القواسم المشتركة أكثر بكثير من نقاط الاختلاف بين القوى المتصارعة على كرسي الحكم في اليمن، وبمعنى آخر فهم كلهم أسرة واحدة متشابكة فيما بين أفرادها بالزواج والنسب والدم ..هذه الحقيقة ، واتحدى أي واحد منهم يثبت أنه لا يمت بأي صلة للطرف الآخر.. و لمن أراد أن يعرف هذه الحقيقة فما عليه إلا أن يذهب لحضور حفلة عرس أو تجمع لعزاء، ويطرح أسئلة عن الصلات التي تربط الحاضرين أو الحاضرات ، ثم يتتبع انتماءاتهم الحزبية، فسيجد أن كل واحد في هذه المناسبة تتوزع أسرته وأعمامه وأخواله وأصهاره وأنسابه بين القوى المتصارعة كلها، وسيتضح أن في كل بيت يمني يوجد ( الإصلاحي والمؤتمري والحوثي والحراكي والقاعدي) ، وهذه الحقيقة طبقها الشيخ / عبد الله الأحمر-رحمه الله- علنا في توزيع أولاده على مختلف القوى السياسية ، وهذا من وجهة نظري ذكاء منه حتى إذا ما حدثت خصومة بين هذه القوى يتم مراعاة النسب فلا يكون هناك فجور في الخصومات ، ولو أن البعض قد تخلى عن هذه الحكمة . القوى النافذة في اليمن أفراد أسرة واحدة جمعهم الدم وفرقتهم المصالح الحزبية الخاصة (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم) يبدو أن الله غضب عليهم ففرقهم سياسيا، وغضب على الشعب اليمني فولاهم عليه. أتخيلهم كما الممثلين في مسرحية ، يجتمعون للتخطيط لمقالب ضد بعضهم ثم يرسلوا أبناءنا نحن(البسطاء) لتنفيذ خططهم، ولا يهمهم من مات ومن رجع.. المهم أن ينجحوا في إيهام الضحايا بأن الخلاص يقرب أكثر كلما زاد عدد القتلى من الشباب. والجميع يدعي أنه يُقتل من أجل الله والوطن!! وتحت راية (لا إله إلا الله) . إنها مهزلة لا ينبغي أن تستمر لأن الدماء المحرمة لا تثمر ورودا... ولذلك فالحل لما يعانوه من بعضهم ويعانيه الشعب منهم هو أن يدرك قادة هذه القوى اليمنية (المتصارعين بنا وعلينا) حقيقة وضعهم ويتحاوروا وجها لوجه في النقاط التي يختلفون حولها حوارا عقليا صريحا شفافا ويكون الحوار وهم بعيدون عن الأسلحة وليس هناك مانع من أن يربط كل واحد منهم يديه ليثبت على السلمية ويشغل دماغه ويكفوا السلاح و التمترس ضد بعضهم، ويحكموا العقل حتى يتفقوا على العموميات بحيث يتم حفظ الكرامة لكل (فئة). والشعب اليمني سيساعدهم إذا اتحدوا معا وشكلوا دولة واحدة تحكم اليمن وتبدأ التنمية بدون مطبات لبعضهم، ويمتنعوا عن تثبيت الخوازيق في ظهور بعضهم. هذا هو الحل السلمي ، ما لم فعلى كل قوة منهم أن تجمع ما بحوزتها من الشعب اليمني وتعمل لها بهم إقليما مستقلا، فيأخذون خمسة أقاليم لهم، ويكون الإقليم السادس للشعب اليمني المستقل عن هذه القوى. الظلم المركب أن يسيطروا على ثروات البلاد ثم يقدموا الشعب والجيش قرابين من أجل أن يتغلبوا على بعضهم!! وليتذكروا إن الله يمهل ولكنه لن يهمل ، وحق الضعفاء في رقابهم مهما طال الوقت.!! فإذا نفذوا من العقاب في الدنيا فمحكمة الله يوم لقائه لن تستثني ظالما!!!