" التغيير" خاص وردة العواضي: الأرادة... تعني تعبير حقيقي وحر عن ما تريد وليس عما يريده الغير.... وطالما التعبير عما تريد مرتبط بحرية التعبير..فأنت قادر ان تقول ما تريد وتختار ما تريد ومن تريد... لكن!! هل هناك حرية التعبير في اليمن في جميع المستويات..ليس في مستوى الصحافة فقط وانما أعنى في المستوى التنشأة الأجتماعية التى تعتبر الأهم في نمو حرية التعبير وممارستها..!! في طبيعية الحال في المجتمعات المنغلقة..يتربى الفرد بأسلوب التبعية, أي يكون تابع للغير يحتاج الى وصايا..بمعنى اخر.. بطريقة العبودية وهي عكس الحرية..برغم ان الانسان ولُدى حراً الإ ان اسلوب التربية في هذه المجتمعات وعلى رأسها اليمن تخرج لنا اجيال من العبيد بلا ارادة وحرية في التعبير.... عندما يتربى الولد بأسلوب استبدادي ..لا يسمح له أن يناقش ويعبر عما بداخلة ويكون مصيره"هوس" في كل مرة يريد ان يعترض او يقول "لا" ..تموت الأرادة فيه ويصبح الأرادة بنسبة له خوف اوشيء يعرضة للأهانه.....وهذه هي بداية طريق العبودية..... وعندما يتربى الولد ويشب على انه رجل وعليه مسئوليات وله قرارات .. ثم يكتشف في لحظة قرارة لمصير حياته, في اختيار شريكة الحياة.. انه وقع في اكبر خدعة وان قرارة ليس بيده بل قراره مشكوك فيه او تربى بان لا يقرر بمفرده منذ البداية, لانه ناقص او قاصر او ما شابه ذلك في نظر الأبويين والمجتمع ايضاَ في هذه الحالات الخاصة.....وهكذا تموت الارادة فيه الف مرةًَ و مره , بل يصبح كلمة الارادة بنسبة له خدعة او وهم او سراااب صعب المنال, او المرايا التى تكشف عن واقعه المر بانه ما زال قاصر القرار...وبتالي قد يحقد على الإرادة نفسها لانه لم يمارسها ولم يذوق حلاوتها ولم يعشهاااا!! وهكذا يحرمها هو ايضا على اولادة ليتوارثوا اجيالاً بعد اجيال في ممارسات اغتيال الأرادة... وابسط حق يغتال فينا هو الحب..حتى انهم خلطوا بين ما هو حب شريف طاهر ينتهى بارتباط وبين ماهو نزوه وتلاعب في المشاعر....فجرموه وحرموه...فهل استطاع شاب او شابه في ان يصرح بحبه الشريف لأهله ودافع عنه بحق ؟؟؟؟ عندما تقتل هذه الفطره (الحب) فينا تغتال بعدها كل الفطر الطيبه الجميلة في الانسان... ومنها حب الوطن ...قال نزار القباني :"بدون حرية في الحب لا هناك حرية للوطن"... وكلامة صحيح لانه عندما لا تقدر على البوح فيما داخلك وتعبر عنه بصدق , تكتشف بأنك غير جدير في الدفاع عن ابسط حقوقك وبتالى لن تستطيع ان تدافع عن اصعب حقوقك وهو وطنك...لأن الحب والوطن وجهان لعملة واحده.. فكما ينداااس الحب في هذه البلد... ينداس ايضاَ الوطن...ويندااااس قبلها الأرادة الحقيقية.... ولأن الأغلبية تربوا وعاشوا وتزوجوا بهذه الطريقة بدون ممارسة أرادة ...اذن ..فمن اين تولد الارادة طالما لم تنشأ معهم ..طالما لم يمارسوها سواء في المدرسة او في البيت أو في الشارع أوفي العمل أوفي الجامعة ..فمن اين تاتي هذه الارادة .......هل تنزل من السقوف من تلقاء نفسها..!!!؟؟
فمن بين كل ما ذكرت..هل تصدقون بان الجموع التى خرجت لتطلب عودة الرئيس هي ارادة شعب حقيقة ..!!....هل تعتقدون بأن الشعب اليمني يمتلك إرادة حقيقية في اختيار مصيرة ومصير وطنه ورئيساً لها؟؟؟؟ هل تعتقدون ان الأرادة الحقيقة ترضى ان تهضم حقوقها في حق العيش بأمان , حق العيش بحرية ارادة,حق اختيار من يحكمها بأرادة.. حق التعليم والصحة ...الخ. هل يعقل ان تكون الإرادة مجرد ترديد وراء الغير دون وعي او تفكير لمصيرك ولمصير بلدك؟؟؟ برأيي انا ان الأرادة في اليمن تكون بطريقة الوصايا , التبعية....يعبأ فرد عقول الجماعة بأفكاره التى ترسم مصالحه هو..ويردد الجماعة وراءه موافقاً ..مثل الأوكسترا مع الفرقة الموسيقية في عزف المقطع الموسيقي....وهكذا هي الأرادة عندنا .. مقطع موسيقي حزين بلا طعمة....او سنفونية متكرره على الدوااام... او ربما الأرادة لدينا عبارة عن نيه في حالات المتعلقة بمصير الوطن..بينما الهتوفات عبارة عن تمرين للحبال الصوتية ليس إلا..!!! اين تلك الأصوات التى تصرخ في داخل البيوت على النساء والأطفال...وتختفي امام الحق وحماية الوطن ومنع الفساد.... اين تلك الاصوات التى تخرج من منابر المساجد الداعية في وعظ المرأة فقط...وتسكت امام الحق وحماية الوطن ومنع الفساد.... لماذا الصمت إذن ؟؟؟....هل السبب لان أذن المرأة تعشق الاصوات العالية بينما أذن السلطات والحكُام المستبده لا تعشق سوى الصمت ...ولذلك كان الصمت عن الحق امام وجوههم.... مبرر معقول يبرر العبودية التى لم تتحرر بعد في نفوس هذا الشعب ...لم تخرج اصواتهم وراء اسوار العبودية القابعة فيهم ....وويلاااه على هذا الوطن ..لسلطة لا تشبع..ولشعب ليس له إرادة..... [email protected]