لقد جاءت هذه القناة لتكون فاصلا بين عهدين: عهد ما قبل قناة الجزيرة، وعهد قناة الجزيرة. لقد جعلت أكثر القنوات تخجل من نفسها، بل تحتقر نفسها أمامها. لقد فضحت أكثر المسئولين وكشفت خباياهم وعوراتهم. من الذي جمع هذه الصقور الإعلامية ومن الذي اختارها فأحسن الاختيار. كل ما يخطر على بالنا مما لم نعتد أن نسمعه من أي قناة أو من أي وسيلة إعلامية، نجده في هذه القناة. وكل عناوينها جذابة ومثيرة، الاتجاه المعاكس، بلا حدود، ما وراء الخبر، شاهد على العصر. شاهدت مقابلة مع سفير أمريكا في العراق، فكانت المذيعة تحرجه بالأسئلة فيحاول التملص، ولكنها لا تترك له فرصة ليهرب، وكأنها تحاكمه أو تحقق معه. كثير من الناس يحرص على مشاهدة التلفاز من أجل مشاهدة برامج قناة الجزيرة. ومن محاسنها أيضا أنها في كل ساعة تذيع نشرة كاملة للأخبار أو موجزا للأخبار. فهي قناة كلها جد وليس فيها هزل أو برامج ساقطة وليس فيها غير عيبين، وكما قيل: (كفى المرء نبلا أن تعد معائبه). العيب الأول: هو ظهور مذيعاتها متبرجات باستثناء خديجة بنت قنه ماذا كان سيضرهم لو كانت كل المذيعات مثلها. العيب الثاني: هو إتاحة الفرصة للأعداء بأن يظهروا ويأخذوا فيها مكانا، كما تعودنا أن نرى من المسئولين الإسرائيليين الذين هم مجرمون، وهم رجس يجب اجتنابه وعدم إتاحة أي فرصة لهم، ولكن الجزيرة ترى أنها لابد من سماع رأي العدو، والظهور بحيادية ومهنية، وهذا رأيهم ويخالفهم في هذا الرأي كثير من الناس. فهذان العيبان فقط هو ما يؤخذ عليها، أما ما عدا ذلك فرائع بل أعظم من رائع.