لا أشك أبدا أن ما يحدث اليوم في اليمن جزء كبير منه هو مما جناه الناس على أنفسهم وبما كسبت أيديهم ، ويكاد الأسى يقتل القلب مما آل إليه كثير من الناس من البعد عن الله والفرقة والظالم والتدابر وغياب العقل والحكمة والرشد في حل الخلافات حتى إنك لتسأل نفسك أهؤلاء هم الذين نعتهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالإيمان والحكمة أيعقل أن يكون قوم لديهم هذا الموروث العظيم من الفضائل والمدح والثناء ثم هذا هو واقعهم ؟ كيف يمكن لقوم حكماء عقلاء أن يبيعوا ذممهم ويخونوا وطنهم ودينهم ويشتريهم القريب والبعيد ليكونوا خنجرا مسموما يطعن في أهله وقومه ، ويستخدمهم متى شاء لتنفيذ مخططاته ؟ سبحان الله أهؤلاء هم الذين وصفوا بأنهم ألين قلوبا وأرق أفئدة ؟! جاء عند الشيخين من حديث ابي هريرة وابي مسعود البدري أن رسول الله قال":أتاكم أهل اليمن هم أرق افئدة وألين قلوبا، الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية' فأين الرأفة والرقة وأين اللين وهم أشد الناس على بعضهم وأقسى قلوبا على بني قومهم؟! من يصدق أن هذه اﻷعداد الكبيرة تجتمع مع الروافض وتخرج معهم لتنفذ مخططهم ، سبحان الله أين ذهبت عقولهم وهم يخربون بيوتهم بأيديهم؟! أين غيبت حكمتهم وهم يحرقون أرضهم بنيران أسلحتهم؟! أين فقههم وهم يصوبون بنادقهم الى رؤوس بنيهم وإخوانهم وأهلهم؟! كيف يثقون بأكابر مجرميهم وقد تبين لهم من تأريخهم أنهم يتسولون هنا وهناك عند من يكيد لهم ومن ربط بقائه بزوالهم وعزه بذلهم ؟! ومن من عشرات السنين يفسد في أرضهم ويدمر خيراتهم ويستعبد أبنائهم ويفرق بين جموعهم؟! كيف يضعون يدهم في أيديهم وقد نبؤوا من واقعهم كيف فعلوا بهم ؟! أما كفانا مر السنين والفقر والجوع والتجهيل؟! أما كفانا أننا مضحكة للأمم وجموع منا مرتزقة منذ الأزل؟! أما كفانا أننا نتجرع منذ خرجنا للحياة كؤوس التخلف والفوضى والتضليل؟! هل نحن همج رعاع أم غجر بلا راع ؟ قد ألفنا التشرذم والضياع تنهش لحومنا الكلاب والضباع ،وتسوقنا الحمير والبغال في كل البقاع، فلا كرامة لنا ولاعقل واع. فمتى نفيق وإلى متى لانستفيق؟ أبعد أن تسرق بقية أرضنا وتهدد أعراضنا وتغير هويتنا ويبدل ديننا ويختلس مستقبل أبنائنا ونصبح أيدي سبأ ؟ فياأهل اليمن التأريخ يعيد نفسه والمجوس ومن وضع يده بيدهم في قعر داركم وقاع عاصمتكم فخذوا نصيحة قيس بن ساعدة الإيادي حينما حذر قومه الفرس المجوس الذين تأهبوا لغزوهم فكان مما قاله ينطبق على حالنا ويحكي واقعنا يا دارَ عَمْرَةَ مِن مُحْتَلِّها الجَرَعا هاجَتْ لي الهَمَّ والأَحْزانَ والوَجَعا ياقوم لاتأمنوا إن كنتمُ غيراً على نسائكم كسرى وماجمَعا يا لَهْفَ نَفْسِيَ إِنْ كانَتْ أُمُورُكُمُ شَتَّى، وأُحْكِمَ أَمْرُ النَّاسِ فاجْتَمَعا أَلاَ تَخافُونَ قَوْماً لا أَبَا لَكُم أَمْسَوا إِليكمْ كأَمْثالِ الدَّبا سِرَعا لو أَنَّ جَمْعَهُمُ رامُوا بِهَدَّتِهِ شُمَّ الشَّماريخِ مِن تَهْلان لانْصَدَعا في كُلِّ يومٍ يَسُنُّونَ الحِرابَ لكم لايَهْجَعُون إِذا ما غافِلٌ هَجَعا مالِي أَراكُمْ نِياماً في بُلَهْنِيَةٍ وقد تَرَوْنَ شِهابَ الحَرْبِ قد سَطَعا وقَدْ أَظَلَّكُمُ مِن شَطْرِ ثَغْرِكُمُ هَوْلٌ له ظُلَمٌ تَغْشاكُمُ قِطَعا صُونُوا جِيادَكُمُ،واجْلُوا سُيُوفَكُمُ وجَدِّدُوا للقِسِيِّ النَّبْلَ والشِّرَعا واشْرُوا تِلادَكُمُ في حِرْزِ أَنْفُسِكُمْ وحِرْزِ نِسْوَتِكُمْ لا تَهْلِكُوا جَزَعا أَذْكُوا العُيُونَ وَراء السَّرْحِ، واحْتَرِسُوا حتَّى تُرَى الخَيْلُ مِن تَعْدائِها رُجُعا لا تُثْمِرُوا المالَ للأَعْداءِ إنَّهمُ إنْ يَظْهَرُوا يَحْتَوُوكُمْ والتِّلادَ مَعا هَيْهاتَ ما زالتِ الأَمْوالُ مُذْ أَبَدٍ لأَهْلِها إِنْ أجِيبُوا مَرَّةً تَبَعا قُومُوا قِياماً على أَمْشاطِ أَرْجُلِكُمْ ثُمَّ افْزَعُوا، قد يَنالُ الأَمْرَ مَن فَزِعا وَقَلِّدُوا أَمْرَكُمُ، للّهِ دَرُّكُمُ رَحْبَ الذِّراعِ، بأَمْرِ الحربِ مُضْطَلِعا لا مُتْرَفاً إِنْ رَخاءُ العَيْشِ ساعَدَهُ ولا إِذا عَضَّ مَكْرُوهٌ بهِ خَشَعا لقَدْ بذلتُ لكمْ نُصحي بِلا دَخَلٍ فاسْتَيْقِظُوا إِنَّ خَيْرَ العِلْمِ ما نَفَعا هذا كتابي والنَذيرُ لكم لمن رأى رأيَه منكم ومن سَمِعا