مشهد إستثنائي ساد اليمن صباح أمس السبت بمناسبة اولى ايام عيد الأضحى، مشهد ليس له شبيه في بلاد اخرى، فرضه الساسة والقوى السياسية المتصارعة على مجتمع يعاني قلقا متعاظما من تردي الأوضاع المعيشية والأمنية بعد الأزمة التي عصفت بالعاصمة صنعاء، ولم تنته، رغم توقيع الفرقاء على وثيقة للسلم والشراكة، وتمكن جماعة الحوثيين من إتمام قبضة مسلحيها على شوارعها، وادارتها امنيا. صلاة عيد الأضحى في اليمن (غير)، بل هي صلوات وخُطب دينية بطعم سياسي مر، هكذا يمكن ان توصف، فقد تعددت الصلوات تبعا للساسة الذين جرّوا جماعاتهم لساحات مختلفة، يروّجون لمواقفهم فيها، كما يؤدون الصلوات فيها مع اتباعهم ومناصريهم، الأمر الذي يعكس حالة الشتات السياسي الذي يفرق اكثر مما يجمع، وفي وقت تعصف المشاكل في بلد لم يهدأ ويستقر منذ اكثر من خمسة عقود، واستحقاقاته ما زالت عالقة في جو ضبابي. رسميا في صنعاء وعلى غير العادة تحولت قاعة الاجتماعات امس في دار الرئاسة الواقع في جنوب العاصمة، إلى مصلى للعيد، أدى فيها الرئيس عبدربه منصور هادي الصلاة مع كبار مسؤولي الدولة، فيما كانت صلاة عيد الفطر الماضي أُقيمت بجامع الصالح وبحضور ملفت انذاك جمع فيه هادي الرئيس السابق علي عبدالله صالح والقائد العسكري علي محسن الأحمر، الذي بات الأن خارج البلاد، او هكذا يُشاع. وفي خطبة مختصرة بثها التلفزيون اليمني، شدد خطيب العيد، أكرم الرقيحي، على ضرورة التزام كافة القوى السياسية اليمنية بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة لتجنيب اليمن مخاطر الانزلاق إلى أتون الحروب والصراعات، قائلا إن اتفاق السلم والشراكة الموقع بين القوى السياسية “كان ضرورة ملحة اقتضته طبيعة المرحلة الخطيرة التي يمر بها اليمن”. في الجزء الشمالي من العاصمة كان نشطاء وانصار جماعة الحوثيين (انصار الله) يقيمون صلاتهم في شارع المطار الذي اٌقاموا به ساحة اعتصام قبيل دخول مسلحيهم صنعاء، ليستمعوا لخطبة جمعة (ثورية) وكذلك في ساحات الإعتصام المحيطة بالعاصمة صنعاء. وفي جنوب البلاد أدى الالاف صلاة الجمعة في شارع مدرم المعلا العاصمة عدن، وهو الموقع الذي يحجزه نشطاء الحراك الجنوبي لفعالياته، وفيها تحدث الشيخ حسين بن شعيب خطيب الخطبة "العيد هذا العام بأنه "عيد تهاوي الأصنام"، في إشارة إلى سقوط قوى النفوذ في صنعاء، في اشارة الى آل الأحمر. وعقب الخطبة انطلقت مسيرة جابت الشارع الرئيس بالمعلا. وردد المتظاهرون هتافات تدعو لاستقلال الجنوب، وترفض مشروع الأقاليم. وفي مكان آخر في مدينة عدن كان مواطنين من المدينة يؤدون صلاة أخرى للعيد، لم تتصف بهوية سياسية، حيث شهدت ساحة العروض في مدينة خور مكسر تجمع آلاف المواطنين صلاة الجمعة. اما في مدينة سيئون بحضرموت فقد أدى المواطنون صلاة العيد في مصلى العيد الواقع بجوار مسجد الإمام الشافعي وهناك استمعوا الى خطبتي الصلاة، التي وجه فيها الخطيب عدة رسائل منها "إلى أصحاب القرار" قائلا "أنتم رعاة على من استرعاكم الله فاتقوا الله في الرعية وتحسسوا عن كل ضعيف ومسكين يعينكم الله في كل مهمة ويحفظكم من كل بليه". *[email protected]