حظي فيلم (الرسالة) الذي أخرجه مصطفى العقَّاد بشهرة واسعة وانتشاراً كبيراً جعلته في مصاف الأعمال الريادية الفنية الرائعة. وقد أُعجبتُ جداً بمخرج هذا الفيلم مصطفى العقَّاد – رحمه الله تعالى – وهو الذي ذهب إلى عاصمة السينما العالمية (هوليود) في الولاياتالمتحدةالأمريكية ليدرس فن الإخراج السينمائي ونحوه، فغادر موطنه سوريا – وهو من أبناء حلب – وكان في حين ذهابه إلى (هوليود) ليس لديه إلا مصحفاً في جيبه وخمسمائة دولار فقط. وإذا بحصيلة عمله ودأبه تتمثل في باكورة أعماله السينمائية في إخراجه فيلم (الرسالة)، ذلك العمل الفني العظيم الذي كان بمثابة فتح الباب إلى الأفلام الجادة، ونحو عمل سينمائي يخدم قضايا الأمة وآمالها وطموحاتها. وعلى نفس المسار كان إخراج مصطفى العقَّاد لفيلمه (عمر المختار) الذي لا يقل روعة عن فيلم (الرسالة). ومما يشهد لروعة إخراج فيلم (الرسالة) هو أنه قد عُرض في معظم القنوات العربية الفضائية وذلك عبر سنوات من بعد إخراج هذا الفيلم وبنسختيه العربية والإنجليزية. والأستاذ/ مصطفى العقَّاد مخرج هذا العمل الجليل جدير بأن يكون قدوة للأجيال الفنية العربية الطموحة والتي تعمل أو تأمل أن تعمل في مجال العمل الفني السينمائي الجاد والهادف والذي يخدم قضايا الأمة وهمومها وآمالها وطموحاتها. وبالمناسبة وقد يندهش البعض مما سأذكره في التالي، إذ أمدني الأخ/ حميد شحره – رحمه الله تعالى – بأعداد من صحيفة (الجمهورية) والتي فيها بضعة أعداد من مقالات الشهيد/ عبده محمد المخلافي – رحمه الله تعالى – وفي أحد هذه المقالات طالب الشهيد المخلافي بالاهتمام بدُوْر السينما ورفدها بالأفلام الجادة الهادفة و.... الخ، لكونها إحدى الأدوات الثقافية الجماهيرية ذات التأثير العميق على الشباب والأجيال. وأخيراً؛ أُذكِّر بأني قد وعدت القارئ من قبل أن أكتب عن مصطفى العقاد .. وها أنا قد فعلت.