نلاحظ ان كثيرا ممن يتحدثون اليوم باسم الشعب ويقولون انهم المدافعون عن حقوقه ومطالبه ويعقدون مؤتمرات الإنقاذ والتشاور هم من نهب الأراضي واستولوا على الممتلكات العامة والخاصة فكيف لمن ينهب حق شخص أن يدافع عنه وعن مصالحه وحقوقه. كيف لمن نهب الأراضي نراه اليوم ينادي بإعادة ما أغتصب كيف لا يبدأ بنفسه إذا كان حقاً من دعاة الإصلاح. وإعادة الحق الى نصابه.. كيف لجزار ان يبكي على ذبيحته.. وكيف لحيوان مفترس ان يرحم فريسته.. عجباً وأي عجب.. ونجد هؤلاء القوم تمادوا الى أبعد من ذلك حيث كانوا بالأمس يقولون انهم ممن دافعوا عن الوحدة وحموها. نجدهم اليوم يتبنون مشاريع دعاة الانفصال والفرقة والشتات.. ويتبنون مشاريع ما يسمى بأصحاب الحراك، أية وطنية يدعون وما هي الوطنية عندهم.. هل الوطنية هي الدفاع عن دعاة الردة والشرذمة وتفرقة الأرض والإنسان. أنهم يتاجرون بدماء الشهداء وحياة الأحياء.. يتاجرون بقوت وأحلام الشعب.. ما أسرع ما ينقلبون من حال الى حال وما أقدرهم على التحول من النقيض الى النقيض.. لكن إبليس قد زرع في نفوس هؤلاء ألف قلب وألف فكرة.. ففي كل حين لهم موقف أحيانا يكونون في أقصى اليسار وفجأة تجدهم في أقصى اليمين. إنَّ لأمثال هؤلاء ان يكون لهم مبدأ فقد باعوا أنفسهم للشيطان ورهنوا أفكارهم لطواغيت الأنس والجن وتناسوا ان الوطن والشعب ليسوا في سوق نخاسة كي يتاجروا فيهما.. فهما ليس ملك هذا الحزب أو ذاك أو هذا الملتقى أو ذاك التشاور فالوطن ملك الشعب والشعب ملك قراره وإرادته وهو الذي يقرر مصيره ويحدد أهدافه.. ويعرف أين ومع من تصب مصالحه ويعرف من الذي معه و من هو المزايد باسمه وعليه.. فمهما كانت الأخطاء من السلطة فهناك ثوابت وهناك حدود لا يمكن تجاوزها والعبور من فوقها.. فلماذا نجدهم يتحدثون عن أخطاء السلطة ولا يذكرون إيجابياتها ومنجزاتها.. لماذا التجني والمزايدات.. لماذا لا يكونوا منصفين؟؟ لماذا تصيد الأخطاء فقط؟!! فمتى الشعب أعطاهم تفويض كي يتحدثون باسمه وهم يعرفون انهم يمثلون الجماعات التي تتبعهم فقط.. فكل حزب بما لديهم فرحون.. فهم ليسوا أوصيا على الشعب والشعب ليس بهيمة أو ناقة تحتاج الى من يقودها.. فيا أيها العابثون والمزايدون والأفاكون الهاتفون باسم الشعب زوراً وبهتاناً كفاكم.. كفاكم.. وأصلحوا أنفسكم قبل ان تحاولوا إصلاح غيركم عدلوا من أخطائكم وأعيدوا الحقوق والاراضي والممتلكات الى أهلها التي اغتصبوها ظلماً وعدوانا.. ثم تحدثوا عن غيركم.. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم.. لماذا تقولون ما لا تفعلون لماذا تنادون بإعادة حقوق الآخرين وانتم من يستولون على جزء من هذه الحقوق.. إننا هنا لا ندافع عن الآخرين من الناهبين أمثالكم لأنكم كلكم في الكفة سواء لكن حاسبوا أنفسكم قبل ان تحاسبوا وقبل ان تبحثوا عن محاسبة غيركم. عندما الشخص ينادي بالإصلاح فلينظر أولاً الى نفسه وليقيم اعوجاجه ويصلح ذاته كي تكون دعوته الى الإصلاح على حق وصواب.. أما ان تكون الأخطاء متلبسة إياه من رأسه الى أخمص قدميه وينادي الآخرين بإصلاح أنفسهم فلن تكتب لدعواته النجاح ولن يكون محل ثقة ولا يصدقه الناس فانتم لستم دعاة خير بل ناعقين بالخراب وإلا لما أظهرتم الأخطاء وتعجزون عن وضع أية حلول لأنكم تريدون الأمور ان تبقى معلقة ويبقى الوضع على ما هو عليه لأن استمرار ذلك يخدم أهدافكم ومصالحكم ويجعلكم مستمرون بالعزف على هذا الوتر.. فالحق أحق ان يتبع.. وليس الباطل أحق ان يتبع فأين أنتم من الحق وأين الحق منكم ففاقد الشيء لا يعطيه.. فلن تقدموا شيئاً لهذا الوطن وأبنائه طالما أنتم تنادون بشيء وتسعون الى غيره فأنتم كالشعراء في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يفعلون. فلا هدف لكم غير خلق مزيد من البلبلات والمتاهات والإعصارات السياسية وفتح الأبواب لأعداء الوطن والوحدة والشعب للدخول من خلالكم لمحاولة تمزيق هذا المجتمع.. وتفتيت وحدته باسم الحفاظ على وحدته.. ولا تكونوا كإبليس عندما قال للإنسان أكفر فلما كفر قان إني بريء منك إني أخفا الله رب العالمين.. فهل عندكم الشجاعة لتحمل نتائج أعمالكم حتى النهاية.. وهل عندكم القدرة لمواجهة أية أحداث أخطر مما نحن عليه الآن.. لا أعتقد بل ستكونون أول من يهرب من مواجهة الحقيقة والواقع والحدث لحظة وقوعه.. إذا انتم غير قادرين على مواجهة حقائق أنفسكم فكيف بالله عليكم ستكون لديكم القدرة على مواجهة الأحداث العظام.. كيف تذمون وتتهمون "علي عبدالله صالح" أنه سبب كل المشاكل.. وانتم تطالبونه بإيجاد الحلول.. فكيف لا تعترفون ان "علي عبدالله صالح" لديه من الحكمة ولديه من الحلول ما يجنب البلاد كل الكوارث.. وأنكم أنتم مجرد "أعجاز نخل خاوية" فلماذا إذاً كل هذا التعنت منكم وقد أخذتكم العزة بالإثم.. فاعترفوا بالحقيقة وقولوا "يا رئيسنا هذه أيدينا جنب يدك واننا لا قدرة لدينا على عمل شيء إلا بك.. واننا مجرد ببغاوات نردد ما يملى علينا بعد ان نستلم ثمن ذلك فالاعتراف بالخطأ خير من الولوغ فيه" وكما قال تعالى "خير الخطاءون التوابون" صدق الله العظيم. فدعوا الأيام والشعب يذكرونكم بقليل من الخير بدلاً من لعنتهم.. فالاعتراف بالخطأ الآن خير من عض أصابع الندم غداً.. ورحم الله امرء عرف قدر نفسه. فلا تكونوا مجرد أذيال ولا تكونوا مجرد اتباع وأبواق.. وأفواه لمن يريدون لهذا الوطن ان يسير الى الهاوية ومن يريدون لهذا الشعب ان ينكب على وجهه..