جدد المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي تأكيده على قراره السابق بتحريم إنتاج الأفلام والمسلسلات التي تشخص الأنبياء والصحابة وترويجها والدعاية لها واقتنائها ومشاهدتها والإسهام فيها وعرضها في القنوات. وأكد المجمع في بيان السبت في ختام اجتماعات دورته العشرين أنه "لا مبرر لمن يدعي أن في تلك المسلسلات التمثيلية والأفلام السينمائية التعرف عليهم وعلى سيرتهم لأن كتاب الله قد كفى وشفى في ذلك". ويتناقض تصريح المجمع مع مشاريع درامية مهمة عرضت او سيتم عرضها قريبا على شاشات رمضان. وكان مسلسل القعقاع الذي عرض في رمضان السابق جسد شخصيات الخلفاء الراشدين دون أن يظهر وجوههم. وأكد مخرج المسلسل المثنى صبح أنه حصل على موافقة رجال الدين على تجسيد الصحابة والخلفاء الراشدين بهذه الطريقة "بعدما اتفقوا على أن ذلك لا يسيء لمظهر خلفاء الرسول". ودعا المجمع الأمة إلى أن تقوم بواجبها الشرعي في المحافظة على مكانة الأنبياء والوقوف ضد من يتعرض لهم بشيء من الأذى. وأضاف المجمع في بيانه أن "الصحابة الكرام شرفهم الله بصحبة النبي ولا يمكن للممثلين مطابقة ما كان عليه الصحابة من هدي والذين يقومون بإعداد السيناريو في تمثيل الصحابة ينقلون الغث والسمين ويحرصون على نقل ما يساعدهم على حبكة المسلسل أو الفيلم وإثارة المشاهد وربما زادوا عليها أشياء يتخيلونها وأحداثا يستنتجونها والواقع بخلاف ذلك". ويأتي بيان المجمع في وقت أعلنت فيه قناة ال أم بي سي المملومة للسعودية عن مشروع كبير لتقديم شخصية الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، وليس من المعروف اذا كان البيان يتعلق بالمسلسل بشكل مباشر. واعتبر رئيس "ام بي سي"الشيخ وليد آل ابراهيم في مؤتمر صحافي أن مسلسل "الفاروق عمر" يبرز شخصية الخليفة الذي ارتبط اسمه "بالحكم الرشيد والعدل الشامل والوسطية" بعيدا عن "التطرف والعنف"، وهي شخصية يحتاج العالم اليوم إلى العودة لها بحسب آل ابراهيم. وفند المجمع ما يقال من أن تمثيل الأنبياء عليهم السلام والصحابة فيه مصلحة للدعوة إلى الإسلام، وأكد أنه غير صحيح وقال "لو فرض أن فيه مصلحة فإنها لا تعتبر أيضا لأنه يعارضها مفسدة أعظم منها". وكان فيلم الرسالة قدم شخصيات الصحابة وأبرزهم الحمزة عم الرسول، لكنه تجنب تقديم شخصيات الخلفاء الراشدين، في حين قدم فيلم القادسية شخصية سعد بن أبي وقاص وهو من المبشرين بالجنة ومن أقرب الصحابة وجسدها الممثل المصري عزت العلايلي. كما قدمت الدراما العربية بعضا من المبشرين بالجنة من صحابة الرسول مثل عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص ولكنها تجنبت في وقت سابق تقديم بقية الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين. في حين أن دولة إسلامية كإيران قامت بتجسيد شخصيات الأنبياء والأئمة (النبي يوسف والإمام علي الرضاوغيرهم) في أعمالها الفنية دون أن يسبب ذلك أية مشاكل. وكانت سوريا منعت تصوير مسلسل "الأسباط" الذي يصور شخصيتي الحسن والحسين أبناء الخليفة علي بن أبي طالب، فضلا عن منع بث المسلسل الإيراني "المسيح" في لبنان والإشكالات التي أثيرت حول المسلسل الإيراني "يوسف الصديق" ومسلسل "أبناء الرشيد" وغيرهم.