كلمة وزير الشباب والرياضة حمود عباد كانت بمثابة توسل للقيادة السياسية، في محاولة منه للهروب من المسؤولية المترتبة على الإعداد السيئ للمنتخب الوطني وما ترتب عليه من ظهور هزيل ومستوى متدني اقل بكثير عما كان عليه مستويات منتخباتنا في دورات خليجي السابقة. فالسقوط المدوي للمنتخب وبهذه الطريقة الدراماتيكية تعكس حالة من صور الكذب والعبث واستنزاف الخزينة العامة لصالح مشاريع الفشل، 10 مليون يورو التي صرفت على منتخب اعد بهذه الشاكلة وبمستوى متدني عما اعد به منتخبات لبلادنا بالريال اليمني، وعودة على بدأ الاستهلال الذي أشرت إليه في مفتتح هذه السطور من أن وزير الشباب الرياضة في كلمته المشار إليها والذي تحدث فيها بإسراف عن نجاح في أعداد وتنظيم الدورة خليجي 20 وإعداد المنتخب الوطني الذي شكل إساءة لكل من قال عنهم الوزير في خطبته العصماء إنهم اعدوا وبتوجيهاتهم وتحت إشرافهم ورعايتهم الكريمة، في محاولة للتنصل من المسؤولية والرمي بها إلى ظهر القيادة السياسية للبلاد والتي من شأنها أن ترد اليوم على ذلك بإقالة من تسببوا في مهزلة المستوى الذي ظهر به منتخبنا الوطني، ونسي عباد أن خطبته هذه لن تنسينا كيمنيين من هم في سفح السلطة أو قاع المجتمع اليمني، أن قيادات رياضية يمنية تمكنت من صناعة منتخبات جديرة بالاحترام وشرفت اليمن حينها كان آخرها منتخب الأمل، الذي أكد فيما لا يدع مجالا للشك أن اللاعب اليمني الموهوب قادر على التطوير والتدريب والتأهيل ليكون مثل لقرنائه في دول الخليج العربي إذا ما وجد التخطيط والتدريب والإعداد الجيد وبإمكانياتنا المحدودة وليس المبالغة في صرف ملايين الدولارات لا ندري حتى الآن ما قيمة لاعب المنتخب اليمني من هذه الأموال الطائلة التي صرفت باسم إعداد المنتخب، وما الذي استفاد منه اللاعبون ماديا ونفسيا، وهل تمكنت قيادة الاتحاد والمنتخب والوزارة المعنية من تأمين الوضع المعيشي والنفسي للاعبي المنتخب اليمني الذين، وجدوا أنفسهن دون هذا المستوى مقارنة بزملائهم في المنتخبات الخليجية الشقيقة، حيث لا وجه للمقارنة بين وضعية اللاعب اليمني الذي سيغادر الدورة الخليجية إلى ما كان عليه من وضع مادي ونفسي بائس، انه لم يعد أمام قيادة وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم من مخرج يحفظ ماء وجوههم سوى تقديم الاستقالة والاعتذار 20 مليون يمني تسمروا أمام الشاشات في منازلهم لمتابعة أداء المنتخب اليمني، ليفاجئوا بهذا المستوى دون السيئ والأسوأ، في تاريخ الكرة اليمنية من حيث حجم الميزانيات التي صرفت على هذا المنتخب. على الوزير حمود عباد أن يقدم اعتذاره للشعب اليمني وقيادته السياسية التي خطب ودها بخطاب سياسي خلا من مفردات الثقافة الرياضية وتناسى الترحيب الشخصي بضيوف رئيس الجمهورية وهما رئيس جمهورية جيبوتي واريتريا، وذهب بعيد يرحب بالوفود الخليجية دون مراعاة لبرتوكولات الخطابات في مثل هذه المناسبات، التي تتطلب بالترحيب بضيوفه، ومن ثم قيادات الوفود الخليجية التي قدمت وبقيت الضيوف، وهناك من يرى أن الخطاب الاحتفائي والذي حمل هجوم على من اسماهم بمن كانوا لا يتمنون بنجاح تنظيم دورة الخليج العشرين، لم يكن عند مستوى توحيد الإرادة الشعبية بقدر ما كانت تبحث عن مزيد من التشظي والتمزق، ورغم أن هؤلاء الذين كانوا في غالبيتهم من أنصار إقامة دورة خليجي 20 في اليمن ووقفوا وشجعوا إلى جانب المنتخب الوطني ومع إنجاح هذه الدورة الرياضية الخليجية في اليمن، لان خصومة من استهدفهم وزير الشباب والرياضة ليس مع الشعب اليمني ولكن مع النخب الفاسدة التي تدير البلاد بالأزمات وتنهب ثرواته وتبددها لحساب أمجاد شخصية، وتمارس البغي السياسي، كافة القوى الوطنية في الساحة لكونها فقط تبحث عن مخرج للبلاد من هذا الواقع المظلم. ومما نتمناه أن لا تؤثر تلك الخطبة المجلجلة على من يتحملون المسؤولية في البلاد، هذا إن كان هناك من يحترم سمعة اليمن، ومن يعرف حجم التسول بالكلمات والجمل والعبارات الفضفاضة، ليهرب ليفر من المساءلة عما حدث من انهيار للمنتخب اليمني، وتخيب لآمال وتطلعات الشعب اليمني وقيادته السياسية، 10 مليون يورو كانت كافية لإعداد منتخبات وتطوير الرياضة في اليمن بشكل مؤسسي وليس بردود الفعل والتفاعل مع الفعاليات والدورات بصورة حماسية لميزانيات تدفع بالمسئولين تحويلها إلى وسيلة للهبر والنهب والفيد، أكثر بكثير من الحماس لإعداد منتخبات تشرف اليمن، من المؤسف أن تتحول الفعاليات والمناسبات والتي سرعان ما تنتهي مشاريعنا فيها إلى هذا الفشل الذريع، رغم الميزانيات والتي ترصد لها من أموال الشعب اليمني وعرقه، بعد صرف آخر ريال من الميزانيات التي تذهب إلى جيوب معلومة ومجهولة. نحن هنا لا نعيب على لا عبي منتخبنا الوطني لقد بذل الشباب بما في وسعهم، بيد أننا نرفض هذا الإعداد الهش للمنتخبات والذي يقوم على الدعاية وصناعة الهالة على لا شيء، خاصة إذا ما تأكد ما تناقلته بعض التصريحات الرياضية اليمنية من بعض مبارياتنا الرياضية الودية كانت نتائجها مشتراه لصالح منتخبنا، في محاولة لتضليل الشعب والقيادة السياسية بأن الأمور تسير على ما يرام، بينما الأمور يا مرام على غير ما يرام، ليبقى السؤال داميا ودراميا كذلك من يتحمل هذا الإخفاق في إعداد المنتخبات الوطنية ؟ على هذه الشاكلة ورغم كل ما يصرف عليها من أموال الشعب.