شهدت ساحة الحرية بعدن حضورا حاشدا لأداء صلاة جمعة ( دعما لحقوق المغتربين ) وكان خطيب الساحة رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ / أنيس يعقوب الذي افتتح خطبته بقوله : ((حديثنا اليوم حديث ذو شجون يثير فينا ذكريات وأشواق لإخوة لنا عشنا معهم زمنا ثم تركونا وغادروا الوطن إلى بلاد أخرى. حديث عن إخوان وآباء وأبناء، حديث عن أقارب وأصحاب وأحباب فما من حارة ولا قرية بل ولا بيت إى وهناك من اضطرتهم الظروف للإغتراب وترك الوطن.إنَّ اليمني المغترب في البلدان الأخرى ينخلع من كل الإنتماءات إلا الإنتماء للوطن فقط، فإن سُئل من أين أنت؟ يجيب بكل اعتزاز وافتخار أنا يمني إن المغترب اليمني يحكي لنا غربة وطن المهجَّر أهله سواء داخله أو خارجه منذ خمسين سنة مضت، حكمت فيها نخب ظالمة طاغية في جنوباليمن وشماله هجَّرت الأرض والإنسان.))وأوضح ((أن الوطن غنيٌ بالثروات غني بأهله ومواطنيه وقع في فخ عصابات الحكم فصار اليمني غريب في وطنه وأشد غربة في خارجه. وأعاد خطيب ساحة الحرية بكريتر الى الأذهان الذكريات المؤلمة فقال : (( إن نظام المخلوع قد أهان كرامة الإنسان اليمني في بلده فلاحقتنا هذه اللعنة وهذه الإهانات في الخارج، فعندما نذهب لأي بلدة ويقال هذا يمني فإن هذا الاسم يستدعي في ذاكرة الآخرين الجماعات المسلحة والقبائل المتناحرة والإرهاب والفقر والمرض والصراعات وعدم الإستقرار)) واستعرض الخطيب مسيرة التاريخ اليمني المعاصرالذي دفع باليمنيين للهجرة خارج أوطانهم فقال ((إن الأنظمة المتعاقبة على الحكم خلال خمسين سنة مضت لم توفر الأمن والأمان، لم توفر التقدم والتطور، لم توفر بيئة للإستثمار، لم تطور التعليم والقوانين؛ فكانت الهجرة إلى بلاد الجوار لعل اليمني أن يجد بيئة جيدة لأستثمار أمواله، وإن كان عالمًا فلعله يجد من يحترم عقليته وأفكاره، وإن كان دون عمل لعله يجد عملا شريفًا يوفر من خلاله لقمة العيش الضرورية لأبنائه.فهي غربة وطن بكل ما تحمله الكلمة من معان ودلالات.)) ثم جاء الحديث عن الإغتراب القسري نتاج الصراعات السياسية التي أودت بكوادر الدولة اليمنية الى تعطل أدوارهم في خدمة أوطانهم جراء مواقفهم السياسية فقال : ((إن حديثنا عن المغتربين بسبب الوضع الاقتصادي يذكرنا المغتربين قسرًا والمبعدين عن وطنهم رغمًا عنهم بسبب الاستبداد السياسي ودورات الصراع السياسي في شطري اليمن وفي عهد الوحدة المباركة فهناك الكثير من المغتربين هجروا لأسباب سياسية بسبب الصراعات السياسية السابقة وهؤلاء يجب على حكومة الوفاق الوطني السعي لإرجاعهم إلى وطنهم وتعويضهم التعويض العادل عما لحق بهم من أضرار .)) وأشاد خطيب الثورة بدور المغترب اليمني الذي يعد سفيرا لوطنه في بلاد غربته فرغم كل المعاناة والآلام التي يلقاها إلا أنهم مثلوا بحق النموذج الأرقى والأفضل كسفراء لهذا البلد الغني بأبنائهم في بلدان اغترابهم. وعدد خطيب ساحة كريتر سلسلة معاناة المغترب اليمني فتحدث أن المغترب اليمني عاني كثيرًا عند اغترابه ومفارقته للأهل والوطن وعانى أكثر من فساد نخبة الحكم الفاسدة فتحمل المغترب الآلام والمشاق في غربته وعند عودته لبلده يعامل معاملة قاسية بابتزاز سمج على اعتباره على صاحب ثروات هائله تجعله ما إن وطأة قدماه أرض الوطن يفكر بتركه مرة أخرى.إن الحديث عن مشكلة المغتربين وحقوقهم المهدرة كثير وكبير فليس اقله الرشوة التي تطلب منهم عند المنافذ، وليس أكبرها أراضيهم وممتلكاتهم التي تأخذ وتصادر من المتنفذين.إن المغترب يعاني الكثير والكثير جدًا في غربته فلا يجدون حلولاً للمشكلات التي يواجهونها في الخارج ولا يجدون الآليات الكفيلة بحلها فلا معالجة لقضايهم ولا تلبية لتطلعاتهم ومن أكبر نكبات المغتربين سفارات بلادنا وقنصلياتها في بلاد الغربة.هذه السفارات التي نخرها فساد نظام المخلوع إلى نخاعها فلا تتعامل مع المغترب إلا عبر السماسرة من المنافقين والمتملقين كل شيء لا ينجز من غير أن يدفع المغترب الأتاوة والرشوة، فصارت حياة المغترب كلها غم في غم. وفي ختام خطبته عرض مطالب شباب الثورة لصيانة حقوق المغترب اليمني وخاطب الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني لإعادة النظر في سفارات بلادنا في الدول التي فيها مغتربين وتطهيرها من بقايا نظام المخلوع ومحاسبة كل الفاسدين فيها مطالبا بضرورة تطهير السلك الدبلوماسي ورعاية حقوق المغتربين. ثم أشاد بدور ثورة فبراير حين قال : (( إن ثورتنا الشبابية الشعبية السلمية أعادت الوطن لابنائه وأعادت كرامة الإنسان للإنسان، فهي ثورة لأصل الإنسان فقامت بالإنسان للإنسان اليمني، فها هي ثورتنا اليوم وفيّة لأبناء الوطن في الخارج كما هي وفيه لهم بالداخل، إن معاملة المغترب كنصف مواطن بل أقل لم تعد مقبولة في عهد الثورة فلابد من تغيير كل ذلك وإعطاء كل ذي حق حقه. وعقب أداء صلاة الجمعة ردد شباب الثورة الشعارات الثورية المطالبة بتطهير البلاد من الفاسدين وفي مقدمتهم رحيل المخلوع وأولاده كما رددوا الشعارات المؤيدة لحماية حقوق المغتربين اليمنيين خارج الوطن