إن تهور بعض القوى النافذة على الدستور والقانون واستولادها لمطالب تعجيزية بائسة،وعدم قبولها لكل الأطر والمبادرات التي من شأنها احتواء الأزمة الراهنة التي لا تضر إلا بمصالح الشعب والوطن،هذه القوى تصعد الموقف من أكثر من جهة، وتستخدم" اللف والدوران" وسيلة تحايل على كل الحلول المقدمة لتحجيم الأزمة وتفادي وقوع الوطن في مآزق لا يحمد عقباها. هذا البله السياسي الذي تلجأ إليه تلك القوات والمليشيات العجفاء،يستوجب اليوم من كل اليمنيين بكل أطيافهم السياسية والشعبية الوقوف وبحزم تجاه تلك المشاريع الداخلية الخارجية الضيقة وعدم السماح لها بتأجيج الموقف لتأخذ الوطن في نزهة دموية مفجعة.الآن آن الأوان ليغضب الشعب ويتخذ القانون مساره الدستوري لإيقاف مثل تلك التصرفات التي لا تمت للدين ولا الأخلاق بأي صلة. على كل القوى النافذة أن تعي جيداً أن الدولة لن تتهاون في ردع من تقودهم الشياطين إلى طريق غوي ما سار فيه قبلهم من أحد من بني الحكمة والإيمان إلا أسلافهم الذين قتلهم غرورهم وكبريائهم فما لبثوا إلا وقد صاروا في عداد الراحلين بكل خزيء،وعليهم أن يفقهوا تماماً أن اليمن اليوم غير يمن الأمس فالكل ماضٍ في طريق الحوار والتحاور ،ووحده سيف السلم من يلمع في الفضاء،لكن الحكمة وقت الشدائد لن تبقى كتلك الحكمة التي اعتادها اليمنيون،بل ستتحول إلى نارٍ تحرق أجساد العابثين والمخربين وتتقد في وجوه أعداء الوطن والشعب.بلغت الحكمة ذروتها معهم،واستخدمت كل الأساليب الحضارية والوطنية في التحاور وابتكار الحلول معهم لكنهم ضلوا في سبيل الضلال سائرين فماتت القيم فيهم وتبخرت الإنسانية منهم.نعم سأصدح ككل اليمنيين وسنردد بصوتٍ واحد"اليمن فوق الجميع"سنستخدم العصا لمن عصا حتى نثبت له أننا ما فرطنا ولن نفرط في أي وقت بمبادئنا الوطنية،ولن نقف مكتوفي الأيادي ووطنا العظيم يتجزى ويتشضى بفعل أعمالهم الدنيئة،سيقف التاريخ في وجوههم بكل فخر واعتزاز وسيخبرهم أن اليمن كالبحر الهائج لا تقبل الجثث المعفنة تسرح وتمرح فوق طوابير أمواجه،اليوم حصص الحق ،اليوم سحق المطر التراب من على الصخر فبانت الشقوق والتصدعات فيه فقرر اليمنيون أن يرمموا هذه التصدعات ويعيدوا أمجادهم الزاهرة تغرد في سماء الوجود ليعيش الشعب كما شاء له الله ان يعيش كما شاء له قدر العابثين وأعداء الوطن والأمة. ضاق الشعب ذرعاً،وعرف جيداً ما ترنوا إليه قلوب أولئكم الغاويين،فاحفظوا ماء وجوهكم يا أنتم! ولا تتهوروا وتدعوا الشيطان يقودكم إلى الهلاك،تعلموا كيف تعيشون وتتعايشون مع بعضكم البعض واتركوا السلاح في زويا حجراتكم هنالك في بيوتكم،ضعوا في الاعتبار أن الوطن الذي تستبيحونه هو ذات الوطن الذي تربيتم فيه وأكلتم من خيراته ونعمه ما أشبع جوع بطونكم،وحينما تشهرون سلاحكم عليه فإنكم قد هدمتم كل القيم والمبادئ الإنسانية والوطنية،واحذروا غضب الشعب إن غضب،وكذالك الوطن فلوا غضب عليكم سيحولكم إلى رماد تذروه الرياح. العصا لمن عصى،عصى الوطن لا غير هي من ستضرب كل من يجرح وطنه ويقوده إلى المجهول،والوطن لن يتكدر لأهواء خفيفي العقول وأصحاب المشاريع الضيقة،سيضل شامخاً هكذا إلى الأبد،ولن يفرط أبنائه في الحفاظ عليه أبداً ما حيوا،وليكن ما يكن فالوطن فوق الجميع!. "كاتب صحفي يمني"