قال عضو مؤتمر الحوار الوطني، وعضو مجلس النواب عبدالرزاق الهجري إن ادارة البرلمان بطريقة غير توافقية، مخالفة لنص المبادرة الخليجية التي اسقطت الأغلبية والأقلية، هي السبب في تعليق كتلة المشترك في المجلس أعمالهم. وأضاف الهجري في حوار أجراه معه موقع "عدن بوست" إن المبادرة الخليجية لم تعترف بوجود اقلية أو اغلبية وانما أكدت ان قرارات مجلس النواب تصدر بالتوافق وما حدث فيه من خلاف يرفع لرئيس الجمهورية. وتابع قائلا "ما حدث في الفترة الماضية ان رئيس مجلس النواب يدير المجلس بشكل انفرادي، وباتفاق مع صاحب وولي النعمة عليه السابق علي عبدالله صالح وبعض معاونيه، بعيدا عن اطار الوفاق والتوافق، بل ويعمل المجلس اليوم ضد الوفاق الوطني، وضد المبادرة الخليجية، ويعمل ايضا بعض الاعضاء مع رئاسة المجلس لتخريب المبادرة الخليجية والتسوية السياسية والهجوم على الحكومة بشكل غير مبرر لعمل اشكالات داخل البلد ومحاولات الاساءة لرئيس الجمهورية والتشكيك في التسوية السياسية. واردف الهجري "الرئيس اليوم مطالب وملزم بموجب المبادرة الخليجية ان يوقف هذه المهزلة قبل ان تفخخ المبادرة الخليجية والتسوية السياسية عن طريق الاداء السيء لمجلس النواب ورئيسه الذي لا يلتزم بالوفاق ولا بالنظام ولا بالقانون". وطالب رئيس الجمهورية والحكومة بالشفافية الواضحة داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، وقال يجب ان تخضع وزارتي الدفاع والداخلية للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة من خلال فحص حساباتها بكل شفافية مؤكدا على ضرورة عمل آليه جديدة لصرف مرتبات منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية عبر البنك أو البريد وقال من شأن هذه الاليه إسقاط الاسماء المكررة والوهمية. وأعرب الهجري "وهو عضو في فريق القضية الجنوبية" عن تفاؤله بنجاح مؤتمر الحوار الوطني، واعتبر ما تحقق الى الان شيء ايجابي وخطوه في الطريق الصحيح لا سيما وانه لأول مرة تحدث هذه التجربة في اليمن بهذه المسؤولية والجدية، داعياً بعض الأطراف ان تتخلى عن الاعاقات التي تحاول صناعتها امام مؤتمر الحوار. واوضح أن الإصلاح وغيره من المكونات قدموا رؤاهم حول جذور ومحتوى القضية الجنوبية وذلك لان البرنامج المعد من فريق القضية خلال الشهرين الماضين تمثل بإنجاز هذين المحورين، اما الحلول ستكون في المرحلة القادمة بعد الانتهاء من الجلسة العامة. واستطرد "وما قدمناه نحن الاصلاح وفقا لقناعه لدى الحزب في تشخيصه للجذور والمحتوى فتحدثت الرؤية بموضوعية ومسؤولية عما حدث لأننا امام ظرف تاريخي، ويجب ان نلامس الحقيقة ونكون واضحين وشفافين مع انفسنا والاخرين من اجل الوصول الى نتائج، ولأننا اليوم لسنا بصدد ادانة طرف او محاكمته، وما نحن بصدده تشخيص ظرف حدث ومشكله حدثت ادت الى هذه المشكلة التي تعيشها البلد والمتمثلة في حالة التذمر الموجودة في صفوف ابناء المحافظات الجنوبية نتيجة اخطاء فادحه ارتكبها النظام السابق في حق ابناء الوطن فتقدمنا برؤيتنا ونحن مقتنعين بما قدمناه". وأكد أن الإصلاح أعلن بعد حرب صيف 94 بشهر ونصف من خلال مؤتمر الاصلاح الذي عقد آنذاك ومن خلال البيان الذي صدر يوم 24 سبتمبر94 حيث وجه دعوة للسلطة بإزالة الاثار السلبية التي نتجت عن الحرب ومعالجتها وايضا معالجة الاختلالات واستيعاب من حدث الصدام معهم واعادة الاعمار في المحافظات الجنوبية وتعويض الناس وأردف "ولكن للأسف الشديد النظام الحاكم في تلك الفترة الذي قام على الطبيعة العصبوية والقبلية الأسرية والاستفراد بالرأي والقرار لم يستجب لدعوتنا" مشيراً إلى ممارسات النظام السابق خلال السنوات الماضية. وعن بعض من يتهمون الإصلاح بما حدث في الجنوب قال الهجري "نحن نعلن براءتنا فيما يتعلق بما حدث من نهب وفساد وعبث وتسريح ومن لديه ما يثبت ان أحد منا اشترك في النهب والفساد فعليه ان يقدم دعوى الى المحكمة ونحن على استعداد ان نقدم أي شخص للمحكمة وسنساهم في دعم محاكمة مثل هؤلاء الاشخاص". وقال "أن المشترك حرص على عدم وجود من لطخت ايديهم بدماء الشباب، لكن قال أنه هذا الموضوع تم ونظرت اليه قوى الثورة او المشترك من باب لملمة الصف الوطني باعتبار أن هذه المرحلة جديدة وتحتاج ان يلتقي الناس فيها ليعملوا على اخراج البلد مما تعانيه" داعياً إلى عدم الوقوف عند الماضي، وان تتحد الجهود من اجل وقف التدمير الممنهج والإعاقة الممنهجة. وأكد الهجري أن البلاد لا تحتمل الانفراد في أدارتها من أي طرف كان، وتحتاج الى الشراكة، منوهاً بدور اللقاء المشترك، الذي أكد أن إعادة تقييم مساره ومعالجة النتوءات والاخطاء شيء مطلوب، والمضي نحو المستقبل. وأوضح البرلماني الهجري أن اسوأ ما خلفه النظام السابق طوال فترة حكمه ليس الفساد المالي والاداري والنهب الذي حدث، وانما افساد قيم الناس وتعمقت بعض المفاهيم والسلوكيات السيئة الخاطئة، فافسد قيم الناس القبلية التي كانت رادع قوي لدى الناس لافتاً إلى ما حدث في الفترة الماضية من تخريب وافساد للقيم، وقال أنها تحتاج منا الى جهد كبير في كيفية استعادة القيم الجميلة في حياة اليمنيين. وأشار إلى أن هناك لوبيات فساد وشبكات مصالح تشكلت طوال حكم شخص لليمن أكثر من 33عام، وتضررت بالتغيير، وتعمل على إعاقته، مضيفاً "هذه الشبكة من المصالح والمال العام الذي نهب ستعمل دور لفترة معنية ولكنها ستنتهي داعياً الحكومة ان تعلن اسماء المخربين وأن تتخذ في حقهم رادعة، مستنكراً العجز الحكومي أمام المخربين. وأكد الهجري بالقول "لم نخرج لنسقط صنم علي عبدالله صالح ونصنع صنما جديدا لا باسم الاصلاح او اللقاء المشترك، ولن نسمح لاحد ان يكون صنما جديدا يعبد من غير الله ولن نسمح بان يقدس الاشخاص فوق المؤسسات ولا نرضى لأنفسنا او لغيرنا ان نصنع قداسات لأشخاص فوق المؤسسات نحترم الناس ونقدرهم لكن لا قداسه لاحد فمن اخطأ يحاسب ومن اصاب يكافأ بعيدا عن القداسات السلالية او المذهبية او القبلية او الحزبية".