حجبت عنا النور سحابة صيف وسحابة حرب ..سحابة صيف لم يشعر بها وطننا وابنائه فقد كان الصيف موسم لزيارة ثغر اليمن الباسم عدن وعروس البحر الاحمرالحديدة. ولكن سحابة الحرب طغت على مدننا وحجبت عنها الأنوار والزوار لم يزرها اليوم. إلا دعاة الموت ..قاتلين الحلم وسارقي الأمل كانت مدننا من شرق اليمن الى غربة من شمالة الى جنوبه . تستقبل سحب الصيف بأصوات الفرح وضحكات الأطفال..حيث لا شيء يقطع تلك الاصوات الا وقع قطرات المطر وهدير الماء وموج البحر وقطرات الندى الذي يتقطر على اوراق النبات وحفيف الريح على اغصان الشجر. واليوم تظللنا سحب الموت وتقطع اصواتنا وضحكاتنا اصوات الرصاص والمدفاع..لم نعد نرى إلا الموت ونتنفس الموت ونسمع اهات وصرخات امهات اخذ الموت منهن ابنائهن ..احتضنت ارضنا اجساد ابنائها. وهم اغرقوها بدمائهم ..ربما تبكي علينا اليوم سحب الصيف..تبكي حالنا تبكي آلامنا اوجاعنا شهدائنا وجراحنا .ولكن من يبعد عنا سحب الموت والحرب .من يوقف صواريخ السماء. ومدافع الارض من يبكي على الشهيد وهو شهيد ومن يداوي الجريح وهو جريح من يبعث الامل وهو فاقدا له من يواسينا وهو يحتاج المواساة من يبكي وطننا وهو يبكي من ينقذ الوطن وهو يحتاج الى انقاذ. من يقنع سحب الحرب اننا اشتقنا لصيف وطننا .لا مجرموه .