الله صاحب الأمر والنهي لم يجبر أحدا من خلقه على اعتناق الدين الحق.. ولم يأمر أحدا من أنبيائه أو رسله -وبالتبعية أصحابهم وأتباعهم- بأن يكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين.. وما دون ذلك من الدعوات والدعاوى فإنها أحرى أن تسلك هذا الطريق.. لأنها لا تدعو إلى قطعيات دينية بالاتفاق.. وإنما هي اجتهادات.. وعليه فلا يحق لأي كان أن يفرض اجتهاده على الآخرين بقوة السلاح.. وإلا فإنه يعد صائلا ومعتديا.. وفي هذه الحالة فإنه يوافق على أن يعمل الآخرون معه ذات القاعدة التي أراد أن يعملها هو مع الآخرين.. مما يجعل الحوثيين كأقلية جماعة مستهدفة بحراب الشعب وسيوفه.. لا يرقبون فيها تعايشا ولا سلمية.. وإننا لنربأ بعقلائها أن يضطروا الشعب إلى أن يتعامل معها على هذه الشاكلة العنيفة.. بل إننا لندعوهم إلى اطراح السلاح جانبا.. والعمل وفق ما اتفق عليه الجميع بوسائل سلمية.. ومتى ما استطاعوا أن يقنعوا غالبية الشعب بأفكارهم ورؤاهم فإن الشعب سيوصلهم إلى الحكم بغيرما حاجة لأن يطلقوا رصاصة واحدة.. وإننا لنقول لهم: إن كانوا يؤمنون أن ما يدعون إليه هو الحق.. فإن الحق كفيل بأن ينتصر بذاته وبقوة منطقه.. لأنهم يعملون في أوساط مسلمين.. ولا حاجة لإعمال العنف للوصول إلى مبتغاهم،، ونذكرهم بأن أسلافهم كانوا يملكون بالقياس إلى أحرار زمانهم ما لم ولن يملكوه هم بالقياس إلى أحرار اليوم.. وفي التاريخ عبرة وعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد