات أو ضرب الكهرباء والنفط والتخريب الشامل الذي يجري للإجهاز على الثورة بأدوات الدولة.. وبدلا من ان يتحرر المؤتمر الشعبي العام، الذي عاملته الثورة بدلال كبير، نراه يتمادى أكثر وينساق بقراره مع الثورة المضادة؟.. وهذا يخرجه من دائرة القوة الوطنية، لو استمر على هذا المسلك المعادي والداعم للتخريب والبقاء كغطاء له.. كل ما يجري اليوم أمر مؤسف يستدعي قراراً حازماً لمواجهة التخريب والمخربين بدون قناع أو مداهنة وسيخوض الشعب هذه المعركة مهما كانت تكاليفها، وإما ثورة جديدة تتشكل اليوم ضد الحصانة وحماية القتلة المدللين والمرفّهين والراقصين على جراح الجرحى وتضحيات الشهداء وهي ثورة لن تستأذن أحدا وقد تقلب الطاولة رأساً على عقب ولن تكون بمواصفات الثورة الأولى ولن نجد فيها النَّفَس المتسامح الذي يستغل اليوم لقتل الثورة وضرب الكهرباء ونشر الخوف وسجن الثوار وستكون ثورة بمعايير جديدة وصفات جديدة تثبت أن الشعب اليمني قد (ولدته أمه حراً) منذ اليوم الذي خرج فيه ثائراً لإسقاط النظام الأسري، وأن من يواجه غضبة هذا الشعب الحليم لم يولد ولن يولد أبداً.