لليمن أبناء لا يتواجدون في أحضانها فهم بعيدون بعد المسافات الطوال وبعد المشقات الصعاب لم يهجروها تمردا أو عصيانا لها ولا ضجرا منها وإنما كادحون من اجل العيش الذي بخلت عليهم به تاركين ورائهم أسرهم و البؤس يملئ قلوبهم والشوق يجرح أوقاتهم للرجوع طامحين وقلوبهم مليئة بالأمل لإيجاد رزق عيشهم في وطنهم الذي يملك من الثروات ما يحول دون غربتهم ويحد من عذابهم والبقاء داخل وطنهم ووسط أهاليهم وإيجاد لقمة معيشتهم وقوت بقائهم داخل وطنهم و لاكن ساسة بلادهم ضاقوا بهم ورموهم حول أقطار العالم كشتات السراب لكي يتاح لهم السطو على حقوقهم كما سيطروا على حقوق المواطنين في الداخل ومع كل هذا فهم يواجهون تصرفات لا إنسانية من سفاراتنا في العالم كله كأنهم لا ينتمون لهذا الوطن فعندما يذهبون إلى سفاراتنا لتسهيل أمورهم البسيطة يجدون أمامهم أبناء جلدتهم الذين يعملون في السفارات يعاملوهم وكأنهم يطالبون باللجوء السياسي لا بأبسط التسهيلات التي تعتبر أقل حقوقهم على وطنهم البعيد و عندما نتحدث عن أبناء اليمن في المهجر يجب أن نشعر بمعاناتهم والمشقات التي يواجهونها كل يوم يجب أن نشعر برياح الغربة ومرارتها وعواصف البعد وآلامه عن الأهل والوطن ونجعل قصور سفاراتنا العتيقة تحت خدمتهم لا منازل للسفراء والمسئولين نعم كانت وما تزال فنادق لمن له الغلبة لا يعترفون بابنا اليمن إطلاقا إلا في أضيق الحدود كيف ولا وهم في الحقيقة غرباء في أوطانهم كيف وهم خارجة لا يعلمون بأنهم مناجم للثروة القومية التي تمثل ركيزة للاستثمار الوطني فا أمهم اليمن لم توفر لهم الأمن في الداخل لينعشوا الاقتصاد الوطني ولم تقدم لهم أبسط حقوق المواطنة في الخارج نخجل وتخجل الإنسانية لما يجدونه من معانات وتصرفات من أبناء وطنهم في الداخل و الخارج فيجب على وزارة الخارجية أن تزرع في حقولها الواسعة ثمار الاعتبار وبذور الاهتمام لكي يجني محاصيلها من يستحقها من المغتربين لا من السفراء والعاملين معهم ولن يتحقق كل هذا إلا إذا أعلنت القنصليات تواضعها وأيمانهم بان لليمن أبناء خارج الوطن وهم المسئولين عنهم مسؤولية وطنية تضامنية تليق بإنسانيتنا اليمنية وتقديرا لعنائهم ومجهودهم الذي يبذلونه وكذالك يجب أن يعلموا أن سفاراتنا ليست مكاتب للسفريات ولا متاحف للآثار فالسفارات وجدت من أجل تسهيل المشاق على المواطنين خارج الوطن ففي ظل الثلاثة القرون الغابرة اقتصر عملها على تحسين علاقات الدول معا النظام الأسري واستقبال مسئولي النظام وحاشيتهم المهاجرون هم نواة الاستثمار الوطني و أساسا للدخل القومي فيجب تسهيل كل السبل التي يحتاجون إليها خارج الوطن وفتح أبواب المواطنة لهم وتشجيعهم على الاستثمار الوطني في الداخل وذلك يتحقق بانتشار الأمن في عموم الدولة مما يضمن لهم أموالهم التي كافحوا من أجلها لسنوات وحرموا أنفسهم من أوطانهم وأهاليهم .