نزداد كل يوم قناعة أن ضرب الكهرباء معركة سياسية بامتياز ومن النوع اللئيم الذي يستخدم آخر أوراقه القذرة وصورتها غير بعيدة عن معتقلي الثورة والذين مازالوا إلى اليوم معتقلين في السجون ، مهزلة كبرى تمثل الحقيقة المرة على أن الثورة لم تكتمل بعد وأن السجون مازالت بيد أعداء الثورة ومخربي البلاد وما وراء السجون أكثر سوءاً والكهرباء المثال الأبرز مع الانفلات الأمني ونشر المخدرات وإبقاء الفساد وبقايا النظام في أماكنهم ينفذون خطط الثورة المضادة بإمكانيات الدولة؟.. إن الحكمة اليمانية قد تتحول إلى غباء قاتل وقد نصل إلى ما كنا نخاف منه وأكثر عندما ارتضينا بنصف ثورة وقبلنا بالمسامحة قبل ان نصفي من ثار عليهم الشعب والفاسدين من مراكز القرار.. ما يجري اليوم من تخريب كامل وحرب شاملة على الكهرباء والنفط والأمن يستوجب يقظة كاملة وإعادة تقييم لمسيرة التعامل مع الأجهزة القديمة والعناصر التي ترفض الاندماج في الوضع الجديد وتستفيد فقط من الحلم والتسامح لتلتوي على كل شيء وتتحول إلى مصدر تخريب دائم وانتقام من الثورة والثوار والشعب اليمني كله ..نعم الانجازات كبيرة وجوهرية أصابت الطرف المضاد بالصدمة وضربته في مقتل وهو ما جعله يتصرف على هذا النحو التخريبي الشاذ .. وكان الرئيس هادي قد أبلغ المبعوث الدولي أن «ردود أفعال الأطراف المتضررة من نجاح التسوية تنتج تخريباً هنا أو هناك، وخصوصاً الاعتداء الصارخ على الكهرباء وأنابيب النفط». لكن كل هذه الانجازات والنجاحات ستتبخر ما لم ترفق بخطة حازمة ودقيقة ومحددة لتصفية أوكار التخريب وعناصره المبثوثة في مرافق الدولة وتحديد المواقف مع الثورة أو مع التخريب.. لأن الثورة ثورة شعب وهي تمثل الوطن وتريد أن تبني مستقبلاً كريماً لكل اليمنيين والذين يلتحقون بالثورة المضادة ويتعاملون معها وينساقون في مخطط التخريب عليهم أن يعرفوا أنهم يلعبون بالنار ويعرضون الوطن للخطر ولن يجدوا خطوط رجعة بعد اليوم وأن على كل فرد أن يختار طريقه ويتحمل مسؤولية قراره مع الوطن والثورة أو مع التخريب والإعاقة بعيداً عن الخط الرمادي الذي يُلعب من خلاله بالبلاد والعباد. [email protected]