● بعد عزوف الجماهير الرياضية المحبة والعاشقة لمنتخباتها الوطنية عن متابعة مباريات المنتخب .. بعد النتائج المخيبة في خليجي 20 التي أقيمت في بلادنا .. وكانت الجماهير اليمنية الحاضرة هي العنوان الأبرز .. وتوجت كأفضل جماهير عربية للعام 2010م حسب ما نشرته مجلة الأهرام الرياضية المصرية .. إلا أن أداء المنتخب حينها لم يلب طموح تلك الجماهير العريضة التي واكبت البطولة.. واستمرار إخفاق المنتخب في كل التصفيات التي أعقبت مشاركته في خليجي 20 حتى وصل به الحال إلى المركز ال 184.. وهو أسوأ مركز لبلادنا على الاطلاق .. ولم تكتف الجماهير بمقاطعة المنتخب.. بل انها عزفت حتى عن حضور ومتابعة مباريات الدوري المحلي.. وأصبح دورينا بدون ملح .. أي بلا طعم ولا نكهة.. لتأتي مشاركتنا الأخيرة في خليجي 22 المقامة حاليا بالرياض مسجلة معها وثيقة مصالحة بين المنتخب وجماهيره في الداخل والخارج.. ولتؤكد الجماهير اليمنية أنها رقم صعب في مؤازرة منتخبها.. حتى أنها بحضورها ساعدت على حفظ ماء وجه دورات الخليج في نسختها ال 22 بعد عزوف الجماهير السعودية عن الحضور .. ● صحيح إن المنتخب الوطني تفوق على نفسه.. وقدم مستوى طيباً ومشرفاً.. وخرج من الباب الكبير الواسع .. ولم يعد بالمركز الأخير ..خرج تاركا خلفه المنتخب العراقي والبحريني.. بعد أن احتل المركز السادس بالترتيب العام برصيد نقطتين.. ولم يكتف بذلك بل خرج مسجلا أقوى دفاع حيث لم يدخل شباكه سوى هدف وحيد.. فيما ولجت شباك المنتخب الكويتي الشقيق سبعة أهداف.. أي أن هناك تحسناً ملحوظاً وواضحاً لأداء المنتخب مقارنة بمشاركاته الست السابقة .. ثلاث منها خرج منها بنقطة يتيمة .. حتى لقب بابو نقطة .. والثلاث الأخرى بدون شيء وتخلى عن لقب أبو نقطة .. لتأتي المشاركة السابعة التي حقق فيها نقطتين.. واستطاع أن ينتزع الإعجاب ليس من محبيه فحسب بل حتى من خصومه في الملعب الذين اعترفوا بتحسن أدائه وأنه لم يعد رقما سهلاً في البطولة .. صحيح كل ذلك .. إلا أن الجماهير الوفية كانت هي الأروع.. هي الأجمل والأكثر حضوراً ومتابعة .. وحققت التفوق على الجميع .. ● تعمدت أن اكتب عن الجماهير اليمنية .. لأنها تستحق أن يكتب عنها.. وهذا ليس تقليلاً بالمنتخب الذي أخذ حقه وزيادة حبتين.. فما رأيته من الجماهير وعودتها لمؤازرة المنتخب بهذا الشكل أثلج صدري.. وللتدليل سأحكي لكم واقعة حقيقية تدل على الحال الذي كنا قد وصلنا إليه من مقاطعة وعزوف "" حدث في أحد الأيام أن أحضر اجتماعاً لمجلس تنسيق أندية أمانة العاصمة صنعاء الذي يرأسه يحيى صالح بصفتي المسؤول الإعلامي.. وحضره رؤساء أندية الأمانة وبعض الشخصيات والمسؤولين وكلاء ومدراء عموم ومن في مستواهم.. وصادف ذلك اليوم مباراة منتخبنا الوطني مع البحرين في التصفيات المؤهلة لكأس آسيا وتقام الرابعة عصرا.. وفي الثامنة مساء كانت مباراة بين المنتخبين الشقيقين المصري والجزائري.. فبمجرد وصولنا كان يوزع لنا أعلاماً نختار منها المصري أو الجزائري.. ليبدأ الاجتماع في الوقت الذي كانت تلعب فيه مباراة منتخبنا.. وتوقف الاجتماع حين بدأت مباراة مصر والجزائر حتى تتم المتابعة .. وشاهدنا المباراة حتى أننا لم نسأل عن نتيجة منتخبنا "" نعم كان الجميع لا يتابع اخبار المنتخب جماهير .. رياضيين .. مسؤولين الجميع لا يبالي ولا يهتم .. هكذا وصلونا الى مثله حال !!! ● لتأتي هذه المشاركة وما أن رأت الجماهير منتخباً يقدم كرة حلوة .. وأصبح نداً للفرق الأخرى حتى عادت لتلتف حوله .. مشجعة ومؤازرة .. الجميع يتابع.. الكبار والصغار من الجنسين .. تخيلوا شوارع العاصمة كانت شبه خالية من المارة والسيارات أثناء مبارتنا مع السعودية .. نعم شاهدت ذلك بأم عيني وأنا عائد إلى البيت ما بين الشوطين .. الأندية .. الساحات.. مقاهي الكافية امتلأت .. الناس كلها تتابع .. شيء لا يوصف .. فما حصل كان يستحق أن نسلط عليه الضوء .. وأن ننقله للقارئ الكريم .. وهذا دور وسائل الإعلام وبالأخص المرئية التي نزلت لتسجل حجم المتابعة الجماهيرية .. ● أشكر من كل قلبي المنتخب الوطني .. وجهازه الفني بقيادة التشيكي سكوب.. لا لأنهم قدموا أداءً رائعاً في خليجي 22 ..ولا لأنهم أضافوا نقطة جديدة.. بل لأنهم أعادوا لنا النكهة .. أعادوا لنا الجماهير .. ويا لها من عودة !!. [email protected]