خاطرة مهداة إلى كل المخفيين والمغيبين قَسرِياً ورسالة إلى كل الطغاة في كل مكان. قَسرياً، غيبتني وسُمْتني عذاب السعير، وظَنَنْتَ أني قد خارت قوايَ بعد هذا المصير. استدعيتني اليوم. ماذا تريد يا أيها "السيد" و"الأمير" من شخص- كما تظن- خائر القوى أسير؟ "قبل يداي وقدم الولاء والطاعة أيها المتمرد الحقير". لا، لن أفعلها ما دمت حياً وعلى قدمَيَّ هاتين أسير. فقد خُلقنا سواسية وليس بيننا كبير أو صغير. "هيا، هيا، اركع ودعك من هذه الفلسفة والتنظير". أنا لا أركع إلا للخالق، فهو نعم المولى والنصير. ألا تعي، أني مخلوقٌ مثلك أيها الطاغية عديم الضمير؟ "لست مثلي، فأنت أقل، أقل من ذلك، بل أدنى بكثيييير". بل مثلك، لكني أعشق الحرية ولا أمارس العبودية والتحقير. زمن العبودية قد ولى، وليس بيننا عبدٌ و"سيدٌ" و"أمير"! "سأقطع عُنقك وأجعلها على الملإ في الهواء تطير". إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس والتَّجبر على أبيِ أسير، فتذكر قدرة الله التي ستجعل منك عبرة للصغير والكبير، واعلم أنه ينتظر الطغاة حسابٌ لا شك أنه سيكون عسير. افعل ما تشاء واعلم يقيناً أني لا أخضع إلا للعزيز القدير، فقد خُلقت حراً لا أهاب التهديد والوعيد وعلى الهدى أسير. خابت ظُنونك وأخطأت الخُطَى و المسير، فلم تعد السجان، بل أصبحت حتماً الأسير!