يظل أمل اليمنيين معلقا بمؤتمر الحوار والذي انطلق بشهر مارس ليجنب البلاد ويلات الحرب والانقسام وكانت المرحلة الأولى من الحوار لمناقشة القضايا التسع على الطاولة إضافة للنقاط العشرين ومنها قضية المعتقلين ولكن أصبح الأمل يتأرجح ما بين الخيبة وعدم الاكثراث بسبب تجاهل الكثير من القضايا ومنها المهجرين قسرا من صعدة وشباب الثورة المتبقين في السجون وانشغال مكونات في الحوار بالوقفات الاحتياجية لأشياء ثانوية والتغاضي عما يعانيه المعتقلون والمهجرون والذين كانوا يأملون انصافا لأوجاعهم وانهاء معاناتهم. المنسيون آلاف من الأسر المشردة في منطقة مندبة بصعدة انتظرت لفتة كريمة من أعضاء الحوار لتفقد أحوالهم وكشف الحقائق والمتسببين في تشردهم وتدمير بيوتهم ونهب أملاكهم ولكن خيبة الأمل كانت أكبر من أمنيات أطلقتها عنان أفكارهم وأطفالهم الصغار ليكون التجاهل أقسى من واقعهم المعاش. بلهجة حزينة يقول الطفل محمد لا يوجد معنا مدارس أو مستشفيات ولا نستطيع اللعب والحوثيون يحاصروننا ننتظر لجان الحوار تشوف أوضاعنا. ويتابع عبد العزيز- 8 سنوات- (ما في معنا شئ الحوثيون أخذوا أشياءنا ويخوفونا ومافيش حد جاء يشوفونا ويشوف ماذا نريد). كذللك تحدثت أم عبد العزيز بيأس قائلة: لا نعرف سر تجاهل أعضاء الحوار لقضيتنا توقعنا الكثير في المرحلة الأولى ولكن خاب ظننا عندما لم نجد من يأتي ويتفقد أوضاعنا فلا يزال وضعنا صعبا جدا أطفال ونساء نعيش ظروفا قاسية نأمل أن تكون المرحلة القادمة من الحوار أكثر جدية لمناقشة أوضاعنا وعودتنا لبيوتنا. وتضيف (عزيزة) نستغرب لماذا إلى الآن لم نجد من يهتم بقضية المهجرين قسرا والنازحين آلاف من أهالي صعدة مشردون في كل مكان تجاهلوا تمثيل أبناء صعدة لقضيتهم في الحوار وجعلوا القتلة هم من يتحدثون عنا فكيف هذا الحوار. رسائل من الخيام سادت الظلمة مخيم النازحين بمندبة والأطفال والنساء ينتظرون من يأتي ليخفف أوجاعهم ويسمع شكواهم وأحزانهم ويرجع إليهم حياتهم التي فقدت تحت الخيام.. لكن لا مجيب. يتحدث عبدالله عثمان مسئول المخيم بقوله: يستغرب الشخص هذا التجاهل من مؤتمر الحوار لقضية المهجرين والنازحين حيث أن من أهم مهام المؤتمر هي قضيتان قضية صعدة والجنوب وإعادة المهجرين والنازحين إلى قراهم بعد أن تحل قضاياهم وتعاد حقوقهم فهي من أبرز القضايا التي يجب مناقشتها وحلها فما يثير استغراب الشخص وذي اللب أن اللجنة الفنية لمؤتمر الحوار الوطني كان كل همها كيف تداري الحوثيين وتمتص غضبهم عليها فشرعت بإعطائهم نصيب الأسد من الأعضاء في المؤتمر كما تركوا في المقابل أصحاب الحق ومنهم ضحايا خارج مؤتمر الحوار مهجرين ونازحين صعدة لم يشاركوا في الحوار ولم يمثلهم أحد ولا حتى بنسبه 1% إن كان هناك من يتحدث عن قضية صعدة فهم تم تشكيلهم باسم الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني فنتج عن ذلك أن ممثلي الحوثي استولوا على قضية صعدة وأصبحوا هم المتكلمين باسم قضية صعدة رسميا فرفعوا قضاياهم وما وقع عليهم في الحروب من خسائر وما لحق بهم من أضرار. وتابع بغضب: كيف نريد منهم مناقشة قضايا وهم سبب وقوعها وهم من ألحق بأهلها الضرر وكيف نريد أن يناقشوا قضية من هم السبب في تشريدهم وتهجيرهم من ديارهم وفجروا منازلهم واخذوا مزارعهم وفجروا حتى مساجدهم وكأنهم بعملهم يريدون استئصالهم من مناطقهم وقراهم ولم يكتفوا بهذا فقد حاصروهم في أماكن نزوحهم ومنعوا عنهم كل شيء. وأضاف: على سبيل المثال نحن المهجرين في مندبة حتى اليوم ما زالت هذه العصابة تحاصرنا حتى من قوتنا الضروري ومنعوا المنظمات الدولية الإغاثية من الوصول إلينا وإعطانا ما نحتاج إليه من غذاء وإيواء، وما حدث في حرف سفيان وحجة والجوف بعد أن أصلح الحوثي مع الدولة من اجتياح لبعض المناطق في بعض مديريات صعدة وحجة والجوف ومديرية حرف سفيان وتهجير أهلها منها وتفجير منازلهم دليل كاف أن هذه عصابة فكيف ينبشوا على أنفسهم هذه القضايا التي تدينهم بل ستحاول أن تجعل هذه الملفات من الملفات المنسية في مؤتمر الحوار. يشارك عمر طاهر أحد النازحين في المخيم بقوله: نتمنى من المتحاورين ترك المماحكات والاعتصامات داخل المجلس وأن يهتموا بالوطن وقضايا الوطن بدلا من اهتمامهم بالمستحقات وأن يقفوا في وجه من يريد أن يمس بأرض الوطن ويستقطع جزءا منه تحت سيادته فالوطن الآن أمانة في أعناقهم وهم أمناء على البلد في حل مشاكله ومستقبل الشعب متعلق بنجاحهم في حل قضاياه المهمة وذلك لا يتم إلا بحل جميع القضايا والمعيشة التي هي أساس النهضة والتقدم، كما أطالب مجلس الحوار الوطني عامة واللجنة المكلفة بقضية صعدة خاصة أن ينظروا لقضية المهجرين والنازحين بعين الاعتبار فإن تم تهميشهم في المرحلة الأولى فلا يهمشوا قضيتهم لاحقا كما أطالب اللجنة المكلفة بالنزول الميداني للمخيمات وأماكن النزوح والتهجير أن يسمعوا من النازحين والمهجرين قضاياهم ومعاناتهم فقد استمعوا لمن تسبب في حرق البلاد بالحروب فيجب أن يسمعوا للطرف الآخر ما يريد وما يعاني وما هي قضيته وما هي مطالبه وعلى ضوئها يبتوا في حلول لقضيتنا ومعاناتنا.