إعفاء رئيس الجمهورية من قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام أمر يندرج في سياق القضايا الداخلية لحزب المؤتمر , لكن ما لم يندرج في سياق القضايا الداخلية المؤتمرية هي " الحملة الغير مبررة " التي تشن ضد رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي , وهو الرمز السيادي الوطني للجمهورية اليمنية ولكل أبناء الشعب اليمني من " صعده حتى المهرة ومن كمران حتى سقطرى" , وهو الرئيس التوافقي لكل أبناء اليمن في الداخل والخارج وبمختلف مشاربهم الفكرية ومدارسهم السياسية وقناعتهم الحزبية , هكذا أرى وهذه هي قناعتي . وعليه فأن " الحملة الانتقاصية" من الرئيس فعل غير لائق لان أي أساءه له تعد إساءة لكل أبناء الشعب اليمني , بما فيهم أولئك الذين يختلفون معه او الذين يشنون حملاتهم ضده او ينتقصون منه ومن دوره السيادي ومكانته ورمزيته , وهؤلاء بوعي أو بدونه إنما ينتقصون من أنفسهم ويسيئون لأنفسهم وهو ما لم يقبل به اي مواطن يمني يحترم نفسه ويحترم مؤسساته ويسعى إلى تكريس وتأصيل قيم " الشرعية الدستورية" والانتصار لمفاهيمها وقيمها . بيد أن المؤتمر الشعبي العام وهو الحزب الأكبر على الساحة الوطنية ولديه أطر تنظيمية ومؤسسات يفترض به أن لا يخلط بين كون عبد ربه منصور عضوا قياديا فيه , وبين كونه رئيسا للجمهورية اليمنية , لأنني كمواطن يمني ذهبت إلى صندوق الاقتراع واعطيت صوتي ب" نعم للرئيس هادي " وهو الفعل الذي يعتبر بمثابة عهد أو بيعة في ذمتي ومن واجبي الوطني والديني والاخلاقي الدفاع عن حقي في حماية عهدي وبيعتي كما أن هناك دافع وطني واخلاقي وحضاري يلزمني بالدفاع عن الرئيس والانتصار لرمزيته لأنه يمثلني وهو بحكم العهد والبيعة ولي أمري وواجبي الديني يلزمني بطاعة ولي الامر والانتصار له من أي محاولة استهداف تطاله . لست مؤتمريا ولم أكون يوما مؤتمريا ولن أكون , لكني لم أتردد في الدفاع عن المؤتمر والرئيس السابق وعلى مدى سنوات حتى ترسخت لدى القارئ والمتابع إنني " مؤتمريا متعصبا " كما أنني " عفاشيا متعصبا ومقرب من آل عفاش " ..؟! والحقيقة إنني لست كذلك بل كنت أدافع عن قيم وقناعات واخلاقيات أمنت بها ولا أزل وسوف استمر متمسكا بها .. وحين تفجرت أحداث 2011م كنت في طليعة الذين تصدوا للخارجين عن الشرعية الدستورية ولم أكون أدافع عن " شخص" وأن كان رئيسا لكني تصديت لمن يسخرون من رمزيته ودافعت عن شرعية دستورية وعن احلامي وتطلعاتي في دولة النظام والقانون والمؤسسات , يومها لم يتجرأ الكثيرون من الملتفين _ اليوم _ حول الرئيس السابق والمتخندقين ضد الرئيس الحالي من الظهور أو حتى التعبير عن آرائهم , بل ظلوا يترقبوا حالة الرئيس السابق وما قد تسفر عنه نتائج جريمة دار الرئاسة إلا بضعة زملاء وكنا جميعا لا نتجاوز عدد أصابع اليدين , لكنا دافعنا بقوة عن الشرعية ورمزيتها بل ورموزها وواجهنا بجد " الموت" ولا اقول هذا رغبة في المزايدة أو المتاجرة والشهرة فكل هذه المفاهيم لا تلزمني ومثلي لا يحتاجها ولست من هذه الفئة , وبرغم كل تلك المواقف لم نتلقى وزملائي حتى كلمة شكر ولم نكون ننتظرها ايضا ..! لان مواقفي لم تكون استجابة لتوجيهات أو تنفيذا لأوامر , بل كانت تجسد تلقائية تعكس وتجسد قناعتي , وهي ذات القناعات الوطنية التي تدفعنا اليوم للالتفاف حول الرئيس عبد ربه منصور هادي والدفاع عنه واعتبر هذا بمثابة واجب وطني , لان التطاول على رمز سيادي يعني ببساطه أن المتطاولين عليه لا يحترمون هذا الشعب ولا يقدرون مشاعره . أن الخلاف مع الرئيس أن كان حزبيا فهناك افتراضا أطر حزبية وفي داخلها وتحت مظلتها يفترض تسوية الخلافات وبهدوا وبدون تشهير أو ازدراء وتحقير , لكن الملاحظ أن الخلاف مع الرئيس هادي خلاف سياسي وليس خلاف حزبي بدليل أن هذا الخلاف طغى على السطح وأصبح قضية رأي عام ..وعليه والحال كذلك أرجوا من كل الزملاء الأعزاء في المؤتمر الشعبي تقبل دفاعي عن الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي لا زلت ارى فيه نائبا لرئيس المؤتمر وأمين عام للمؤتمر , أرجوا تقبل مواقفي بروح ديمقراطية وعلى قاعدة الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..ولنا تواصل [email protected]