برغم أنني قررت التوقف عن كتابة أي مقالٍ ونشره بعد وفاة والدي يرحمه الله أوائل الشهر الماضي، لشعوري بأحقية والدي بذلك الجهد أولاً، وثانياً لأنني طيلة فترة كتاباتي التي بدأتها منذ العام 2006م، بأننا نكتب لمن لا يقرأ وإذا قرأ لا يفهم وإن فهم لا يعمل، إلا أن مر موقف لزميل من أعضاء هيئة التدريس المساعدة في محطة شركة النفط وهو يحاول تعبئة دبة بترول للماطور – المولد – فبقول لعامل المحطة أريد أعبي هذه الدبة - 20 لتر – للماطور فقال له عامل المحطة الدباب ممنوع، وبينما هو كذلك جاء عسكري من الشرطة العسكرية شيبة – كهل – من الذين يُفترض بهم تنظيم عملية تعبئة السيارات للبترول وحراسة المحطة بأخلاقيات رجل الأمن الذي قرأنا عنه وخصوصاً في شهر الفضيلة هذا، لا ما قاله عنه الشهيد الزبيري، جاء ذلك العسكري ورفس الدبة حتى طارت عدة أمتار، وكاد أن ينهال بالضرب على أخينا مهدداً إياه بزجره بمؤخرة الآلي – السلاح - الذي معه إن لم يخرج من المحطة، كان ذلك في الساعة الرابعة عصراً من يوم السبت الموافق 5 يوليو 2014م. ولأن هذا العسكري يجيد الرفس ولا يفهم بغيره، خطر ببالي أن أنقذ الموقف بهذا الطلب للمدير العام التنفيذي لشركة النفط الأستاذ / علي الطائفي باسم جميع الزملاء من الأكاديميين ومساعديهم، كي لا يتكرر مرّة أخرى مثل ذلك الموقف وتذهب فيها روح مورد بشري مهم خسرت عليه الدولة مبالغ باهظة حتى وصل إلى ما وصل إليه من علم معرفي وتطبيقي. ولأن الأكاديميون لا يجيدون الرّفس ولا حمل السلاح التقليدي ليدافعوا عن أنفسهم، وما يجيدوه هو الكتابة وحمل هذا القلم الذي أكتب به وأقسم به رب العزّة حينما قال " وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" وهو أول شيء خلقه الله وقال له اكتب، فقال ما اكتب يا رب؟ قال له اكتب كل شيء إلى أن تقوم الساعة.. وقوله تعالى للإنسان في شأن القلم " إقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم" .. وطلبي من مدير عام شركة النفط الأستاذ/ علي الطائفي في ظل ظروف الواقع المُشين وتفشي سَوءة الكهرباء أن يوجه إلى محطة النفط بصفة خاصة وبقية المحطات بصفة عامة أن يتم تعبئة دبتا – 40 لتر - بترول أسبوعياً لكل عضو هيئة تدريس ومساعدوهم بالجامعات اليمنية.. والدبتين في الأسبوع هي أقل القليل حيث أنه يتم تشغيل المولد يومياً في الحدود الدنيا ست ساعات وفيها يصرف ستة لتر بترول أي في الأسبوع 42 لتر بترول، لا يقضيها عضو هيئة التدريس للفرجة على القنوات الفضائية – وإن كان ضلك من حقّه – وإنما يقضيها في ظل هذا الواقع المزري بين تصحيح دفاتر اختبار الطلبة لبعض الكليات التي لم تنهي الفصل بعد تحضير المحاضرات، ومع الأسف بدلاً من أن يحمل عضو هيئة التدريس كتب ومراجع نجده حاملاً إمّا دبة يبحث عن بترول أو دبّة يبحث عن غاز..الخ..!! هذا ما أردت تحقيقه من شركة النفط اليمنية لأعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في الجامعات اليمنية.. فهل سيسمعهم مدير عام شركة النفط اليمنية الأستاذ / علي الطائفي؟ ويهون مشقّة هذه الشريحة أقلّها في هذا الجانب، أم نقول على الدنيا السلام وهو كغيره من مسؤولي بلدي المستباح في موارده البشرية والطبيعية؟! والبقاء في بلدي للأقوى من يرفس لا لمن يكتب ويقرأ فيعلم ويُعلّم لماذا؟ وكيف؟..! [email protected]