أيعقل هذا في ( مأرب ) سيف الفساد يسلط على الإرهاب! بشئ من الذهول و التعجب كنت أتابع المسيرة عن مقابلات شخصية مع أعضاء اللجان الشعبية في مأرب و لفت انتباهي مقابلات مع أشخاص من ضمن مفجري أنابيب النفط و الغاز و مخربي أبراج الكهرباء, و من لهم سوابق في التقطعات و تجارة المخدرات و تم إعتقالهم لفترات متراوحة في السجن المركزي و من المطلوبين للعدالة بتهم التخريب و التفجير, ( صالح حسين الدماجي ) أشهر من نار على علم في قضايا تخريب في مأرب و تم مصادرة سيارتين محملة بكميات هائلة من المخدرات عليه و لجأ الى تفجير أنابيب النفط للمقايضة و التهديد .. فقام الرئيس هادي بتعويضة 40 مليون ريال و يظهر بكل تبتختر و أريحية على قناة المسيرة ليعلن تضامنه مع اللجان الشعبية في مواجهة الإرهاب و التخريب! إسم آخر ورد في القائمة (صالح عباد الردماني) و هو الآخر كان معتقل في السجن المركزي على ذمة قضايا تخريب و تفجير لأنابيب النفط , وكان يفاوض الوساطات مع أقربائه من آل الردماني أمثال صادق مع الجهات الرسمية و الحكومية في قضية إختطاف ال 25 جندي و ضابط الشهيرة و الإفراج عنهم لاحقاً, و مع ورود بعض الأسماء المشكوك في هويتها الوطنية و مصداقيتها في محاربة الإرهاب و ذات ماض و تأريخ أسود, قد يلوث المسيرة النضالية للجان الشعبية في التصدي للإرهاب .. و على مضض و قطع الشك باليقين تواصلت مع مصادر موثوقة من مأرب لاعرف مدى صحة هذة الأسماء و الشخصيات فقيل أنه كما تطرقت إليه صحيحاً, و الأدهى من هذا أنه يتم التعامل معها وشراء ولاءها لصالح اللجان الشعبية , ما معناه توقف الأعمال التخريبية حتى يتم نفاد الرصيد و المال ليتم المطالبة مجدداً والتهديد على نفس منوال سياسة الرئيس السابق و هادي. رغم وجود حاضنة شعبية لأنصارالله في مأرب في المحجزة و الجدعان و عزلة الأشراف و بنسب متفاوته في قبيلة عبيدة و حريب المراقيش و صرواح , وليست بحاجة لتلطخ نفسها مع كبار المخربين و أصحاب السوابق و إن كان ثمن النصر ضرب الإرهاب ببعضة البعض او تسليط سيف الفساد على الإرهاب, ببساطة لأن أدبيات أنصار الله تتعارض و تتنافى مع هكذا سياسات استغلالية او انضمام عناصر متطرفة فاسدة الى المسار الحيوي و الخصب لعمل اللجان الشعبية. ربما كانت السياسة هي الأخرى تنعكس بشكل سلبي على أرض الواقع فكما كانت ركوب الموجة و الالتحاق بسفينة النجاة من قبل كثير من المؤتمريين و رموز النظام السابق و إن تفاوت درجات إنتمائهم الى مركب انصار الله بل و حازوا من الترحاب الشئ الكثير و الإستدلال و الإستشهاد بأقوالهم و مواقفهم عبر المسيرة بشكل لم يعد مجرد شراكة وطنية بقدر ماهو احتضان و تماهي في لون واحد, بل و وصل الحد الى التدخل في عمل اللجان في التفتشي المالي و الإداري و في سير أعمال المكتب السياسي و التستر على المجرمين و الفاسدين و تمييع القضايا. حفاوة الترحيب و الإقبال الكبير للإخوة المؤتمريين الى حياض أنصار الله مقبول في اطار التوبة الوطنية الصادقة و التكفير عن مساوئ الماض و اظهار مواقف ثابته و واضحة من الرئيس السابق و منظومة فسادة, الأغلب كان يتحالف و يتلاقى مع أهداف أنصار الله في مواجهة عبث الإخوان كعملية انتقامية رادعة تخلو من القيم الوطنية و الإدراك العالي لقداسة الثورة ' التي جاءت لتطهير براثن الفساد و إقتلاع جذور الإرهاب. أدرك الى حد ما إن الحمل ثقيل على مكون مثل أنصار الله أوجدته اللحظة التأريخية و صنعة الموقف والفراغ الذي تحياة اليمن, و وجد نفسه فجأة في الواجهه و في فوهة المدفع, إلا ان الالتزام بباكورة أدبيات الحركة ومنابعها و حماية أسوارها من دخول العملاء و الصف الخامس و المرتزقة و ذوي النفوذ و المصالح الضيقة واجب ديني قبل أن يكون وطني و أخلاقي, وهذا ما انعكس وبدا سلبياً الى درجة كبيرة في بداية انعتاق اللجان الشعبية في مواجهة الإرهاب في مأرب و التي نشد على أيديها و إن كان لنا هناك ملاحظات جوهرية تمس العمل الوطني و لا تتنافى مع مبدأنا الثابت والذي لا حياد عنه في مكافحة الإرهاب, إلا ان التسليم للعناصر التخريبية سيفقد اللجان مصداقية هي أمس ما تكون بحاجة اليها في الظروف الراهنة, و ستفقد بوصلة تحرك اللجان الشعبية و الأرضية الخصبة الحاضنة للاستقطاب و التعاطف و الإنضمام في مواجهة المد القاعدي لمواجهة معركتة الأخيرة في صحراء مأرب, النزاهة مطلوبة في اختيار قادة اللجان على الارض و الدقة و التمحيص في الكوادر القيادية التي تسطر ملاحم وطنية عملاقة و رائدة , و وضوح الرؤية مطلوب و بشدة في المرحلة الحساسة الراهنة. مأرب تزاوج القاعدة و العناصر التخريبية في بوتقة الإرهاب مأرب جرح اليمن الدامي .. نزيف لا يتوقف .. بعد بحث و تحري مستفيض عن علاقة القاعدة بعناصر تخريب أبراج الكهرباء و الطاقة و المناطق الحاضنة و تواجدهما و مع دراسة ( جيوسياسية ) لمحافظة مأرب من الناحية الحغرافيه و ( الأنثروبولوجيا ) الطبيعية و الثقافية و الأحزاب السياسية المتواجدة هناك و الكثافة السكانية و تقسيم الدوائر الانتخابية وبناءً عليه تم إستنتاج الآتي : 1- تواجد '' عناصر مشتركة '' بين مصفوفة الإرهاب و أسماء التخريب فمن يقومون بتخريب أبراج الكهرباء و تفجير أنابيب الغاز هم من العناصر الإرهابية و تمتد جذورهم إلى القاعده '' الأم '' و بغطاء حزب الإصلاح أمثال الشبواني و طعيمان و كعلان .. و كثير من الأسماء المكررة في كلا الحالتين. 2- تعريف الإرهاب بشكل عام لا يختلف إثنان أن العمليات التخريبية و التقطعات لا يمكن إستثنائها من منظومة الإرهاب, ذات القواسم المشتركة. 3- تواجد حزب الإصلاح بكثافة و بنسب تتراوح في الدوائر الانتخابية مع تواجد المؤتمر بنسب متوازية و إن كان الإصلاح أوفر حظا في بعضها , مع تواجد قبيلة عبيدة التي تأخذ على عاتقها المنقطة الجغرافية الممتدة لانابيب النفط و شركة هنت و صافر , و إن إدعت حماية منابع الطاقة إلا أن أغلب العناصر الإرهابية قدمت منها و في حمايتها. 4- تجمع العناصر الإرهابية الفاره من المناطق الوسطى عبر يَكْلا الى مأرب مع تواجد معسكرات تدريبية و تأهيلية. 5- تعج مأرب بالثأرات القبلية خاصة بين قبيلىتي عبيدة و مراد مما ساهم في إضعاف الجيش و شراء الولاءات و تذبذب المواقف حيث و إن أغلب أفراد الوحدات العسكرية من تلك المناطق. 6- مع السعي إلى إبرام الاتفاقيات و العهود لحماية أبراج الكهرباء و تسليم العناصر الإرهابية وافق جميع مشائخ مأرب باستثناء مشائخ الإصلاح على التوقيع و الاتفاق. 7- تواجد حاضنة شعبية كبيرة لأنصار الله و اللجان الشعبية في عزلة الأشراف و قبائل عبيدة و المحجزة و حريب المراقيش و الجدعان و صرواح . 8- يتواجد فيها قرابة سبعة معسكرات للجيش بالإضافة إلى وحدات أمنية من قوات مكافحة الإرهاب وقوات الأمن الخاصة والنجدة والأمن. - توقعاتي: - إن الإتفاقيات لن تتم أو '' تصمد '' مع تعنت مشائخ الاصلاح و زعاماته بالمنطقة. - قبيلة عبيدة لن تف بوعودها بحماية المنشئات النفطية كما لم تف من قبل رغم الوعود و الوساطات المتكررة. - اللجان الشعبية لن تعود إلا بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة, و تسليم القاعدة و دك فلاعها و اوكارها و حماية أبار النفط في ظل غياب الدولة و فشل الوساطات.