الان: عدوان امريكي صهيوني على الحديدة وانباء عن ضحايا    الافراج عن موظفة في المعهد الديمقراطي الأمريكي    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    سوريا .. انفجار الوضع في السويداء بعد دخول اتفاق تهدئة حيز التنفيذ    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    تواصل اللقاءات القبلية لإعلان النفير العام لمواجهة العدوان الامريكي    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    «كاك بنك» يكرم الموظفين المثاليين للعام 2024/2025    الزعوري يبحث مع الأمم المتحدة تعزيز حماية وتمكين المرأة في اليمن    الكثيري يبحث مع فريدريش إيبرت فتح آفاق دعم دولي للجنوب    الرهوي يناقش مع الوزير المحاقري إنشاء منصة للأسر المنتجة    بمتابعة من الزبيدي.. إضافة 120 ميجا لمحطة الطاقة الشمسية بعدن    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    أرواحهم في رقبة رشاد العليمي.. وفاة رجل وزوجته في سيارتهما اختناقا هربا من الحر    مؤسستي الكهرباء والمياه بذمار تحييان الذكرى السنوية للصرخة    إلى رئيس الوزراء الجديد    القسام توقع قوة صهيونية بين قتيل وجريح بكمين مركب في خانيونس    الأرصاد تتوقع أمطاراً رعدية بالمناطق الساحلية والجبلية وطقساً حاراً بالمناطق الصحراوية    بيع شهادات في جامعة عدن: الفاسد يُكافأ بمنصب رفيع (وثيقة)    من أين تأتي قوة الحوثيين؟    تفاصيل جديدة لمقتل شاب دافع عن أرضه بالحسوة برصاص من داخل مسجد    بدء تنفيذ قرار فرض حظر على الملاحة الجوية لمطارات الكيان    وسائل إعلام غربية: صدمة في إسرائيل..الصاروخ اليمني يحرق مطار بن غوريون    رسميًا.. بايرن ميونخ بطلًا للبوندسليجا    تشيلسي يضرب ليفربول ويتمسك بأمل الأبطال    تدشين برنامج ترسيخ قيم النزاهة لطلاب الدورات الصيفية بمديرية الوحدة بأمانة العاصمة    نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يعزي في استشهاد عمر عبده فرحان    ورطة إسرائيل.. "أرو" و"ثاد" فشلا في اعتراض صاروخ الحوثيين    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    تدمير المؤسسة العسكرية الجنوبية مفتاح عودة صنعاء لحكم الجنوب    وزير الصحة ومنظمات دولية يتفقدون مستشفى إسناد للطب النفسي    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    فيما مصير علي عشال ما يزال مجهولا .. مجهولون يختطفون عمه من وسط عدن    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    الاجتماع ال 19 للجمعية العامة يستعرض انجازات العام 2024م ومسيرة العطاء والتطور النوعي للشركة: «يمن موبايل» تحافظ على مركزها المالي وتوزع أعلى الارباح على المساهمين بنسبة 40 بالمائة    تطور القدرات العسكرية والتصنيع الحربي    ملفات على طاولة بن بريك.. "الاقتصاد والخدمات واستعادة الدولة" هل يخترق جدار الأزمات؟    المصلحة الحقيقية    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    وسط إغلاق شامل للمحطات.. الحوثيون يفرضون تقنينًا جديدًا للوقود    التحذير من شراء الأراضي الواقعة ضمن حمى المواقع الأثرية    العشاري: احراق محتويات مكتب المعهد العالي للتوجيه والارشاد بصنعاء توجه إلغائي عنصري    نصيحة لبن بريك سالم: لا تقترب من ملف الكهرباء ولا نصوص الدستور    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    ريال مدريد يحقق فوزًا ثمينًا على سيلتا فيغو    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    الأهلي السعودي يتوج بطلاً لكأس النخبة الآسيوية الأولى    المعهد الثقافي الفرنسي في القاهرة حاضنة للإبداع    - حكومة صنعاء تحذير من شراء الأراضي بمناطق معينة وإجراءات صارمة بحق المخالفين! اقرا ماهي المناطق ؟    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    القاعدة الأساسية للأكل الصحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في أمريكا وإن .... !!
نشر في الصحوة نت يوم 21 - 11 - 2010

حين يتربع العمل يكون البناء للحياة العصرية التي تتواكب واحتياجات البشر.. قيل بأنها ولاية الحركة فيها لا تقف والإبداع الفكري والمهني متلازمة العطاء وفق إمكانية العقل البشري ومن الخيال حتى الحقيقة .
في لوس أنجلوس أكثر من 12مليون نسمة، في كاليفورنيا وحدها 80 مقاطعة وعلى مستوى أمريكا الطيران مستمر فيها خلال 24 ساعة ومن قارة آسيا البضائع الصينية تجتاح الولاية، الطقس فيها معتدل والموقع على المحيط الهادي، ذلك المحيط الممتد في الأفق يمتد إليه بصرك بلا نهاية ، الناس يتجمعون حوله بمشاربهم وثقافتهم المختلفة يعرضون كل ما لديهم طمعاً في الحصول على العائد المادي وهذه من مفاصل الحياة في أمريكا ، الكل يعمل من الكتابة إلى إنتاج الأفلام وهوليود شاهد عيان،، هنا الوضع مختلف تماما فالازدحام والأبنية شاهقة الطول، والحركة المستمرة في كل الأرجاء المحيطة ورغم هذا الازدحام لكن ثمة نظام عجيب يتجاوب معه الصغير والكبير ويتعاطونه كثقافة !! فأين ثقافة المسلم ؟؟
كانت لنا في هذه الولاية زيارة لأسرة أمريكية شاهدنا بيت مكتض بالتحف ، والزراعة البيتية تلف المكان من الخارج وردهة صغيرة تحوي شجر الخوخ – الزراعة والنظافة والاهتمام بالبيئة لب الحياة في أمريكا – تسكن المنزل امرأة طاعنة في السن تدرس الموسيقي لطلبة المرحلة الإعدادية، مسيحية الديانة وعازفة بيانوا محترفة أسمعتنا مقطوعتها التي تتحدث عن دور طفل في الثالثة عشر من عمره في تحرير عبد من الرق وهي تعتز بهذه المعزوفة ،، تحدثت معنا عن دينها وحياتها وترتيب وقتها بين البيت والعمل والزيارات الاجتماعية التي يحرص عليها الشعب الأمريكي.
في تجمع صيني ختمت زيارتنا بهذه الأسرة لتشرح لنا على سفرة الطعام الثقافة الصينية في تقديم واختيار وإعداد الطعام، الآسيويين يكتسحون المقاطعة بأكملها ويحملون معهم ثقافتهم وهذا هو الأفضل كما سمعنا من الجميع.
بالنسبة للمجتمع الأمريكي الذي تلتف فيه أجيال من المهاجرين من مختلف مناطق الأرض يختلفون في أسباب المجيء إلى أمريكا لكنهم يشتركون في نقل ما يؤمنون به من ثقافات حياتية إلى جانب انتسابهم الديني وهذا لوحده يحتاج منا إلى تفكير ؟؟؟ !! المحطات التي وقفنا عندها كانت مختلفة ورائعة ولها أثر في أنفسنا...
في الطريق إلى المركز الإسلامي ومدرسة الهلال الابتدائية التي كانت فيه محطتنا الأولى هالنا منظر أشجار النخيل الممتد على طول الولاية وعرضها لم يكن غريباً فهي تملك أجود أنواع التمور بالإضافة إلى هذه المقاطعة الخاصة بالحمضيات وتسمى مقاطعة البرتقال،.
عند وصولنا كان الدكتور محمد بندقشي باستقبالنا بدا ترحيبه حاراً وحرص على إيصال الجو الذي وجد لأجله في خدمة الإسلام إبتدأ ليشرح أن المركز الإسلامي بعد أن كان جراش سيارات تحول إلى أحد أكبر المراكز الإسلامية في ولاية كاليفورنيا ويعمل منذ أكثر من أربعين عاماً في تدريس الدين الإسلامي والهم الأكبر له هو إعطاء الصورة الحقيقة عن الدين الإسلامي وفتح دائرة العلاقات العامة من المجتمع الأمريكي ومن مختلف الأديان ،،
أثناء جولتنا في المركز كان على المدخل من جهة اليمين مدرسة الهلال التي يتعلم بها أبناء الجاليات المسلمة (وصل عددهم إلى 550 طالب وطالبة) حتى يصلون للصف الثامن من مرحلة التعليم الأساسي ثم يتم دمجهم في المدراس الحكومية، يفسر الدكتور التحاق الطلاب بعد هذا الصف تحديداً بالمدارس العامة لأنهم أصبحوا مؤثرين في بيئتهم التعليمية الجديدة في الوقت الذي امتلكوا حصانة فكرية تتناسب مع المرحلة العمرية التي يكون فيها الطالب قد أكتمل لديه الوعي المتعلق بهويته كمسلم بما يمكنه من الاندماج دونما أن يحدث له تأثر ..
في الجهة المقابلة المسجد الذي يسمى مسجد الرحمن يصل عدد المصلين فيه يوم الجمعة إلى 1000 مصلي، في نفس خارطة المركز توجد المكتبة والمغسلة الخاصة بموتى المسلمين، كانت نية البناء فيها تغسيل وتكفين الموتى بالرؤية الإسلامية والمحافظة على ذلك ،، هناك نفس من الإصرار والعمل لبقاء هذا الدين شاهد للناس، وتقديم براءة ذمة أمام الله عن مستوى العمل في توصيل رسالة الدين في مجتمع التعدد الثقافي فيه الصفحة المفتوحة وبأسلوب حر وترك هذا الإرث للأجيال تحافظ عليه في الدفاع عن الهوية الإسلامية ، في هذا المركز وجدنا التناغم الذي تتابع معنا إلى آخر محطات المراكز الإسلامية في زياراتنا كلها ..
محطتنا الثانية كانت مع منظمة الحقوق المدنية وهي خاصة بأبحاث دراسة الأديان، مركز يشد الألباب منذ عشرين سنة يعمل بدعم شخص لم يجرب أن يزور المكان، والقائم بهذا المركز الأستاذ شابير منصور من الهند، قبل التجزئة بين باكستان والهند رحل إلى أمريكا من 42عام مضت، قال له أبوه قبل السفر (البلد التي سترزق فيها هي بلدك وعليك أول ما تجد المال أن تشتري قبراً لك لتعرف أين ستكون نهايتك حتى تتعلم كيف تحاسب نفسك عن كل عمل لك في الدنيا) .. بهذه العبارات التي احتضنت مسامعنا، كانت بداية معرفتنا بالأستاذ منصور الذي ترك تجارته وماله وما قدمه خلال عشرون عاماً وكانت نقطة التحول في السؤال الذي عرضته ابنته حول الصور والمفاهيم التي وجدتها في كتب الاجتماعيات تتحدث عن الأديان في العالم : البوذية في اليابان،والدين في فرنسا ولم يتم الإشارة إلى ماهية الدين برغم أنها دولة مسيحية،وهي أكبر دولة علمانية ، حتى واجهته عبارة الدين عند البدو- صور لناس في البادية - لم يذكر اسم الإسلام فيها وفي نفس الصفحة فقرة عن الصلاة غير صحيحة .
بعدها بدأت التعديلات لتصحيح المعلومات الخاصة بالدين الإسلامي وبدأنا – الكلام للأستاذ منصور- من صورة جبريل وغار حراء ومعلومات عن المفكرين والعلماء المسلمين إلى دراسة عن الأديان بشكل عام لتجهيز التلاميذ بالمعلومات الكافية ليفهموا الفرق ولأننا في دولة تسمح بهذه التعديلات خصوصاً أن المدارس العامة بيد الشعب هو من يتحكم في كل شيء ، تم إصدار كتاب في 55صفحة يتحدث عن الإسلام في 1996م نشر في ولاية تكساس .
ومن بعد هذه التجربة بدأت تصلنا العديد من الكتب للتعديل والمراجعة ليس فقط ما يتعلق بالإسلام وإنما ببقية الأديان فأصبحنا نعدل كل ما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، وكتبنا في أسس الحضارات وبداياتها في أسيا والهند وبلاد الفرس ومنطقة البحر المتوسط وروما القديمة، وخصصنا صفحات خاصة بالأمبرطورية الإسلامية وما يرتبط بالتأثير الإسلامي في التجارة، وركزنا على معلومات توضح أن الإسلام لم ينتقل بالسيف كما هو معروف في المناهج الدراسية ، جمعنا مادة تلبي كافة الأسئلة المتعلقة بالدين الإسلامي ووزعناها كدليل معلم مخصص لغير المسلمين ونحصل على طلبات كثيرة بهذا الشأن .
يختتم منصور حديثنا معه: بأن عمل المكتب بدأ يتسع بشكل كبير ويحتاج لجهد في المتابعة بسبب الإقبال الشديد والذي لم نكن نتوقعه لمعرفة تفاصيل عن الدين الإسلامي ونحن ندرس عن الأديان جميعها ..
كان جهداً يستحق الوقوف عنده بنوع من المحاسبة حول إمكانياتنا في عمل مشابه أو جهد يوافق هذا الجهد .....
في المركز الإسلامي في جنوب كالفورنيا والذي أسس في 1977م كانت المحطة الثالثة استمعنا لخطبة الجمعة ومن ثم لحوار حول أداء المركز الذين يصل عدد أعضاءه إلى 400 عضو، و لديه مدرسة الأفاق ،، يشير هنا إمام وخطيب المركز حسين: بأن اختلاف الأجناس مهم عندنا جداً فالهنود والباكستانين يكتسحون المكان ولازلنا نتذكر العبارة «لينصرنً الله هذا الدين بالعجم « وما ساعدنا أثناء أحداث (11-9) كانت الجنسيات من مختلف الديانات.
هذه الهجرة من مختلف الأماكن في العالم لم تستثمر إلا في بداية الخمسينات والستينيات بدأنا نفكر في المستقبل والجيل القادم الآن متوسط طلابنا من 200- 250 طالب نقوم بالتركيز معهم على بناء النفسية القوية والمتزنة فالتعامل بطائفية ممنوع ، وكل ما يمكن أن يشتت شمل المسلمين نرفضه ونحاربه ولأن المجتمع من كافة الجنسيات فالتعامل هنا باللغة الإنجليزية ومهمة المركز بشكل أساسي خدمة المسلمين .
المرأة لها دور مهم وفعال في المسجد وأيضاَ في القرار على مستوى مجلس إدارة المركز وعندنا نائب الرئيس في المركز امرأة .كبقية المراكز الإسلامية الهدف إعطاء صورة نموذجية عن الدين، واستثمار البيئة المحيطة كانت من الأفراد و الهيئات فالعلاقات مع الأخر لب النجاح في عمل المركز الإسلامي ..
عيادة أمة : كانت لها معنا وقفة خاصة فالعمل في خدمة الآخرين وتذليل صعوبات الاحتياج كانت عنوان النجاح لهذه العيادة التي بدأ بها 7 من الأطباء بعد الامتياز في صورة علاج طبي متنقل بما يسمي العيادة المتنقلة حتى أصبحت العيادة الإسلامية الأولى على مستوى أمريكا و مرخصة من قبل الحكومة ، تستقبل العيادة حالياً 20 ألف مريض تعمل من 15سنة مضت بنفس الخدمة الراقية للمرضى بدون مقابل.
خلال هذه السنوات تم الحصول على العديد من المتبرعين الذين جاءوا من مختلف الديانات وأسماءهم مكتوبة في بوابة العيادة شكراً لهم ودعوة مفتوحة للإقتداء بهم ، بعد أخذ شهادة الامتياز من الحكومة الفيدرالية بدأ العمل يزدحم بشكل كبير وبدأ الإقبال يزداد فالعاملين في العيادة 90% منهم غير مسلمين لكنهم يعملون بإخلاص ، والمتخصصين في الكثير من الأوقات يأتون بشكل طوعي، وإن وجدت بعض المشاكل حول عدم الوعي الصحي ، تحديات الأوضاع الصحية المتردية بسبب الإدمان والمخدرات والأمراض القاتلة لكننا من 1000 حالة ننقذ 700 حالة وقمنا بتدريب 5000 طالب على بعض الإجراءات الطبية
المحطة الرابعة : كانت في جامعة كالفورنيا يمتد عمرها إلى 80 عام وترتيبها الثالث على مستوى أمريكا تستضيف الجامعة بشكل سنوي 2000 طالب من 125 دولة ، طلاب الدراسات العليا وصل عددهم في 2003م إلى 12800طالب ، في قسم دراسات الشرق الأدنى الذي كان يسمي في بداية إنشاءه في 1957م بمركز دارسات الشرق أوسطية.
تم التعرف على العديد من البرامج المتعلقة بالأنشطة والفعاليات الخاصة بالعرب، تحدث مجموعة من الطلبة منهم مسلمون وعرب معنا عن جهد في حضور مؤتمرات ولقاءات عمل موسعة ودراسات للتاريخ العربي وحفلات تكريم لشخصيات عربية وإسلامية ،، قبل الانتهاء من هذه المحطة كانت الجولة حول الجامعة المترامية الأطراف أدهش ما شعرنا به أبنية متعددة الطوابق شاهقة في السماء ومساحات واسعة تتمازج فيها الألوان بداية باللون الأخضر سيد البساط في أمريكا، مقسم الحرم الجامعي إلى شقين: علوم إنسانية، ودارسات علمية في الشق المقابل.
والجامعة تستضيف الطلبة المستجدين قبل بداية الدراسة بشكل سنوي لتعريفهم بالنظام في الجامعة التي تتكون فيها السنة الدراسية من ثلاثة فصول.
صعدنا الدرج لمشاهدة مكتبة من بين 12مكتبة على طول الجامعة تحتوى على 8 مليون كتاب ومجلد، تأتي هذه المكتبات في المرتبة الثانية بعد مكتبة الكونجرس في توفير قاعدة البيانات للباحثين والطلبة ،المناظر المعدة في الحرم الجامعي تزرع الفرق المذهل بين الجامعات لن نقول في اليمن بل ربما في الوطن العربي والإسلامي ، فالزوايا تحيط بها الروعة في المشاهد التي تأخذ الألباب إلى حيث الجمال في تسخير الطبيعة لخدمة الإنسان في أنامل ترعى الإبداع وتزرع اتساع الأفق وتمد في أنفاس التمازج مع النجاح والتميز حتى لكأننا نرى قطعة من سؤال يرتسم في مخيلتنا : إذا كان التسخير لمكونات الطبيعة يقود إلى هذا الجمال فكيف بما بسطه الله للمؤمن في جنة عرضها السموات والأرض ولله العزة والمثال الأسمى.
البوذا حيث لا إله وإنما التفكير في الجمال والإيجابية والخلاص هي الحياة الحقيقية وإن تم تصدير العقل خارج إطار الزمان والمكان فالحياة صعبة جداً ولابد في النهاية من توفير الرضا الكامل ولن تصل النفس لذلك إلا من خلال النية الصافية والكلام الجيد والتصرفات الجيدة وهذه وغيرها ترتبط بمجموعة من الالتزامات بدايتها لا تأخذ حياة شخص، ولا شيء لا يعطى لك، وابتعد عن التفاعل الجنسي، وعدم الكذب، وابتعد مهما كان عن المسكرات والمخدرات، وتعليم الخلاص بالحكمة والحب معناه سلام وإن كان الله يدعو للسلام لكنه غير موجود في فقه السلام عند البوذيين ...
(2)
لك أن تنسج من الخيال معزوفة تصف الطبيعة خلال زيارتك لبعض الأماكن ولكنك أمام تحدي كبير لوصف الطبيعة حين تكون أمامك حقيقة ،، دعوة حرة لملكة التخيل أن تختبر ذكاءها في مزاجلة المفردات لتعطي صورة حية تنقلها للآخرين ،، جمال يشدف الأذهان ...والسؤال لماذا هنا وليس في بلد يحتضنه الدين من أقصاه لأقصاه ،، ،،، بعد رحلة طويلة كانت نورث كارولينا المحطة الأخيرة في أمريكا .
كانت المحطة الأولى فيها من أروع ما وقعت عليه أعيننا فهي ترجمة واقعية لحديث النبي صلى الله عليه وسلم « من كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له « مركز لجمع الغذاء يدعى (حافلة الغذاء بين الأديان) ،وهذا المركز مرتبط بالعمل من أجل الآخرين أين كانت دياناتهم ومعتقداتهم في مدينة رالي عن طريق جمع الغذاء وإعادة توزيعه للفقراء في سبع مقاطعات.
بدأت الفكرة حينما شاهدت سيدة مسيحية الديانة وأخرى يهودية أسرة تترك 11 سندوتشاً على الأرض وعندها تقول السيدة المشرفة على هذه المنظمة شعرنا بواجبنا تجاه هذا التصرف وواجبنا تجاه حماية الغذاء للمحتاجين له فقررنا إنشاء منظمة لحماية الغذاء من الهدر، وقمنا بهذا العمل في مدينة رالي وهناك 6 منظمات في نورث كارولينا تعمل نفس العمل و200 منظمة شبيهة تعمل على مستوى أمريكا بما يسمى بنك الطعام ،، نقوم بجمع الغذاء من المطاعم والمزارع ثم تحفظ.
مررنا بالثلاجات تلك التي تحفظ الغذاء وجاوزناها لنقف أمام المطبخ الخاص بتعليب الأغذية والمكان المقابل كان لغسل وفرز الفواكه والخضروات، تقول المشرفة على هذه المنظمة : مع الأيام علمنا الفقراء كيفية التعاون معنا في الطبخ وتحضير الغذاء فهدفنا أن يصبح الناس شركاء بشكل شخصي وجماعي في حل مشكلة الجوع ، فنحن نقدم 4000وجبة يومية في 7 مقاطعات يعمل معنا 25 موظف و 1800متطوع و200 منظمة شراكة و200 منظمة متبرعة بالطعام وأحد مصادر التمويل الحكومة في رالي فهم يدفعون قيمة الشاحنات ويعفوننا من الضريبة.
المحطة الثانية: جامعة اللاهوت مبني بسيط لكن النظام يترجم فيه أنفاسه كان في استقبالنا العميد جريدي ثم عدد من هيئة التدريس كنا بعدها أمام عرض تاريخي للعنصرية في أمريكا بطريقة حصيفة لشرح الصراع الذي بدأ في 1889م ،فالدولة الأمريكية كانت مقسمة بين السود والبيض والأغنياء ضد الفقراء والمهاجرين يأتون ليكونوا مواطنين من الدرجة الثالثة ، ومن هذا التاريخ إلى 1968م عاشت مدينة رالي على أقل تقدير اغتيال الدكتور كجين الذي عمل مدرس في جامعة بوسطن وكان ممن شجع للحوار بين الأديان .
هذا الرجل الأبيض عاش تاريخاً ممتدا للدفاع عن الحقوق الخاصة بالسود وإثبات القوانين المنظمة للحياة داخل المجتمع الأمريكي و قناعته بالمساواة قادته يوما من خلال العديد من المظاهرات والاعتصامات الكبيرة للسجن فكتب مقالته المشهورة «إذا لم نغير الآن فمتى يكون» لتكون هذه الكلمات هي مقدمة خطابه الذي ألقاه في 63م أمام 300000ألف شخص ليذكر بوثيقة الاستقلال التي كتبها توماس جفرسن ورغم ذلك مازال التمييز العنصري موجوداً إلى الآن ؟؟- وحسب قولهم - لدينا عدد من القوانين التي نعدلها ونناضل من أجل تغييرها للدفاع عن حقوق الناس ،، - للتفكير- كانت هذه اللحظات في عرض الصراع في المجتمع الأمريكي الذي مازالت أنفاسه تتلاحق في توفير الحق في المساواة للشعب الأمريكي الذي يمثل المهاجرين فيه أكبر نسبة ..
انتقلنا لبيت الحب في جامعة نورث كارولينا مبنى يتراوح عمره حتى 215 عاماً لنقف على تجربة قراءة القرآن للطلاب المتقدمين للقبول في جامعة نورث للسور من 81- 114 ثم مناقشتها قبل الدخول للقبول في الجامعة واستمرت القراءة شهرين بعدها كانت المناقشة لتوضيح أن أحداث 11-9 ليس لها علاقة بالمسلمين .
في جامعة دويك وفي قسم الدراسات العليا كانت المحطة الأخيرة لنا في نورث كارولينا وفي أمريكا بشكل عام : هذا القسم يدرس علم اجتماع الأجناس وهذه الجامعة أول جامعة تعين إمام موظف للإرشاد حول الحياة السليمة للطلبة المسلمين السيد عبدالله عنتبلي،
في الجامعة قسم خاص بتدريس اللغة العربية ويعمل المدرسون فيه 6 ساعات لتدريس اللغة العربية ومنذ 40 عاماً وهي تدرس عن الإسلام ، وأثناء حديثنا مع رئيس قسم الدراسات أوضح لنا بأن ثمة فرق بين دراسة الإسلام والدراسة عن الإسلام ولنا أن نفكر ماهو الفرق بين المعنيين ؟
في نورث كارولينا يقال عن الإسلام بأنه دين آسيوي ففي مدينة رالي عاصمة ولاية نورث تعيش الجالية الهندية وتمثل أكبر جالية ينتقل من خلالها الإسلام ومن المفارقات التي تعرفنا عليها ما كتب عن اليمن عندما زارها أحد الباحثين الذي ظل في تريم (حضرموت) فترة طويلة نقل خلالها كل ما يتعلق بالحضارة الإسلامية وألف كتاب أسماه المقابر في تريم - والسؤال الذي ترافق معنا من أول محطة في واشنطن لماذا احتفظ الرئيس الأمريكي توماس بنسخة من القرآن الكريم ؟؟- في جامعة دويك هناك العديد من المؤلفين المهتمين بالكتابة عن الدين الذين ينادون بالكتابة عن تاريخ القرآن والتعامل مع القرآن بنفسية الباحث وهذا ما قام به جون وازن، وكثير من أئمة المراكز الإسلامية بدأوا يدرسون القرآن ليكون مشروع عملي حقيقي في الحياة .
كثير من المسلمين يأتون للدارسة من بلدانهم المسلمة إلى جامعة دويك ليجدوا معلومات عن دينهم لم يتعرفوا عليها، فيها جميلة كريم - بعد أن غيرت اسمها - وهي سيدة أفريقية مسلمة كانت لا تعلم الكثير عن الدين وعندما تم تدريسها أشياء عن التاريخ الإسلامي أصرت أن تقوم بدراسة الدكتوراه في نفس الجامعة،،
من المعلومات القيمة التي تعرفنا عليها هي عن الرسام الهندي مقبول فداى حسين طرد من الهند بسبب رسوماته التي قيل أنها تعارض التقاليد الدينية، هذا الرسام رسم اسم بلال بعد تولية أوباما لأمريكا تعبيراً لحرية السود بعد 200عام، مقبول عمره في ال 97عام رسم لوحة حول الأوضاع في غزة وباعها ب 2مليون دولار لصالح غزة .
الصبر مشروع ذكر... قيل لنا أثناء ترتيبات الرحلة بأن الصبر هو الحل الوحيد معنا في أي محطة نصل إليها وذلك ما توصلنا إليه فكم هي الرسائل التي وصلتنا دونما مرسل تخبرنا بالتفكير المستمر في استثمار ملكاتنا الخاصة وما أودعه الله في أعماقنا ،تخبرنا بالتميز فرداً وإنساناً فنحن نحمل الدين ورسالته الأسمى تقول لنا هل سنغادر الحياة يوماً دونما تشهد أثارنا علينا ، علمتنا فرصة الوجود في أمريكا النظام، وأن الحياة رحلة علم تبدأ من قراءة النفس إلى قراءة الأخر أين كان موقعه وعمله ،وقراءة الزمان والمكان والأثر والمأثر.
تعلمنا الابتسامة مهما كانت الأحداث أو تزاحمت الظروف والملابسات، تعلمنا الحكمة والكلمة الموزونة والعمل المثمر والبحث عن الاتقان حتى على مستوى مساندة الآخرين ،،عدنا بالذاكرة إلى تقدير قيمة الأسرة ، والحجاب، والقرآن والهداية للطاعة ،تعلمنا تقديم الخير للآخرين و بذل النصيحة ومساعدة الأخر لأنه عابر طريق .
أدركنا أن الحياة من غير أن تعيشها بالمحبة تفقد روحها وحين يكون الحب قوة الطهارة فهو الحياة الراقية ، تعلمنا بأن الفقه سيد العلم والأخذ به واجب شرعي و الحجة وسيلة الداعية إلى سبيل تبليغ رسالة الدين – فكم شعرنا بحاجة الجيل المسلم إلى ثقافة الحجة بالحال والمقال.
تعلمنا بأن الحوار والحوار والحوار هو الحياة السامية مع شعوب مختلفة الأنساب والأعراق ومتشعبة القناعات والمعتقدات ،، تعلمنا أن رفع الصوت ضعف وريبة وأن الهدوء عمل متقن ثقيل فكم من صامتين التقينا بهم أنشأوا العديد من المآثر- كما مررنا بأبنية كانت تبرعات من أناس أيقنوا بأن الحياة رسالة ولاشك لها من نهاية - وإن كان حظهم في الآخرة مقطوع لأنهم لم يعرفوا الإسلام ،،
دارت بنا فرصة وجودنا في أمريكا ليكون تنظيم الوقت والمحافظة على الدقائق أسمى المعاني التي يلتفون حولها في برنامج علمي عملي فالحياة ترجمان القناعات ، تعلمنا حب الأرض،والطبيعة ،والحياة ، تعلمنا التخطيط لكل شيئ حتى على مستوى الكلمة ، والفائدة في استثمار المتاح مائدة المؤمن الحية تلازمه حيثما حل .. انتهت رحلة أمريكا والسؤال القائم في ذواتنا هل بالإمكان أن نكون للإسلام كما يريدنا الله أن نكون ؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.