عاشت مدينة تلمسانالجزائرية مساء الجمعة الموافق 15 ابريل 2011 م ليلة احتفالية بهيجة, حيث تم الإعلان عن الافتتاح الرسمي لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية للعام 2011 م بعد أن تسلمت الراية من نظيرتها اليمنية مدينة تريم التاريخية والتي احتضنت التظاهرة في العام المنصرم 2010 م, وقد شارك في حفل الافتتاح عدد من الفرق الفولكلورية القادمة من مختلف الدول العربية والإسلامية ومنها اليمن,كما شهد الحفل حضورا جماهيريا كبيرا حيث امتلأت الشوارع والساحات بالشباب والعائلات التلمسانية, وعلى عكس ما كان متوقعا, فقد جاءت مشاركة الوفد اليمني مخيبة لآمال الطلاب اليمنيين الدارسين في الجزائر وعلى وجه الخصوص في مدينة تلمسان من جهة, كونهم ظلوا يترقبون في شوق هذا الحدث الكبير ليظهروا لإخوانهم الشعب الجزائري عراقة وأصالة الشعب اليمني الذي تمتد أصالته وتراثه في عبق التاريخ,لكن الأدهى من ذلك قيام الوفد اليمني باستئجار مجموعة من الراقصات الجزائريات المرتديات للزي اليمني التقليدي القديم للقيام برقصات مختلطة مع بعض أعضاء الوفد لا تمت إلى أصالة الشعب اليمني العظيم بصلة متناسين جراحات وآلام الشعب اليمني وكذا تلك المواعظ الثرية لفخامة رئيس الجمهورية في ميدان الحرية والمحرمة لاختلاط النساء بالبرية. كما أنه جاء أيضا مخيبا لآمال الشعب الجزائري المتعطش لرؤية ما يزخر به الشعب اليمني من أصالة وحضارة وتراث سطرها التاريخ في طيات صفحاته, وزاد الأمر خيبة وسوءا عندما قام الوفد اليمني منفردين عن غيرهم, (كونهم أصحاب السبق في ميادين كثيرة), برفع صورة علي عبد الله صالح وكأنهم في ميدان السبعين الأمر الذي أثار حفيظة الشباب الجزائري المتأثر برياح التغيير التي هبت على مختلف أرجاء الوطن العربي, والمتأثر كذلك من المجازر التي يرتكبها نظام صالح في حق إخوانهم المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير مما جعلهم يهتفون بأصواتهم الجهورية والتي يتميزون بها عن غيرهم "الشعب يريد إسقاط النظام" كما رددوا أيضا عبارة "ارحل .... ارحل" وذلك ردا على رفع صورة الرئيس من قبل الوفد اليمني وكون المناسبة لا تستدعي ذلك, فما كان من الوفد اليمني إلا "الابتسامة وطأطأة الرؤوس" حسب ما أفادت صحيفة الخبر الجزائرية, وقد كانت هذه المهزلة بمثابة مادة إعلامية دسمة لبعض الصحف الجزائرية ومنها صحيفة الخبر في عددها رقم 6328 الصادر بتاريخ 17 ابريل 2011 م حين تناولت الموضوع بسخرية في مساحتين مختلفتين من صفحاتها, أحدهما بعنوان "الشعب يريد إسقاط صالح في تلمسان". وقد أراد بعض أعضاء الوفد ممن يدينون بالولاء والتبعية لنظام صالح برفع مكانته وترميم صورته لكن كانت النتيجة جاءت عكس ما كانوا يتوقعون, فكانت المهانة والسخرية والاستهزاء, وصدق المثل القائل "أراد أن يكحلها فأعماها" ولتنتهي فصول تلك الفعالية بإصابة جماعية للطلاب الدارسين هناك بالإحباط.