يحكى أن رئيس الجمهورية الأسبق المرحوم عبدالله السلال وبعد أن سمح له الرئيس السابق علي عبدالله صالح بالعودة من منفاه إلى اليمن أصبح ذات يوم وقد تجمع أمام باب منزله عدد من ذوي الحاجات وكل منهم بيده ورقة يطلب فيها المساعدة فصرفهم جميعا قائلا لهم :"هذه الأيام كلنا بنورّق". وقدشاعت هذه الطرفة عنه ومعناها بالطبع أننا كلنا هذه الأيام نكتب مثل هذه الاوراق .. المورّقون في بلادنا كثيرون ونحن لا نتكلم عن ذوي الحاجات الذين نجدهم في المكاتب الحكومية وأمام منازل التجار والمحسنين ولكن الحديث يدور حول المورقين الكبار الذين هم من درجة وزير ومافوق ومايقابلهم من رتب عسكرية وأمنية ومشائخ ووجهاء وأعيان وهم الذين لا يكلون ولا يملون أبدا وتجدهم حول كل ذي سلطان وكل ذي شأن في البلاد خصوصا أهل الجود وأهل الرئاسة من أمثال الزعيم الصالح والرئيس هادي ومن على شاكلتهم . وحين نتحدث عن الزعيم الصالح نقول إن كان الله قد صان وجهه عن التوريق بعد أن غادر الرئاسة لكنه لم يصن كفه من تسلم أوراق المورقين فلا يزال هذا الكف يخط كل يوم بل كل ساعة الكثير من الحوالات لتواجه مسألتهم التي لا تنتهي ومبرراتهم وأسبابهم التي لا تنقضي . وإذا كان الجود محمود من المعطي فإن المسألة والإلحاف فيها مذمومة حتى من ذوي الحاجات فكيف بغيرهم ولقد ورد في الأثر عن سيد البشر قوله " لا يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم " . **** المورّقون الذين كانوا حول الزعيم في رئاسته للدولة لا يزالون يورّقون بعد تركه للحكم وذلك باعتباره رئيسا للمؤتمر والمؤتمر لايزال يمتلك ارصدة مالية ينفق منها عليهم ونظرا لمكانة الزعيم في قلوب الناس وهيبته في قلوب من حوله فمن ذا الذي يمكنه أن يعترض على تصرفاته وربماكان الكثير من البطانة يعلم أنه يحسب لتصرفاته حسابا دقيقا فلا يستطيعون الاعتراض على هذه التصرفات برغم علمهم أن الكثير من المورّقين لاخير فيهم ولا نفع منهم ولكنه بالمقابل ربما يعلم أن الكثير من هؤلاء لو لم يعطهم ما يسالون سيتحولون إلى أعداء شرسين . ومع هذا وفوق كل هذا فهو يعلم أيضا أن شعبيته في صفوف الناس لا تشترى ولا تباع والصادقون في ولا ئهم لا يحتاجون إلى التوريق ولا يحتاج هو إلى الانفاق عليهم ليتألف قلوبهم عرف هذا بدقة في فترة الازمة ولاتزال معرفته تزداد يقينا مع التفافهم حوله وهو في منزله بعيدا عن الحكم ومع كل التطورات السياسية . **** لن يترك المورّقون التوريق حتى تترك النوق الحنين .. ولكن نسال الله أن يقي قادة الأمة من شرور المورقين باعتبارهم هم البطانة ولابأس ان يأكلوا ما يلقى إليهم من العطايا المهم ان لا يتحول على ايديهم الحق باطلا والباطل حقا وتخسر الأمة .